بات القلق يسيطر على منظمات حقوق الإنسان المصرية وأقول المصرية لا الدولية ولا الفلسطينية من حجم التحريض الإعلامي على الفلسطينيين والسوريين وبث الكراهية والتحريض في الشارع المصري عليهما بصورة ملفتة للنظر وغريبة لدرجة أنها باتت تشكل خطرا على مصر أكثر مما تشكل خطرا على الفلسطينيين.
السوريون دخلوا على خط التحريض والكراهية في الإعلام المصري بعد الانقلاب العسكري على الديمقراطية حتى أن الأمر وصل إلى حد مطالبة السلطة الجديدة من السوريين الحصول على فيزا قبل الدخول إلى الأراضي المصرية وكذلك بات يطلب من الفلسطينيين نفس الأمر وبشكل مخالف لما هو متفق عليه بين الحكومة الفلسطينية والسلطات المصرية، وبات من لا يحمل تأشيرة دخول يعاد من المطار إلى الجهة التي قدم منها، وكان سابقا يتم معه بنظام الترحيل أي الاحتجاز في المطار ليلة ثم يتم نقله إلى المعبر عبر قوة أمنية بعد أن يتجمع العشرات منهم في حجز المطار في ظروف غير إنسانية.
هذه الحملة المسعورة على الفلسطينيين في الإعلام المصري المعادي لفلسطين وللمقاومة وللإسلام يسعى على ما يبدو إلى تهيئة الأجواء لعدوان صهيوني على قطاع غزة بعد أن تزرع الكراهية والبغض في نفوس الشعب المصري حتى إذا حدث عدوان على القطاع لا يقف الشعب المصري الوقفة الوطنية القومية العربية الأصيلة لأن هؤلاء المعتدى عليهم من الفلسطينيين هو من الجهات المعادية لمصر وشعبها وأمنها القومي من خلال بث مجموعة من الأكاذيب والشائعات ومحاولة تكرارها بصور مختلفة حتى ترسخ في أذهان المصريين أن هناك تدخل من قبل الفلسطينيين في الشأن المصري حتى وصل الاتهام لهم بالمشاركة في قتل الجنود المصريين، وقد لا نستغرب أن يخرج أحد العسكريين بدون سند أو دليل ليتهم بعض الفصائل الفلسطينية بالمشاركة في جريمة العام الماضي التي راح ضحيتها ستة عشر عسكريا مصريا.
هذه الحملة سيكون لها تأثير ضار على الفلسطينيين في المنظور القريب وهذا بدأ يلمسه الفلسطينيون ممن يزورون مصر ويشعرون بحجم الكراهية والبغض الذي بات يحمله المصريون للفلسطينيين من كثرة ما بثته الدعاية الإعلامية التضليلية التي يبثها الإعلام المصري ولكن على المدى البعيد سيكون لهذه الحملة آثار ضارة بمصر ووجهها الحضاري ودورها القيادي في المنطقة العربية والإقليمية وسيكون له اثر بليغ على العلاقة التاريخية والمصيرية بين الشعب الفلسطيني والشعب المصري.
مصر قدر الفلسطينيين والفلسطينيون قدر مصر ومهما فعل الإعلام وسحرة فرعون من أفاعيل وأباطيل فلن تستغني مصر عن فلسطين وقطاع غزة تحديدا ولن يستغني الفلسطينيون عن مصر، وكل هذه الحملة وتأثيراتها القريبة والبعيدة ستذهب أدراج الرياح لأننا نعلم أصالة الشعب المصري.
الحقيقة التي يجب أن يعلمها المصريون أن فلسطين لن تكون يوما من الأيام سهما يطعن مصر والمصريين وأنها لم ولن تقوم بأي فعل قد يؤذي الشعب المصري أو الجيش المصري وسيكتشف الجميع بأن ما تبثه وسائل الإعلام مدفوعة الأجر والتي تعمل على خدمة الصهاينة ومشروع تصفية القضية الفلسطينية أنها أكاذيب وأباطيل تكرارها عمل السحر في نفوس المصريين، هذا السحر لن يطول وستنكشف الحقيقة التي تؤكد صحة ما خلصنا إليه أننا لن نكون الخاصرة الرخوة في الأمن القومي المصري بل سنكون كما الجيش المصري حماة للأمن المصري كما نحن حماة للأمن الفلسطيني لأن كلاهما يكمل الآخر وضرب الأمن المصري هو ضرب للأمن الفلسطيني.
ولكن المؤلم أن يتاجر بعض الفلسطينيين بهذه الأكاذيب والافتراءات التي يقوم بها الإعلام المصري ويأخذ على ترويجها وكأنها حقائق من باب المتاجرة بالشعب الفلسطيني من أجل تحقيق مصالح فئوية ضيقة أو مصالح خاصة سواء عبر التصريحات أو وسائل الإعلام الصفراء ظانين أن هذا الأمر ضار بجهة فلسطينية متناسين انه ضار بكل الفلسطينيين شعبا وقضية ويخدم مخططات الصهاينة سواء كان هؤلاء يدركون ما يقومون به أو لا يدركوه.
وأقول كفوا عن المتاجرة بفلسطين شعبا وقضية وتوقفوا عن المشاركة في التحريض وبث الكراهية وترويج الأكاذيب أو المشاركة في صناعتها لمجرد الخلاف السياسي أو الفكري وإلا في النهاية ستجنون سوء عملكم وسيكتفش الشعب الفلسطيني مشاركتكم في التآمر عليه.