قائمة الموقع

الخطوط الفلسطينية سمسار لابتزاز المعتمرين

2013-07-20T08:21:06+03:00
(الأرشيف)
غزة - لميس الهمص

"كذب الكذبة وصدقها"، مثل ينطبق على الخطوط الجوية الفلسطينية التي لا تملك مطارا أو طائرات ولا حتى طيارين.

شكاوى كثيرة سجلت ضد تلك الخطوط لتعطل طائراتها المستأجرة أكثر من مرة خلال مواسم الحج والعمرة خاصة بعد إجبار شركات السياحة على نقل المعتمرين خلال الموسم الحالي عبر الخطوط الجوية دون وجود أي بدائل ما جعل الشركات تصف القرار بالتعسفي.

ذلك الإجبار يفتح الباب أمام عدد من التساؤلات أهمها سبب القرار الذي طال غزة وحدها دون الضفة في ظل ضعف إمكانات الخطوط الفلسطينية، ولماذا لا يفتح باب المنافسة لتقديم الأفضل إلى المواطنين؟، أم إن الغزيين بحاجة عذابات جديدة تضاف إلى فصول حصارهم حتى خلال رحلات العبادة؟.

اتفاق مصلحة

المصادر تحدثت لـ"الرسالة نت" عن قرار نسج بين شركة الخطوط الفلسطينية والسلطات المصرية لاعتماد الأولى وحدها لنقل المعتمرين عن طريق مطار العريش فقط، ما يعود بالفائدة على الطرفين، فالخطوط ستستفيد من تكاليف الرحلات في حين أن مصر تؤجر طائراتها الصغيرة متوسطة الجودة للفلسطينيين.

وبينت المصادر أن مصر استفادت أمنيا على حد قولها بناء على أن المعتمرين لم يدخلوا القاهرة واقتصر عبورهم على مطار العريش في ظل الأزمة الأمنية التي تعانيها الأراضي المصرية.

وتلجأ الخطوط الفلسطينية إلى استئجار طائرات الخطوط الجوية المصرية بناء على أسعارها الرخيصة في ظل فقدان القدرات المالية لاستئجار طائرات حديثة.

وكانت وزارة الأوقاف قد أوقفت رحلات العمرة خلال مواسم سابقة لعدة أيام جراء رداءة الخطوط الجوية وتعطل طائراتها خلال رحلات نقل الحجاج والمعتمرين.

واتهمت الأوقاف خلال الأزمة الأخيرة شركة الخطوط الفلسطينية بعرقلة عودة المعتمرين رغم موافقة السلطات المصرية على عودتهم عبر مطار العريش.

سيئة ..

المواطنون وصفوا بدورهم الخدمات المقدمة على متن تلك الطائرات بالسيئة مقارنة مع الخطوط الأخرى، مؤكدين أنها تصاب بالعطل كثيرا، ما يدل على التهاون بأرواح الغزين وتعريضها للخطر.

يشار إلى أن الطائرة المستأجرة تعطلت مرتين متتاليتين خلال الموسم الحالي للعمرة فقط. 

وقال عوض مذكور رئيس اتحاد شركات الحج والعمرة في السياق إنهم بالتعاون مع "الأوقاف" سيلجؤون إلى تقييم تجربة الموسم الحالي مع شركة الخطوط الفلسطينية ودراسة إمكانية استمرارها في نقل الحجاج والمعتمرين.

ووفق مذكور فإن شركة الطيران حين تسيء فهي تسيء للشعب الفلسطيني، مستهجنا إجبارهم على التعاقد مع الخطوط الفلسطينية في نقل الحجاج، ووصف القرار بأنه قهري.

وبين أنهم أرغموا على مطار العريش والخطوط الفلسطينية ما تسبب في الحد من جهودهم وقتل روح التنافس بينهم، مشيرا إلى أنهم كانوا يلجؤون إلى استجار طائرات مصرية جيدة، كما إنهم كانوا يتعاقدون مع الخطوط السعودية عن طريق مطار القاهرة.

ووصف رئيس الاتحاد الطائرات المستأجرة بأنها "متوسطة ومقبولة" لكنها تعاني نقصا في الخدمات الفنية كالوجبات والاستقبال، مشتكيا قلة الوزن المسموح به للمسافرين.

وذكر أن هناك اتفاقا بين الدوائر الأمنية المصرية وجهات فلسطينية على استخدام مطار العريش، مبينا أنهم حاولوا إنزال طائرات خاصة لكن الخطوط الفلسطينية منعتهم.

وأضاف مذكور: "الطائرات المستخدمة ليست طائرات خاصة بالشركة بل هي مستأجرة لذلك يمكنها استجار الأفضل لأن الطائرات تعطلت مرتين خلال رحلات العمرة في الموسم الحالي"، منوها إلى أن إقبال الشركات على الخطوط الفلسطينية كان ضعيفا قبل إجبارهم على استخدامها.

وأكد أن تكلفة السفر لم تتغير بالنسبة للمعتمرين، "لكن الخدمة المقدمة من شركة الطيران باتت أقل"، موضحا أنه في حال تأكيد سوء الخدمة وضرورة وقف التعامل مع الخطوط الفلسطينية فإن وزارة الأوقاف هي من يقع على عاتقها فعل ذلك.

قرار إجباري

عادل صوالحة مدير الإدارة العامة للحج والعمرة في غزة قال من جانبه إن أصحاب شركات الحج والعمرة منذ بداية موسم حاولوا التعاقد مع خطوط جوية أسوة بكل عام، "لكن الخطوط الفلسطينية ذكرت أن هناك اتفاقا فلسطينيا-مصريا باقتصار النقل الحصري لمعتمري القطاع عليها".

وبين صوالحة أنهم حين تواصلوا مع الجهات المصرية ذكرت الأخيرة أنها اعتمدت على مطار العريش في النقل وليس القاهرة لدواع أمنية.

ووفق قوله فإن الخطوط الفلسطينية لا تملك إلا طائرتين صغيرتين من نوع "فوكر"، مبينا: "ما يجري فعليا أن الخطوط المصرية تتولى نقل المعتمرين بالتعاقد مع الخطوط الفلسطينية".

وبين أن الاتفاق يحقق فائدة فلسطينية بتشغيل الخطوط ويقصر دخول المعتمرين على العريش.

ولفت إلى أن الخطوط الجوية المصرية لديها أسطول كبير من الطائرات، "لكن الطائرات المستأجرة صغيرة ولا تتجاوز سعتها 160 راكبا لأن مطار العريش لا يحتمل هبوط الطائرات الكبيرة، فهو غير مجهز لذلك".

ووفق صوالحة فإن بعض الشركات كانت تلجأ سابقا إلى الخطوط الفلسطينية، "لأنها تسافر من العريش توفيرا لوقت المعتمرين في حين كانت تلجأ أخرى إلى الخطوط السعودية لكبر حجم طائراتها".

وذكر أن الطائرتين المستأجرتين تعرضتا لعطل فني، "ما سبب تأخير المعتمرين حتى إيجاد طائرات بديلة"، لافتا إلى أن الميزة في الخطوط الفلسطينية سهولة التعامل معها من جهة التنسيق وتسجيل الركاب وتعديل ذلك لوجودها محليا.

اخبار ذات صلة