غزة/رامي خريس
عاد الحديث عن الحرب بقوة إلى المنطقة ، فالتحركات والتصريحات الإسرائيلية على حدٍ سواء تشير إلى أن هناك أمراً ما سيحدث ، أو بشكل أدق فإن (إسرائيل) والولايات المتحدة الأمريكية وآخرين خلفهما قد بدأوا تحركات مريبة أحياناً وعلنية أحياناً أخرى تدفع باتجاه الاعتقاد أن اللحظة حانت لدق طبول الحرب أو التحضير لعملية عسكرية خاطفة ، ومع ذلك فإن آخرين لا يزالون يرون أن كل ما يجري يبدو في إطار الحرب النفسية وأن (إسرائيل) غير قادرة الآن على شن حرب – وفق ما قاله الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله- أمس الأول.
وهدف الحرب أو العملية الخاطفة هو إيران ، فالمطلوب إخضاع النظام الذي يصر على الوقوف في وجه الولايات المتحدة وحليفتها الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط (إسرائيل) .
** تكهنات
ويتحدث المراقبون في الآونة الأخيرة عن الظروف التي يقولون أنها أصبحت مهيأة لتوجيه ضربة قاسية لإيران التي قال رئيسها قبل أيام في احتفالات الثورة انها أصبحت أمة نووية مشيراً إلى أنها قادرة الآن على تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% .
المراقبون قالوا أيضاً أن الاستهداف قد يشمل لبنان وغزة ، سواءً بشكل مباشر أو غير مباشر ، فأحد أهداف أية حرب أو ضربة ضد إيران هو ضرب المقاومة في لبنان وفلسطين وإضعاف ما أصبح يطلق عليه محور المقاومة أو الممانعة.
وأول ما يبنى المحللون السياسيون والعسكريون تكهناتهم عليه تلك التصريحات الساخنة التي صدرت عن قادة الاحتلال وأولهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي أعلن أمام مؤتمر سابان قبل أسابيع أن السلام لن يحل قبل مواجهة ثلاثة تهديدات لـ(إسرائيل) هي: سعي إيران للحصول على سلاح نووي ، وصواريخ حزب الله في لبنان وحماس في غزة التي تهدد (إسرائيل) ، والثالث تحصين الأمن الإسرائيلي.
** استعدادات
وفي إطار الحديث عن التحضيرات التي تجريها (إسرائيل) يشير المحللين العسكريين إلى المناورات الأمريكية- الإسرائيلية المشتركة، التي جرت قبل حوالي شهرين، لمحاكاة حرب ضد حزب الله وإيران، والتي استخدمت فيها الأسلحة البحرية والبرية والجوية، والمناورة العسكرية الضخمة، التي جرت في صحراء النقب، مطلع الشهر الجاري، وكذلك التحركات البحرية المكثفة، للأسطول الأمريكي الخامس في الخليج، وعلى بعد أميال من الشواطئ الإيرانية، يضاف إلى ذلك التطور الخطير، ممثلاً بعبور سفن حربية، وغواصات نووية إسرائيلية، قناة السويس باتجاه الخليج العربي، لتكون على أهبة الاستعداد، مع البحرية الأمريكية، لتوجيه ضربة ضد إيران.
وفي مقابل الحديث عن سخونة وجدية التهديدات الإسرائيلية فإن هناك من يقلل من أهمية تلك التهديدات ويرى أنه لا توجد إمكانيات واقعية لدى (إسرائيل) لشن أي حرب وهو ما قاله نصر الله في بداية التقرير.
ومع ذلك فإنه على الصعيد الفلسطيني يجمع المراقبون على أهمية استعدادات المقاومة لاسيما في غزة للاحتمالات كافة فالمفاجأة قد تكون قاسية إذا لم يجر استعداد جدي لمواجهة أي تهديد محتمل.