قد يظن بعض الناس أن النجاح يأتي من غرفة مكيفة، وتطل على شاطئ البحر، ومكتب مجهز بآخر الترتيبات والاكسسوارات، إلا أن الطالب نعيم أبو راضي، قد كسر هذه القاعدة بنجاحه بالثانوية العامة بمرتبة الثاني على القطاع، وبمعدل 99.4%، داخل مكتب أشبه بـ" قفص دجاج".
الغرفة رائحتها نتنة، تطل على شارع رملي، يملؤه الغبار، وأصوات أطفال المنطقة وهم يلعبون الكرة لا تفارقه قط.
لم يستسلم نعيم للفقر، بل صنع غرفة في فناء البيت، سقفها من النايلون، حيث لا يحمي من حر الصيف، ولا مطر الشتاء، وكلما شعر بالارهاق نتيجة الأحوال الجوية، غادر غرفة الدراسة إلى داخل البيت، حيث الضوضاء المزعجة.
مكتب نعيم لوحة خشب موضوعة على حديدتين، وكرسي من البلاستيك يقضي عليه ساعات طويلة من الدراسة.
عند سؤاله عن سبب نجاحه يجيب، "الفقر الذي نعيشه هو السبب الحقيقي لنجاحي، فقد تحديث الفقر لأنتشل أهلي من هذا المستنقع".
وطالب نعيم الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء بغزة اسماعيل هنية، بالنظر لحالتهم، متمنيًا أن يكون نجاحه سببًا في انقاذ حياة أسرته التي تعيش في بيت يكاد يقع على ساكنيه من شدة قِدمه.