من المقرر أن يلتقي المفاوضون الفلسطينيون و(الإسرائيليون) مساء غد الاثنين، على "عشاء تعارف" تقيمه وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن، على أن تبدأ المفاوضات الفعلية في اليوم التالي.
وقال مسؤول فلسطيني رفيع: "إن محادثات واشنطن التي تضم أربعة مفاوضين -اثنين من كل طرف- ستكون إجرائية، فيما تجري المفاوضات الفعلية عبر لقاء قريب بين رئيس السلطة محمود عباس ورئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتانياهو يحضره وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
ويمثل الجانب الفلسطيني في هذه المفاوضات الدكتور صائب عريقات والدكتور محمد اشتية، عضوا اللجنة المركزية لحركة "فتح"، فيما يمثل الجانب (الإسرائيلي) وزيرة العدل تسيفي ليفني، ومدير مكتب رئيس الحكومة اسحق مولخو.
وكشف المسؤول لصحيفة "الحياة" أن المفاوضات ستركز على ملفي الحدود والأمن. وقال: "إن عباس حصل على تعهد من كيري برفض أي اقتراح يقدمه نتانياهو عن إقامة دولة فلسطينية ذات حدود موقتة".
وأضاف أن الجانب الفلسطيني -ممثل بالسلطة- يسعى إلى حسم مسألة الحدود أولا بالاتفاق على حدود الدولة، ونسب تبادل الأراضي، لكنه سيكون منفتحا على أي اقتراحات بشأن مراحل التطبيق التي تقتضيها العوامل الأمنية.
وتابع: "خلال المفاوضات السابقة التي جرت في عمان قبل عامين، رفض الإسرائيليون التفاوض على الحدود في غور الأردن والقدس تحت ذرائع الأمن، وهو ما تسبب في انهيار تلك المفاوضات وفشلها".
وأوضح أن الطرف الفلسطيني طلب أن يكون الاتفاق على الحدود أولا، ونثبت ذلك في اتفاقات سياسية، ثم نتفق بعد ذلك على كيفية التطبيق، ومراحله التي تراعي الاعتبارات الأمنية وغيرها".
وفي الملف الأمني الذي سيكون رديفا لملف الحدود في هذه المفاوضات التي ستستمر بين 6-9 أشهر، قال المسؤول: "من البداية نحن نقبل دولة منزوعة السلاح، لكننا سنطالب بقوات رقابة أطلسية تشكل حماية لهذه الدولة الوليدة".
وأضاف: "مهما بلغت قدرات الدولة الوليدة، فإنها لن تنافس القدرات العسكرية الإسرائيلية، لذلك فإن وجود قوات أطلسية، خالية من الإسرائيليين، هو مطلب فلسطيني".
وقدم الوزير الأميركي ضمانات لعباس بأن تتضمن رسالة الدعوة الأميركية الطلب من الطرفين التفاوض على إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، مع تبادل أراضٍ متفق عليه.
كما قدّم كيري لعباس ضمانات بإطلاق جميع أسرى ما قبل اتفاق اوسلو، وعددهم 104 أسيرا. وقال: "إن الجانب الفلسطيني قدم قائمة الأسرى إلى كيري الذي قدمها بدوره إلى نتانياهو".
وكان أبو مازن تلقى مساء أول من أمس اتصالا هاتفيا من كيري أكد فيه دعم الرئيس الأمريكي باراك أوباما والإدارة الأميركية الكامل من أجل سرعة العودة للمفاوضات بين السلطة و(إسرائيل).
من جهة أخرى، أعلن مسؤول فلسطيني أن عباس سيزور القاهرة اليوم للقاء الرئيس المصري عدلي منصور وعدد من المسؤولين المصريين.
وكان عباس أكد في رسالة وجهها إلى منصور على "الدور المصري في إتمام المصالحة الفلسطينية والتزام القيادة الفلسطينية الاتفاقات التي تم التوصل إليها برعاية مصر".