قائمة الموقع

"الصهاينة"ينتظرون تعاظم الشراكة مع السيسي

2013-07-29T06:48:21+03:00
وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي
د. صالح النعامي

بكل صراحة وبدون مواربة، ترى كثيرا من النخب الصهيونية الحاكمة فيما يحدث في مصر بمثابة تحول استراتيجي هائل لصالح الكيان الصهيوني.

فالوزراء والجنرالات والمستشرقون والمعلقون الصهاينة يبدون غير مستوعبين ما يحدث في أرض الكنانة، خاصة في أعقاب توجيه حكم التخابر مع حركة حماس للرئيس محمد مرسي.

فقد قرأ (الإسرائيليون) هذا التطور بأنه جاء بمثابة رسالة طمأنة بعث بها قادة الانقلاب من العسكر لكل من الكيان الصهيوني والغرب.

ولم تصل الأمور إلى هذا الحد فقط؛ بل إن نفتلي بنت، أكثر وزراء نتنياهو تطرفاً يعتبر أن اتهام مرسي بالتخابر مع حماس مؤشر على أن الشراكة الاستراتيجية بين مصر و(إسرائيل) ستتعاظم بشكل غير مسبوق. وإن كان هذا لا يكفي، فإن ما يجري في مصر من مهازل، دفع زئيف إلكين نائب وزير الخارجية (الإسرائيلي) أن يقول مازحا وشامتاً تعقيباً على اتهام مرسي بالتخابر مع حماس: "بإمكاننا إرسال عناصر حماس لمحاكمتهم في مصر بعد اتهام مرسي بالتخابر معها".

احتفاء بدور السيسي

هناك الكثير من الانجازات التي ترى النخبة الصهيونية إن (إسرائيل) حققتها بفعل ما أقدم عليه عبد الفتاح السياسي دون أن تبذل (تل أبيب) أي جهد، وعلى رأس هذه الانجازات إضعاف الجيش المصري جراء زجه في التناحر السياسي الداخلي.

وقد أجمع كل من الجنرال المتقاعد رؤفين بيدهتسور، رئيس هيئة أركان سلاح الجو (الإسرائيلي) سابقاً، ورئيس هيئة أركان الجيش الأسبق دان حالوتس، وعاموس جلبوع، رئيس لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية سابقاً، على إن أهم خطوة نجمت عن الانقلاب الذي قاده السيسي ليس عزل مرسي وإسقاط حكم الإخوان المسلمين، بل اندفاع الجيش المصري نحو مسار لن يؤدي إلا إلى إضعافه، على اعتبار أن هذا التطور يمثل مصلحة إستراتيجية عليا لـ(إسرائيل)، مع العلم أن الثلاثة أكدوا أن الجيش المصري هو الجيش الذي لازالت (إسرائيل) تحسب له حسابا كبيرا.

فقد قال بيدهتسور: "حتى في أكثر الأحلام وردية لم يكن لـ(إسرائيل) ان تتوقع حدوث هذه النتيجة، فاندفاع الجيش المصري نحو السياسة على هذا النحو غير المسبوق يعني عدم إحداث أي تغيير على موازين القوى القائم بيننا وبين العرب في المستقبل ولفترة طويلة، على اعتبار أن آخر ما سيعني قادة الجيش المصري في المستقبل هو تعزيز قوتهم العسكرية، حيث سيكون جل تركيزهم على تحسين قدرتهم على الإمساك بزمام الأمور في البلاد". في حين دعا عاموس جلبوع الولايات المتحدة لتوظيف تأثيرها القوي على قادة الجيش المصري واقناعهم بمواصلة القيام بنفس الدور الذي كان يقوم به العسكر في تركيا قبل قدوم أردوغان، بحيث يضمن الجيش المصري عدم صعود الجهات المتطرفة للحكم في القاهرة، ولم يفت جلبوع التذكير بأن هذه مصلحة (إسرائيلية) وأمريكية.

أما دان حالوتس فقال: "رغم سعادتنا بإسقاط مرسي، إلا إن أهم ما تم حتى الآن هو تحييد الجيش المصري وإضعاف قوته عبر شغله في الواقع السياسي الداخلي لسنين طويلة في المستقبل".

التحكم في الانتخابات القادمة

هناك إجماع داخل وسائل الإعلام الصهيونية على أن انشغال رئيس الحكومة (الإسرائيلية) بنيامين نتنياهو في توفير الدعم للانقلابيين في مصر جعله يجمد اهتمامه بالمشروع النووي الإيراني.

فقد استجاب السيناتور الجمهوري راند بول لطلب نتنياهو، ووافق على أن يتولى قيادة تحرك داخل الكونغرس يهدف إلى تقليص فرص الإسلاميين في العالم العربي في الوصول للحكم عبر صناديق الاقتراع.

وكما أوضحت القناة الثانية في التلفزيون (الإسرائيلي) مساء الأربعاء الماضي، فإن دول شرع بالفعل في اقناع أعضاء مجلسي الكونغرس بتبني مشروع قرار يدعو الرئيس باراك أوباما للوقوف على رأس تحرك عالمي لتجنيد أموال بهدف تقديم يد المساعدة للدول العربية التي شهدت ثورات ربيع عربي أو تلك التي تشهد حراكات جماهيرية مطالبة بالإصلاح، لتحسين الظروف الاقتصادية وتعزيز صدقية القوى الليبرالية والنخب المرتبطة بأنظمة الحكم، مما يسهم في النهاية في تقليص فرص الإسلاميين بالفوز بأية انتخابات، لا سيما في مصر.

وفي ذات السياق، كشفت إذاعة الجيش (الإسرائيلي) النقاب عن أن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (الإسرائيلية) أفيف كوخافي يبحث في زيارته الحالية في واشنطن سبل تقديم العون لقادة الانقلاب العسكري في مصر. وحسب الإذاعة فإن كوخافي أوضح لقادة البنتاغون والسي آي إيه أهمية دعم قادة العسكر في مصر بدون أي تردد، على اعتبار أن عزل مرسي يمثل فرصة لإحداث تحول استراتيجي من الطراز الأول ويحسن من مكانة (إسرائيل) والولايات المتحدة في الغرب بشكل غير مسبوق.

بيت القصيد، (إسرائيل) معنية بإنجاح الانقلاب ومعنية أكثر من ذلك بتوظيفه بشكل كامل لصالحها، وهي تبدو مستميتة من أجل توفير الدعم للانقلابيين، لدرجة أن الكثير من الأوساط (الإسرائيلية) قد باتت تحذر من خطورة التحرك العلني لـ(إسرائيل) لدعم الانقلاب خشية أن تتضرر (إسرائيل) كثيراً في حال فشل الانقلاب في النهاية وعاد الإسلاميون للحكم في القاهرة.

اخبار ذات صلة