أن تختلف مع الغير في موقف من حدث أو جهة معينة فهذا أمر طبيعي في الحياة والعمل والفكر ، لكن عند أصحاب المبادىء والقيم هذا الأمر يفترض ألا يؤدي بهم للتنازل عن أدبياتهم وأخلاقهم .
الخبر الذي نشره موقع معا على الانترنت يوم السبت 27-7-2013 نقلا عما أسمته مصدر سيادي مصري رفيع المستوى لينقل تهديدا مباشرا لمؤسسة اعلامية فلسطينية يمثل غاية في الانحطاط والوقاحة والانحياز !!.
كيف تسمح مؤسسة اعلامية تقول أنها فلسطينية لنفسها أن تكون وكيلا أمنيا لتنقل تهديدات لزميلة لها على اعتبار أنها تختلف معها في الرأي و الموقف ؟!! .
الخبر المسرب والتي تمتاز معا بتسريب أمثاله في مفاصل وأوقات معينة لأهداف أمنية وسياسية واضحة للجميع لم يراع حتى أصول العمل الصحفي والمهني فالتسريب أخفى المصدر ولم يعرفه ولم يذكر زمن الحدث وبدأ ينسج ما يكتظ به صدر كاتبه من حقد وكراهية مقيتة .
الواضح للعيان ان المسرب تقف وراءه جهة أمنية فلسطينية متوافقة مع أهداف موقع معا وذكر القاهرة ومكتبها هو للتعمية فقط وهو أسلوب رخيص معروف لدى من يعمل بالاعلام ، وهو الطرف الذي يزج بحركة حماس دوما في أتون الخلاف الدائر بين أطياف الساحة المصرية .
الدعاية المسربة ركزت على ما أسمته جرائم حماس ضد فتح في أحداث 2007 في تكرار جديد لمسرحيات سابقة وحديث عن مغادرة محور المقاومة وتضييع القضية الفلسطينية والبحث عن مطامع السلطة وكراسي الحكم ما يضع النقاط على الحروف من الجهة المسربة فتلك أفكارها ومنطقها ودلالاتها الواضحة .
ما يعنينا هو السقوط المدوي المتكرر لموقع معا الذي يتلقى أموالا من دول أوروبية قد لا تصل اليه وزارة أو مؤسسة فلسطينية ، وبحسب مقربين منها فقد حازت على تمويل جديد من بضع سنوات من جهات أمريكية مكنها من اطلاق فضائية معا مكس .
إن الخلاف في التوجه مع أي جهة كانت سياسية أو اعلامية لا يبرر بالمطلق أن تتحول الجهة الأخرى الى وكيل أمني لمن يدفع أكثر ، وأسلوب العمل الذي تنتهجه معا في الأخبار واضح لكل ذي عقل وبصيرة ومنها نشر الاخبار مجهولة المصدر ، والتركيز على خبر معين ليبقى في الصدارة لعدة ساعات ، نشر صور مسيئة مرافقة لخبر معين ، عدم نشر أخبار تنتقد جهات معينة ذات علاقة مع معا ومسؤوليها ، واذا حدث النقد فهو شكلي لذر الرماد في العيون ، التركيز على أخبار الجرائم في غزة وتصديرها للأخبار ومتابعتها ، وتمرير أخبار الجرائم في مناطق أخرى بسرعة ، اغفال فعاليات ضخمة لا تناسب توجه معا ومن يقف وراءها واذا نشرت ففي خبر مقتضب للغاية ، ونشر مقالات غالبا ما تكون مناوئة للمقاومة وهو ما يناقض عمل وكالات الأنباء فالوكالات لا تنشر مقالات وتعتمد على الاخبار .
ودعونا نلقي نظرة عن الخبر الذي نشرته معا حول مسيرة فتح في رام الله مساء الجمعة 26-7 وكيفية توظيف الخبر سياسيا فرغم أن المعلن ان المسيرة دعما لوزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي لكن معا عنونته ان المسيرة تضامنا مع الشعب المصري وكأن السيسي هو الشعب المصري وأضافت كلمة التضامن مع اغلاق مكتب معا في غزة رغم أنه لم تحمل يافطة واحدة حول هذا الموضوع بل وحتى في الخبر ذكرت بسطرين في ذيل الخبر.
الخبر المذكور تضمن صورتين وتصدر صفحة الاخبار منذ نشره الساعة 8:25 مساء الجمعة حتى مساء الاحد بالتأكيد أنها وكالة محايدة !!.
لكن معا لم توضح لنا هل هذه المسيرة تعتبر تدخلا في الشأن المصري أم لا ؟ ، فاذا كانت التغطية الاعلامية في عرف معا تدخلا بالشأن المصري فماذا يعني قيام فصيل فلسطيني بتنظيم مسيرة داعمة لطرف مصري ضد آخر ، بل والتهجم على الطرف الآخر ؟!!.
وهل كلام د. محمد الهندي واسماعيل هنية حول ضرورة وقف نزيف الدم المصري وتبرأهم من أي طرف يزج بالشعب الفلسطيني بالازمة المصرية الداخلية هو تدخل بالشأن المصري الداخلي ؟!!.
أخيرا ماذا تسمي نقل فضائية معا مكس بث قنوات مصرية مسيحية وعلمانية مؤيدة للسيسي هل هذا تدخلا بالشأن المصري أم لا ؟!!