أصيب عدد من المؤيدين للرئيس المصري محمد مرسي خلال اشتباكات مع عناصر من الشرطة قرب مدينة الإنتاج الإعلامي جنوب القاهرة، وفيما يواصل المعتصمون بميداني رابعة العدوية ونهضة مصر اعتصامهم، دعا التحالف الوطني لدعم الشرعية إلى مظاهرات مليونية في أنحاء مصر غدا الأحد.
وقال خالد الخطيب رئيس الإدارة المركزية للرعاية العاجلة والحرجة بوزارة الصحة والسكان، إن حصيلة إصابات اشتباكات مدينة الإنتاج الإعلامي بلغت 23 مصابا.
وأكد مصدر أمني في تصريح نقله موقع "أخبار مصر" الرسمي التابع للتلفزيون المصري إصابة مجندين نقلا إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.
واحتشد أنصار الرئيس مرسي أمام المدينة الإعلامية لكسر ما وصفوه بالحصار والتعتيم الإعلامي على فعالياتهم الرافضة لعزل مرسي من منصبه، والرافضة لخريطة الطريق التي أقرها الجيش.
وقال مؤيدو مرسي إن قوات الأمن أطلقت عليهم قنابل الغاز المدمع وطلقات الخرطوش لتفريقهم، بينما ذكر بيان لوزارة الداخلية أن المتظاهرين حاولوا اقتحام المدينة، مما دفعها للتعامل معهم، وأكدت اعتقال 31 ممن وصفتهم بمثيري الشغب.
وأدان التحالف الوطني لدعم الشرعية ما وصفه بالاستهداف الوحشي للمتظاهرين السلميين في مدينة الإنتاج الإعلامي، وجاء في البيان الذي تلاه إيهاب شيحة من على منصة رابعة العدوية أن الشرطة استخدمت الخرطوش ضد المتظاهرين السلميين.
ونفى التحالف ما قالته وزارة الداخلية عن محاولة المتظاهرين اقتحام المدينة، وقال إن المظاهرة كانت سلمية.
مسيرات الجمعة
وشهدت العاصمة المصرية وعدد من المحافظات خروج العديد من المسيرات في جمعة أطلق عليها "مصر ضد الانقلاب"، وأعلنت منصة رابعة العدوية بدء اعتصامين جديدين في ميداني الألف مسكن ومصطفى محمود.
وخرجت مسيرات بعد صلاة الجمعة من العديد من مساجد القاهرة والجيزة انطلقت إلى رابعة العدوية في مدينة نصر أو النهضة في الجيزة.
وتوجه متظاهرون نحو مبنى القيادة المشتركة للقوات المسلحة والمخابرات العسكرية في ضاحية مصر الجديدة شرق القاهرة.
وهتف المتظاهرون الذين حملوا صورا لمرسي وأعلاما مصرية "الله أكبر، الله أكبر" و "مرسي هو رئيسي".
واتجهت مظاهرة لأنصار مرسي نحو مبنى جهاز الأمن الوطني في ضاحية مدينة نصر بالقرب من اعتصام رابعة العدوية، وهتف المتظاهرون "الشعب يريد تطهير الداخلية"، و"الداخلية بلطجية"، وذلك في ظل انتشار كثيف لمدرعات الشرطة.
وكان من المقرر أن تتجه مسيرة ثالثة نحو دار الحرس الجمهوري، لكن مدرعات للجيش والشرطة أغلقت كل الطرق المؤيدة للمكان الذي شهد سقوط 57 قتيلا في اشتباكات بين مؤيدي مرسي والأمن مطلع يوليو/تموز الماضي.
وشهدت العديد من المحافظات خروج مظاهرات ومسيرات عدة مؤيدة للرئيس مرسي، وردد المشاركون في المظاهرات التي خرجت في كل من الإسكندرية والسويس ودمياط، هتافات تندد بما وصفوه الانقلاب على الشرعية وطالبوا بعودة مرسي إلى منصبه.
ودعا التحالف الوطني لدعم الشرعية إلى مظاهرات غدا الأحد سماها "مليونيةَ ليلةِ" القدر للدعاء على من وصفهم بقتلة الثوار، كما دعا التحالف المسلمين في كافة أنحاء العالم إلى تنظيم ما سماه "ملياريةَ ليلة القدر".
فض الاعتصامات
من جانب آخر قال التلفزيون المصري إن الشرطة ستسد مداخل اعتصام رابعة العدوية، وأكد أن وزارة الداخلية تستبعد فكرة اقتحام مكان الاعتصام.
ودعت جمعيات ومنظمات حقوقية مصرية، أمس الجمعة، إلى ضرورة الحفاظ على أرواح المواطنين في حال بدء فض اعتصامات المؤيدين لمرسي.
وأكدت الجمعيات، في مؤتمر صحفي عقده المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للأمومة والطفولة بمقر الهيئة العامة للاستعلامات، على ضرورة أن يتم أي تدخّل أمني أو تعامل شُرطي لفض تلك الاعتصامات بناءً على تقييم شامل ورسمي للتداعيات الأمنية المحتملة ولقدرة الدولة على منع تفاقم العنف أو وصوله إلى أماكن أخرى.
ونبَّهت إلى ضرورة أن يسبق أي تعامل أمني مع تلك الاعتصامات، استنفاد كافة أساليب الإقناع والتفاوض والوساطة.
الجزيرة نت