يشكو سائق الأجرة أبو صلاح قلة الوقود المصري (السولار والبنزين) داخل محطات الوقود في قطاع غزة الأمر الذي اضطره إلى الاعتماد على نظيره (الإسرائيلي) رغم ارتفاع أسعار الأخير.
وأوضح أبو صلاح لـ"الرسالة نت" أن معظم السائقين يُفضّلون الجلوس في بيوتهم على شراء الوقود (الإسرائيلي)، منوها إلى أنه يعمل يومين في الأسبوع فقط.
ووفق قوله فإن يعاني كثيرًا خلال وقوفه عند المحطات لتعبئة كمية من الوقود المصري.
ويحتاج القطاع 400 ألف لتر من الوقود يوميًا، ويعتمد بالدرجة الأولى على المحروقات الواردة من الجانب المصري عن طريق إدخالها عبر الأنفاق.
ويعتبر معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة المعبر التجاري الوحيد الذي تدخل منه البضائع والوقود بصورة محدود, وتغلقه السلطات (الإسرائيلية) يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع.
رفع التسعيرة
سائق الأجرة أبو أحمد رمضان أكد بدوره أنه اضطر إلى رفع تسعيرة المواصلات جراء ارتفاع سعر الوقود (الإسرائيلي).
وذكر أبو أحمد الذي قابلته "الرسالة نت" أمام أحد محطات البترول وهو يُعبئ الوقود (الإسرائيلي) أنه يعاني كثيرًا في إقناع الراكب أن الشيقل الواحد لا يكفي لتغطية ثمن الوقود.
"سائق: قطاع المواصلات تأثر كثيرًا جراء أزمة الوقود
"
ولفت إلى أن قطاع المواصلات تأثر كثيرًا جراء أزمة الوقود، منوّهًا إلى أن فارق السعر الذي يصل إلى الضعف بين الوقود المصري و(الإسرائيلي) أدى إلى تباين سعر الأجرة.
ودعا مصر إلى السماح بإدخال الوقود عبر الأنفاق ومنع تكرار سيناريوهات الحصار الخانق الذي حدث لغزة في عهد نظام مبارك.
وكانت وزارة النقل والمواصلات قد أكدت في بيان لها أن منع إدخال المواد البترولية إلى قطاع غزة عبر الأنفاق المنتشرة على الحدود مع جمهورية مصر العربية سبب تفاقم أزمة سبعين ألف سائق في القطاع بالإضافة إلى تضرر قرابة عشرين ألف مركبة عمومية "وثلاثين ألف ملاكي".
التخزين يُولّد أزمة
أبو إسماعيل وهو أحد العاملين في محطة تمراز للبترول قال لـ"الرسالة" إن كميات الوقود المصري التي تصل المحطة قليلة جدًا، "ولا تكاد تكفي ربع السيارات المصطفة على طول الشارع المحاذي للمحطة".
وأوضح أن الوقود (الإسرائيلي) أضحى الخيار الوحيد أمام السائقين في ظل فقدان نظيره المصري في الأسواق بكثرة.
وأفاد أبو أسماعيل بأن سعر لتر البنزين المصري العادي يصل 3.4 شيقل، "في حين يتراوح سعر لتر البنزين (الإسرائيلي) بين 6.5 و8 شيقل"، منوها في الوقت نفسه إلى أن القطاع بحاجة أربعمائة ألف لتر من الوقود يوميًا.
وعزا سبب الأزمة الحالية إلى تخزين السائقين الوقود، داعيًا إياهم إلى الكف عن التخزين حتى تنتهي الأزمة.
وتقلّص ضخ الوقود المصري عبر الأنفاق بعد تجريف آليات تابعة للجيش المصري وتدميرها عددا من الأنفاق الموردة للوقود.
إدخال "الإسرائيلي"
وكان المدير العام للهيئة العامة للبترول عبد الناصر مهنا قد صرّح مع بداية حدوث أزمة الوقود بأن هيئته ستلجأ إلى توفير الوقود (الإسرائيلي) للشركات في قطاع غزة نظرًا إلى نقص المصري المدخل إلى قطاع غزة جراء الأحداث في مصر.
"أحد العاملين بالمحروقات: الوقود المصري يصل غزة بكميات قليلة
"
وأشار مهنا في حديث صحافي إلى أن عددا من شركات الوقود العاملة في القطاع طالبت الهيئة العامة بضرورة العمل على توفير الوقود (الإسرائيلي) حتى جلب المصري، مضيفًا: "سنعمل على تلبية طلباتها".
في حين ذلك، رفضت هيئة البترول وجمعية أصحاب البترول التصريح لـ"الرسالة نت" حول الكميات التي تدخل القطاع من الوقود المصري أو (الإسرائيلي).
من الجدير ذكره أن الكميات التي كانت تصل قطاع غزة من الوقود المصري قبل أحداث 30 يونيو تتراوح ما بين 180-250 ألف لتر يوميا.