بروكسيل – وكالات
نفى الاتحاد الأوروبي قيامه بتقليص أو وقف تمويل الوقود الخاص بتشغيل محطة الكهرباء الرئيسية في قطاع غزة، مؤكدة في الوقت ذاته أن الأموال المخصصة لذلك أرسلت ووصلت جميعها إلى سلطة فتح.
جاء ذلك في رسائل رسمية تلقتها "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة"، ومقرها بروكسيل، من مسؤولين أوروبيين، بينهم وزراء خارجية، رداً على استفسارات تقدّمت بها لدول الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بوقف تمويل وقود الكهرباء في قطاع غزة المحاصر للسنة الرابعة على التوالي.
ويتضح من الرسائل الأوروبية الرسمية، أن الاتحاد الأوروبي لم يقلص أو يوقف المبالغ المالية المخصصة لوقود الكهرباء في غزة، وإنما الذي حصل هو أن سلطة فتح تقدّمت بطلب إلى الاتحاد الأوروبي في شهر تشرين ثاني (نوفمبر) الماضي لكي تصل المبالغ المخصصة للوقود في غزة إليها، على أن يترك الاتحاد الأوروبي لسلطة فتح "تحديد وجهة هذه الأموال حسب الأولويات".
وأشارت الرسائل أن الاتحاد الأوروبي حرص في عام 2009 على ثبات إمداد قطاع غزة بالوقود الكافي لتشغيل الكهرباء بالمعدل الممكن وهو 202 ميجاواط، حيث تأتي 120 منها عبر الجانب الصهيوني و17 تأتي عبر مصر و65 ميجاواط عبر محطة توليد كهرباء غزة، حيث أن مجموع ذلك يمثل حوالي 70 في المائة من احتياجات سكان القطاع، لا سيما في ظل رفض تل أبيب إدخال الكمية اللازمة لتشغيل محطة الكهرباء بطاقتها الكاملة.
وأكد المسؤولون الأوروبيون، الذين عبّروا عن انزعاجهم لتشويه صورة الاتحاد في وسائل الإعلام خصوصاً فيما يتعلّق بالوضع الإنساني في قطاع غزة، أنهم سيتحدثون مع سلطة فتح بهذا الخصوص وسيستفسرون عن الأمر، لا سيما وأن شهر كانون ثاني (يناير) الماضي شهد انخفاضاً في أمداد قطاع غزة بالوقود اللازم لمحطة الكهرباء الرئيسية.
من جانبها؛ انتقدت "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة"، في تصريح مكتوب اليوم السبت (20/2)، "استخدام الاحتياجات الإنسانية لمليون ونصف المليون إنسان فلسطيني في المناكفات السياسية، لا سيما وأن مثل هذا الأمر قد يكلّف حياة المئات من الفلسطينيين، لا سيما المرضى منهم، ويهدد بكوارث إنسانية خطيرة".
يذكر أن الحملة الأوروبية أجرت سلسلة اتصالات عاجلة مع العديد من الأطراف الأوروبية من أجل حثها على إعادة تمويل ثمن الوقود الذي يشغّل محطة الكهرباء الرئيسية في قطاع غزة، حيث بعثت بعشرات الرسائل لكل النواب الأوروبيين من أجل حثهم على التحرك على صعيد الاتحاد الأوروبي، ومخاطبة وزراء خارجيتهم ووزراء التعاون الدولي من أجل إنقاذ المحاصرين في قطاع غزة ومنع وقوع كارثة محققة.