قتل ثلاثون شخصا وجرح عشرات آخرون جراء أمطار وسيول وفيضانات اجتاحت عدة ولايات سودانية خلال اليومين الماضيين، وتسببت أيضا بانهيار آلاف المنازل ونفوق مئات المواشي وتلف لمحصولات زراعية لم تقدر كمياتها بعد.
وبينما أعلن مسؤولون حكوميون بالخرطوم مقتل عشرين شخصا وإصابة العشرات وانهيار أكثر من ألف منزل كلياً بمناطق مختلفة بالولاية، أعلنت الولاية الشمالية مقتل عشرة أشخاص وتدمير أكثر من 1200 منزل تدميرا كاملا ونحو 500 أخرى تدميرا جزئيا.
وقد أعلنت الحكومة عن خطة عاجلة لمساعدة المتضررين، في حين بات آلاف من المواطنين بأطراف العاصمة السودانية الخرطوم يفترشون الأرض المبتلة ويلتحفون سماءها بلا مأوى أو مال مع نهايات شهر رمضان الفضيل.
تحذيرات جديدة
وقد زادت من معاناة المواطنين تحذيرات أطلقتها هيئة الأرصاد الجوية بتوقعها هطول أمطار غزيرة في الساعات المقبلة بالعاصمة وأنحاء متفرقة بالبلاد.
وأكدت الإدارة العامة للدفاع المدني السودانية أن الأمطار التي هطلت خلال اليومين الماضيين أحدثت أضرارا بالغة في الأرواح والممتلكات بعدد من الولايات.
وأبلغ مدير الإدارة العامة للدفاع المدني اللواء هاشم حسين عبد المجيد الصحفيين بأن سيولا جرفت الطريق القومي بين عطبرة وأبو حمد بولاية نهر النيل والطريق القومي بمحلية درديب بولاية البحر الأحمر.
وأعلن أن وزارة الطرق والجسور تبذل جهودا مضنية لإصلاح ما دمرته السيول الجارفة. وقال إن أضرارا أخرى كبيرة حدثت في عدة محليات بالولايات الشمالية وشمال كردفان والنيل الأزرق، مشيرا إلى أن محليات شرق النيل هي الأكثر تضررا حتى الآن.
مشاركة طائرات
وقررت حكومة ولاية الخرطوم توفير طائرات لتوزيع المواد الغذائية ومعدات إيواء للمتضررين في المناطق المعزولة. كما دفعت الولاية بقوارب بلاستيكية لإنقاذ المواطنين المحاصرين.
وقال إن السيول والفيضانات الليلية اجتاحت مناطق "مرابيع الشريف، والكرياب، وأم ضواً بان. وأجزاء من وادي سوبا، والشيخ الأمين، وقرى رام الله" شرق العاصمة الخرطوم.
وفي السياق نقل شهود عيان بشمال السودان انهيار مئات المنازل وغرق عشرات الأفدنة الزراعية في منطقة حلفا القديمة القريبة من الحدود المصرية.
وقالوا إن الأمطار والسيول اجتاحت مساحات واسعة من محليات وادي حلفا ومروي بالولاية الشمالية مما أدى إلى انهيار المنازل وجرف طريق "السليم-حلفا " وطريق "مروي-عطبرة"، بجانب نفوق عدد من المواشي وإتلاف كميات من المحاصيل الزراعية.
آثار سلبية
وأكد والي الولاية الشمالية بالإنابة عادل جعفر للصحفيين أن ولايته أكملت كافة الترتيبات بالتنسيق مع الجهات المختصة لمجابهة الآثار السلبية للسيول والأمطار.
وذكر أن مسارات جديدة تم فتحها لتسهيل انسياب حركة المرور بعد تضرر عدد من الطرق الداخلية بالولاية، مشيرا إلى توفير كميات من الأمصال المضادة للدغات الثعابين والعقارب التي ظهرت جراء السيول.
ويقول شهود العيان للجزيرة نت إن حياة عشرات الآلاف من المنقبين عن الذهب بالولاية باتت في خطر بعدما اجتاحت السيول كثيرا من مناطق التعدين التي لا يمكن الوصول إليها عبر وسائل النقل العادية منذ عشرة أيام.
وأكد مدير عام وزارة التخطيط العمراني الناطق باسم غرفة عمليات طوارئ الولاية الشمالية الأمين حسن فرح للجزيرة نت تضرر طريق "أبو حمد-عطبرة " في أربع مناطق مختلفة أدى إلى قطعه وتوقف السير عليه.
الجزيرة نت