تنهمر الدموع من عيون أطفال المعتقل السياسي الفلسطيني أمين خالد القوقا وهم يقبلون صور والدهم على وقع التكبيرات في أول أيام عيد الفطر.
مشهد الأطفال الثلاثة -يحيى ومحمد وضحى- يعمق الجرح في قلب والدتهم التي راحت تهدد على أطفالها وتخبرهم أن فجر الحرية لناظره قريب.
ترتجف الأم وهي تحتضن أطفالها وتهمس في آذانهم أنها ستأخذهم خلال أيام لزيارة والدهم المعتقل في سجن الجنيد بمدينة نابلس منذ عام 2007.
وتتذرع السلطة الفلسطينية بأن اعتقال القوقا يأتي لمنع الاحتلال "الإسرائيلي" من اعتقاله على خلفية نشاطه العسكري في صوف المقاومة.
العيد الثاني عشر
أجواء رمضان والأعياد من أكثر المناسبات التي يفتقد فيها الإنسان من يحب ويتمنى أن يجتمع به على سفرة الإفطار ويقضي فرحة العيد بجواره.
أم يحيى زوجة المعتقل القوقا قالت لـ"الرسالة نت" إن هذا العيد هو الثاني عشر الذي يقضيه زوجها في سجون السلطة بعيدا عن أسرته وأطفاله.
ويعد المعتقل السياسي أمين القوقا (37 عاما) من مدينة نابلس هو أقدم المعتقلين السياسيين، لدى أجهزة أمن السلطة.
وأضافت أم يحيى أن "الحزن يخيم على منزل العائلة وسيمر عيد الفطر كأي يوم من أيام العام دون أن يلج الفرح قلوبهم التي تتوق لرؤية أبو يحيى حُرًا".
وتمنت الزوجة أن يحل عيد الأضحى المبارك وقد تحرر زوجها وعاد للعيش بين أبنائه وعائلته التي تفتقده في المناسبات السعيدة.
وناشدت أم يحيى المؤسسات الحقوقية ورئيس السلطة محمود عباس بالتدخل لإنهاء ملف الاعتقال السياسي, وتوفير الحماية اللازمة لمنع ملاحقته مجددا.
لا نشعر بالعيد
يحيى (11 عاما) الابن الأكبر للمعتقل القوقا تمنى خلال الحديث لـ"الرسالة نت" أن يرى والده الحرية قريبا ليحتضنه ويقبله ويقضي معه أيام العيد.
وقال إن استمرار اعتقال والده يعد ظلما كبيرا, مستذكرا الساعات الجميلة التي كان يقضيها برفقته في المناسبات السعيد وخاصة الأعياد.
وأضاف: "مر هذا العيد وأبي معتقل لدى السلطة, فهل يأتي العيد القادم وهو خارج أسوار السجن حتى لا نحرم منه أكثر؟".
وأشار يحيى إلى أنه سيصل رحمه في عيد الفطر بمفرده لحين أن يتحرر والده, قائلا: "أزور الأرحام مع أعمامي كما أوصاني والدي".
ملابس العيد
أما ضحى أصغر أبناء المعتقل السياسي القوقا, امتزج صوتها بلحن الحزن لغياب والدها, وراحت تقول: "كنت أتمنى أن يشتري أبي لنا ملابس العيد بنفسه حتى نفرح بوجوده معنا".
وقالت ضحى خلال الحديث لـ"الرسالة نت" إنها ساعدت والدتها في صناعة كعك العيد, مشيرة إلى أنها ستأخذ لوالدها الكعك عندما تزوره في سجنه لدى السلطة.
أحلام ضائعة
يفتقد الأطفال في مثل هذه الأجواء التي تعمها الفرحة والسرور وتبادل الزيارات لوالدهم المعتقل ويرون أن استمرار اعتقاله سيقضي على أحلامهم.
محمد (9أعوام) نجل المعتقل القوقا قال: "كنت أحلم أن يتحرر والدي قبل العيد لنفرح به ونلعب معه ونزور عائلتنا ولكن استمرار اعتقاله يحزننا جميعا".
وأوضح محمد أنه أحيا ليلة السابع والعشرين من رمضان في المسجد للتقرب إلى الله كي يفك قيد والده المعتقل.
وتمنى الطفل أن ينتهي ما وصفه بمسلسل الاعتقال السياسي ويلم شمل أسرته في مدينة نابلس التي يعشق ترابها وأزقتها, قائلا: "لن نفرح بالعيد أو نفكر بالفرح حتى تفرج السلطة عن والدي وتضمن له السلامة".