خاطرة..وتناسوا

هل ساوَمتْ أشجارُ وادٍ كي تحلّق في السماء؟

هل أغرقَ الحنّون زهر اللوز،

هل فاوض الصبّارُ أفعى الرملِ،

هل هادن الجبلُ الضريرُ رعودَهُ

هل سلّم الزيتونُ غصنَ التين كي ينعم بالسلام؟

تلك النفوس تسامرت،

تشابكت في بحر ركودها،

تعبَتْ غبارَ الخيل،

ملّت ضجيجَ السيف،

باعت دماءً لوّثت أكفانها،

عطشَتْ لماءٍ طاهر من كل أشكال الكبرياء،

بقيت تراقصُ أحلامَها الورقاءَ حتى أزهرت

عبثاً.. وظلماً.. وابتساماتٍ دامعات،

بقيت تظلل أسيادها،

تُهدي المخالبَ عاراً بعد عار،

بقيت تُجاري صمتَها المشحوذَ باستغاثاتِ صغارها،

تُخرِسُ صلياتِ العتادِ باستكاناتِ السلام،

تُغرق أصواتَ الصهيلِ برنّات الدلال،

تقطعُ قممَ السنابل إن شمخنَ تعززاً،

تُبقي الفارغاتِ بذلّهن مفاخرات،

تُردي الصقورَ في عليائها،

تسلبُ الكون نوراً قد يغذّي أحجارَ الوفاء،

تحاولُ زرعها بوعوداتِ الغريب،

تحاولُ سلبَها كل الصلابة علّها تزهو على واجهات القصور،

تحاولُ "عفوَها" من طيش ماضيها الملطخ بالدماء،

تحاول كسرَها بمعاول الأسياد،

فما تُوفِي المعاول،

ولا تجدي أسنّتًها الغريقةُ في حبرِ السلام،

لأن أحجارَ الأرض لم توجَد لاعتلاء الناطحات

البث المباشر