وصف طارق حمود منسق مجموعة العمل الدولية لمتابعة الشأن الفلسطيني في سوريا, موقف منظمة التحرير الفلسطينية من الأزمة السورية والعدوان المستمر على اللاجئين الفلسطينيين بالمثير للجدل, مؤكدا أنها تتاجر بدماء اللاجئين.
وقال حمود في حديث لـ"الرسالة نت" من لندن: "إن إقدام قيادة منظمة التحرير على بناء التحالفات مع النظام السوري الحالي, والإتجار بالموقف السياسي ينم عن انتهازية سياسية غير مسبوقة".
وأضاف: "نحن مع إبقاء العلاقات مع جميع الأطراف بما يخدم قضية فلسطينيي سوريا، إلا أن العلاقات أخذت منحىً آخر وصل لمستوى الإتجار العقاري بدماء الفلسطينيين من أبناء مخيمات سوريا".
وتابع حمود: "إن إعلام منظمة التحرير والمتحدثين باسمها وقيادييها باتوا يتبنون وجهة نظر واحدة تجاه ما يجري في سوريا، وهذا غير متناسب مع مبدأ الحياد الذي تبناه الفلسطينيون منذ بداية الأزمة".
وأوضح أن التعويل على موقف المنظمة لحلحلة قضية فلسطينيي سوريا مسألة عبثية إلى حد كبير مع وجود هذا النمط من التفكير السياسي لديها.
الإنتقال للبنان
وأكد حمود أن قرار الحكومة اللبنانبية منع اللاجئين الفلسطينيين من دخول لبنان لا ينسجم مع القانون الدولي الإنساني ولا مع العلاقات التاريخية التي تربط الشعبين الشقيقين.
"علاقات منظمة التحرير مع النظام السوري وصلت لمستوى الإتجار العقاري بدماء الفلسطينيين
"
وقال: "إن الأطراف اللبنانية القوية داخل لبنان والقادرة على التأثير في حراك الحكومة تتحمل جزء من المسؤولية عن تمرير القرار"، داعيا لوضع حد للسلوك التعسفي بحق الفلسطينيين القادمين من سوريا.
وكشف أنه جرى التواصل مع الحكومة اللبنانية وجهاز الأمن العام اللبناني، وكالعادة فقد نفى وجود مثل هذا القرار، ولكن ما يجري على الأرض يثبت منع مئات اللاجئين الفلسطينيين من دخول لبنان, قائلًا: "ما نفته الحكومة نظريا مارسته عمليا على الأرض".
وأشار حمود إلى وجود مئات الفلسطينيين العالقين على الحدود اللبنانية السورية منذ أيام وفي ظل ظروف مأساوية وبدون أي رعاية صحية أو إنسانية.
وأوضح أن الفلسطينيون منذ بداية الأزمة في سوريا وهم عرضة للقرارات والإجراءات التعسفية التي تحرمهم من أدنى وأبسط حقوقهم كبشر, فضلا عن حقوقهم كلاجئين في ظل النزاعات العسكرية.
أعداد اللاجئين
وأكد حمود أن مجمل عدد المهجرين من مخيمات اللجوء في سوريا تجاوز الـ 400 ألفا, أي ما يقارب ثلاثة أرباع اللاجئين، منهم نحو 150 ألفا خارج سوريا والباقي داخلها.
وقال: "إن اللاجئين الفلسطينيين توزعوا على أكثر من 30 دولة عبر العالم حتى الآن ووصل بعضهم إلى دول مثل, الصومال, وتايلاند, وجزر المالديف, وغيرها، فيما يوجد نحو 57 ألفا في لبنان، ونحو 4000 في مصر ومثلهم بالأدرن".
"يوجد مئات الفلسطينيين العالقين على الحدود اللبنانية السورية منذ أيام
"
وكان يعيش في سوريا قبل الأزمة الحالية نحو 600 ألف لاجئ فلسطيني يتوزعون على 14 مخيمات و20 تجمعا سكنيا.
وأضاف حمود: "طلبنا السلطة الفلسطينية بالتحرك للحد من مأساة الفلسطينيين في سوريا سواء عبر الجامعة العربية أو المنظمات الدولية".
وقلل من أهمية طلب عقد قمة عربية لأن المشهد السوري بدمويته الرهيبة يجعل من هذا الطلب أمرًا غير عملي إلى حد ما؛ لإنهاء معاناة الفلسطينيين, قائلا: "عقد القمة أمر تقرره وتطلبه السلطة الفلسطينية".
أوضاع المخيمات
وحول أوضاع المخيمات الفلسطينية في سوريا, قال حمود: "إن حال جميع المخيمات مأساوية، بينما مخيمات دمشق ودرعا وحلب هي الأصعب حالا، دون التقليل من خطورة الوضع في باقي المخيمات".
"حال المخيمات مأساوي، بينما مخيمات دمشق ودرعا وحلب هي الأصعب حالاً
"
ولفت إلى أن وضع مخيمات اليرموك والحسينية والسبينة في دمشق، والنيرب وحندرات ودرعا كارثي بكل معنى الكلمة، جراء الحصار والقصف والأعمال العسكرية شبه اليومية والتي لم تراع حرمة بيوت المدنيين.
وحول عدد الشهداء الذين ارتقوا منذ اندلاع الثورة السورية, قال حمود: "حصيلة الشهداء وصلت قبل يومين إلى 1472 غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ".
وتأسست مجموعة العمل من أجل الفلسطينيين في سوريا بداية أكتوبر عام 2012 بعد ورشة عمل في لندن بمشاركة شخصيات سياسية وإعلامية ومؤسسات حقوقية لمتابعة ما يجري للفلسطينيين بسوريا وتوثيق الانتهاكات ضدهم والإشراف على قضاياهم السياسية والحقوقية.