تحدى مناهضو الانقلاب العسكري الاثنين، مجددًا حظرا التجوال بمسيرات في القاهرة ومحافظات أخرى، ضمن ما أطلق عليه التحالف الوطني لدعم الشرعية "أسبوع رحيل الانقلاب"، للتنديد بقتل المعتصمين والمتظاهرين في ميداني رابعة العدوية وفي الاحتجاجات اللاحقة.
وواصل محتجون في مدينة حلوان بمحافظة القاهرة التظاهر بعد موعد سريان حظر التجوال في السابعة مساء بالتوقيت المحلي.
وكانت مسيرات خرجت بعيد صلاة العصر في حلوان والمعادي بالقاهرة بمشاركة الآلاف، وذلك في ظل إجراءات أمن مشددة وسط العاصمة المصرية.
ورفع المشاركون في حي المعادي ومدينة حلوان، وكذلك في منطقة مساكن شيراتون بالقاهرة وميدان الرماية في الهرم بالجيزة، صور الرئيس المعزول محمد مرسي، مرددين هتافات تندد بالانقلاب وبالقمع الدامي للمتظاهرين.
وكان تحالف دعم الشرعية قد دعا أمس مناهضي الانقلاب إلى تنظيم مسيرات انطلاقا من تسعة مساجد في القاهرة والجيزة.
وفي الوقت نفسه، تظاهر الآلاف في مدن رئيسية بينها الإسكندرية والسويس مطالبين باستعادة الشرعية الدستورية التي أسقطها الانقلاب في الثالث من الشهر الماضي.
وتواصلت بعض المسيرات إلى ما بعد سريان حظر التجوال الذي يبدأ في السابعة مساء وينتهي في السادسة صباحًا.
وتحدث ناشطون عن تعزيزات أمنية كبيرة في محيط مسجد يحيى بالإسكندرية لمنع خروج مسيرة منددة بالانقلاب منه بعد صلاة العصر. وفي السويس، خرجت مسيرة من مسجد الخلفاء باتجاه ميدان الأربعين.
كما تظاهر مناهضون للانقلاب انطلاقا من مسجد علي بن أبي طالب ببني سويف منددين باقتحام الجيش والشرطة أمس مسجد عمر بن عبد العزيز بالمدينة. وشملت المظاهرات أيضا مدينة المنيا ومدينة ملّوي القريبة منها، وكذلك أسيوط بصعيد مصر. وتظاهر مناهضو الانقلاب أيضا في شمال سيناء.
وكانت عدة مظاهرات خرجت الليلة الماضية في بعض مناطق القاهرة الكبرى ومحافظات أخرى متحدية حظر التجول الذي فرضته السلطات، والذي يبدأ من الساعة السابعة مساء ويستمر حتى السادسة صباحا.
ولم تسجل أعمال عنف عدا في مدينة الخانكة بمحافظة القليوبية حيث تعرض مناهضون للانقلاب لإطلاق النار من بلطجية.
في الأثناء، أمرت محكمة في القاهرة اليوم بحبس 240 من مناهضي الانقلاب احتياطيا لمدة 15 يوما بتهم القتل والشروع في قتل وإتلاف مقار رسمية. ويأتي هذه القرار بعد اعتقال مئات آخرين أثناء اقتحام ميداني رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة والجيزة، ونقل هؤلاء إلى سجون بينها سجن أبو زعبل حيث قتل 36 من مناهضي الانقلاب في ظروف غامضة.
ومع استمرار المظاهرات، سواء التي تنظم نهارا أو التي تتحدى حظر التجوال ليلا، دعت الحكومة المصرية المؤقتة اليوم إلى نبذ العنف والانصياع للقانون تمهيدا لتنفيذ ما يسمى خريطة المستقبل التي أعلنها الجيش في الثالث من يوليو/تموز الماضي، والبدء في التحرك نحو التحوّل الديمقراطي.
ودعا بيان صادر عنها جميع الأطراف إلى توخي السلمية حتى عودة الاستقرار بما يسمح بتنفيذ خريطة المستقبل على حد قول البيان ذاته.
وكانت الحكومة المؤقتة فرضت قبل أيام حالة الطوارئ مع حظر تجوال ليلي لمدة شهر في محاولة للسيطرة على الاحتجاجات المناهضة للانقلاب.
الجزيرة نت