أرجأ محمد عمر زفافه هذا الصيف، وصاحت مسعودة أبو جزر من شدة المرضى، ولم يتمكن المغترب محمود منصور وعائلته للمرة الخامسة من السفر، وقرر الطالب بلال كمال إرجاء الالتحاق بجامعة جزائرية هذا العام وآخرون يعتصرون ألما أمام بوابة معبر رفح البري الذي يعمل بشكل جزئي منذ الانقلاب العسكري.
وبالنسبة للمغترب عمر (28 عاماً) فقد قرر عدم دخول غزة هذا الصيف وعقد قرانه خشية أن يظل عالقاً في القطاع المكتظ بالسكان ويفقد عمله في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال لـ"الرسالة نت": "إنه كان يعتزم عقد قرانه نهاية هذا الشهر وقد حجز صالة للفرح في غزة وتذكرة طيران ذهاب إلى القطاع وعودة إلى الأمارات لكنه قرر في النهاية إرجاء كل هذا في ظل حالة الخنق الحاصلة على المعبر".
وأضاف "ما يحصل على المعبر قتل كل شيء الفرح ولقاء الأهل وإقامة حفل الزفاف ..".
أما السيدة أبو جزر التي تعاني من مرض سرطان الثدي فقد ظلت تصيح أمام بوابة المعبر ولكنها لم تغادر من بوابة المعبر رغم فتحه بشكل جزئي لليوم الثاني على التوالي هذا الأسبوع.
وقالت أبو جزر (38 عاماً) وهي جالسة وسط المئات في الصالة الخارجية لمعبر رفح "كل ما أريده هو الحصول على العلاج فقط..".
وأبو جزر تمتلك تحويلة طبية وتقول إن ما تنفقه من مصاريف العلاج تبرع من أهل الخير ويأتي بعد عناء شديد.
ويوجد العشرات مثل أبو جزر في الصالة الخارجية وبعضهم لا يقوى على الكلام من شدة المرض.
واصطحب المغترب منصور أفراد عائلته الثمانية في حافلة عائدين إلى منزلهم في غزة وليس إلى مطار القاهرة من أجل السفر إلى المملكة العربية السعودية.
وبدت علامات الغضب والإعياء على الرجل الذي فقد تذاكر الطيران نظراً لعدم تمكنه من السفر مطلع هذا الأسبوع ويخشى أن يفقد عمله كذلك إذا لم يصل الأراضي السعودية قبل الخامس من الشهر المقبل".
وقال غاضباً لـ"الرسالة نت": "لا أعلم لم هذا العذاب على المعبر .. في معابر العالم الإنسان له كرامة لكن الأمر مختلف في معبر رفح".
وفتحت السلطات المصرية المعبر بشكل جزئي السبت بعد إغلاق دام خمسة أيام بزعم المخاطر الأمنية في شبة جزيرة سيناء.
وتشهد حركة المسافرين عبر المعبر بطئا شديدا منذ الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي في الثالث من الشهر الماضي.
وخلال تلك الفترة أغلق المعبر مرتين لمدة عشرة أيام. إضافة إلى الإجازة الأسبوعية يوم الجمعة التي أقرته سلطات الانقلاب.
ويصل عدد السافرين منذ ذلك التاريخ إلى 150 مسافرا بشكل يومي بعد أن كان يبلغ عددهم 1300 مسافر قبل الانقلاب.
ومعبر رفح منفذ الفلسطينيين على العالم الخارجي، ورغم أنه مخصص منذ الانقلاب لفئة أصحاب الجوازات الأجنبية والاقامات والمرضى والطلبة إلا أن المئات يتدفقون على بوابته الخارجية يومياً دون أن يتمكنوا من مغادرة القطاع.
وغادر الطالب بلال كمال الذي حصل على معدل تسعين بالمئة في الثانوية العامة هذا العام من أمام بوابة المعبر متجهاً إلى منزله في عمق مدينة رفح، وقد فقد الأمل في الالتحاق بكلية الطب في الجزائر.
وقال كمال لـ"الرسالة نت": "إن السلطات المصرية لم توافق على سفرة رغم أنه حاصل على قبول بجامعة باجي مختار".
وأضاف "بينت أمامهم (السلطات المصرية) الأوراق، لكن الإجابة كانت: مرجع خذ هدومك وروح".
وكان مدير عام هيئة المعابر والحدود ماهر أبو صبحة صرح في وقت سابق أن 344 فلسطيني غادروا قطاع غزة إلى جمهورية مصر العربية السبت، كما وصل 619 مواطنا إلى قطاع غزة، في حين أرجعت السلطات المصرية 45 مواطناً.
وقال أبو صبحة: "هذا العدد من المُرجعين بسبب عدم السماح لسفر الطلاب حاملي الإقامة في جمهورية مصر العربية بدعوى تعطل وتأجيل الدراسة الجامعية لمدة أسبوعين وإرجاع عدد من النساء اللواتي ليس لديهن سبب للسفر، وكذلك بعض المرضى والذين قيَّمتهم اللجنة المختصة في الجانب المصري بأنهم ليسوا بحاجة ماسة للسفر".
وأشار أبو صبحة أنه تم الاتفاق مع الجانب المصري على سفر الطلاب الذين يحملون إقامة في جمهورية مصر العربية ابتداءً من يوم الخميس المقبل، مضيفاً "وعليه سيستمر العمل بخطة الطوارئ لدى الإدارة العامة للمعابر".
ودعا أبو صبحة الطلاب الذين يحملون إقامة في جمهورية مصر العربية وأوراقا ثبوتية كالبطاقة الجامعية ووصل دفع الرسوم، التوجه إلى مقر أبو خضرة للتسجيل هناك.