قائمة الموقع

ماذا تريد السلطة واسرائيل من سفر الغزيين عبر "ايرز"؟

2013-08-27T17:35:20+03:00
معبر ايرز (أرشيف)
غزة – أحمد أبو قمر

أبدى الطالب عمر محمود خشيته من التسجيل للسفر عبر معبر بيت حانون "ايرز"، معلّلًا ذلك أنه لا يأمن مكر الاحتلال الذي يستخدم المعبر كنقطة للإيقاع بالمواطنين في فخ العمالة.

ويستغل الاحتلال (الإسرائيلي) معبر بيت حانون لابتزاز المواطنين خاصة المرضى والطلبة، فيما سجلت العديد من حالات الاعتقال للمسافرين عبره، كذلك محاولة تجنيد متخابرين.

وعلى الرغم من الحاجة الماسة لسفر عمر الذي يدرس الطب في رومانيا وتخوّفه من عدم اللحاق بركب الفصل الدراسي الجديد، إلا أنه فضّل التسجيل عبر معبر رفح البري والانتظار حتى يحين معاد سفره على المغادرة عبر بوابة بيت حانون.

وشدّد على ضرورة رفض الحكومة قطعيًا أن يكون معبر بيت حانون بديلًا عن معبر رفح البري، لما سيترتب على ذلك تبعات خطيرة تجعل قطاع غزة فريسة سهلة في يد الاحتلال.

ويأمل عمر أن تنتهي الأزمة قريبًا ويستطيع اللحاق بدراسته التي ستبدأ الأسبوع المقبل، داعيًا الحكومة الفلسطينية في غزة للضغط على جمهورية مصر العربية للسماح لالعالقين بالسفر.

ويرى أن تفاقم حدة الأزمة في وقت الصيف وسفر الطلاب والمرضى وأصحاب الإقامات يزيد من المعاناة وينذر بعودة سيناريو الحصار الخانق على قطاع غزة كما في عام 2007.

وكانت الاذاعة العبرية نقلت عن مصدر فلسطيني في سلطة رام الله نهاية الأسبوع الماضي؛ قوله: إنه تم التوصل إلى اتفاق مع السلطات (الإسرائيلية) يقضي بفتح معبر بيت حانون بشكل مؤقت أمام سفر الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الخارج، إلا أن القرار لم يطبق بعد.

ويفصل معبر بيت حانون "ايرز" شمال قطاع غزة عن فلسطين المحتلة (اسرائيل)، وبالأصل يستخدمه المرضى والتجار وممثلو البعثات الدولية في التنقل بين غزة و(إسرائيل) والضفة المحتلة.

عرض مرفوض

بدوره، أكد المهندس ايهاب الغصين المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية في غزة رفضهم المطلق أن يكون معبر "ايرز" بديلًا لمنفذ رفح البري لأسباب عدة.

وأرجع الغصين في حديث خاص بـ"الرسالة نت" أسباب الرفض إلى أن الاحتلال منع معظم الفلسطينيين من السفر عبر معبر بيت حانون لدواعي أمنية، فضلًا عن استخدامه للضغط على الغزيين ومحاولة اسقاط المواطنين في فخ التخابر.

وأوضح أن الحكومة في غزة لم تمنع أي مواطن من السفر عبر "ايرز" إذا ما أراد ذلك.

وشدّد على أن معبر رفح سيبقى فلسطينيًا مصريًا خالصًا بعيدًا عن التدخلات الدولية والصهيونية للإشراف عليه.

وحذر الغصين من تشديد الخناق على قطاع غزة واستمرار إغلاق معبر رفح وحدوث كارثة إنسانية، مناشدًا في الوقت ذاته الأشقاء المصريين للعمل على المعبر بشكل كامل والسماح للعالقين بالسفر دون معاناة.

وترفض الحكومة الفلسطينية في غزة العودة لمذكرة التفاهم بشأن المعبر التي وُقّعت عام 2005 لإدارة معبر رفح، والتي تتضمن عودة المراقبين الدوليين الذين كانوا تحت إشراف الاحتلال (الإسرائيلي).

لم يطبّق بعد

من جهة اخرى كشف مصدر خاص في اللجنة المدنية الخاصة بسفر المواطنين عبر "ايرز" وجود عدد لا بأس به من المواطنين المسجلين للسفر من معبر بيت حانون كونهم عالقين في غزة مع تذبذب عمل معبر رفح البري.

وقال المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه لـ"الرسالة نت"، إن (الاسرائيليين) هم من طرحوا فكرة السفر عبر "ايرز" للتخلص من مشكلة العالقين بمعبر رفح، مؤكدًا أن الاحتلال لم يسمح لأي مواطن من السفر حتى الآن.

وشدّد المصدر على أن "ايرز" لن يكون بديلًا عن معبر رفح حسب ما أبلغهم به الاحتلال.

ومنذ أسبوع شرع العشرات من الغزيين العالقين بالتوافد إلى مقر لجنة الارتباط بمدينة غزة والتابعة لحكومة رام الله، لتسليم أوراقهم الثبوتية لإدراجهم في كشوفات المسافرين التي ترسل للجانب (الإسرائيلي) لأخذ الموافقة عليها.

وجرى اتفاق بين سلطة "أوسلو" والاحتلال على إخراج المسافرين العالقين من معبر بيت حانون، ومنه إلى مدينة أريحا، ومن ثم إلى الأردن لتكون محطتهم في السفر إلى دول العالم.

وتعمل لجنة الارتباط التابعة لرام الله في قطاع غزة، وتناط بهذه اللجنة مهام التنسيق مع (إسرائيل) لإدخال المواد والبضائع من المعبر التجاري، كما يوجد لها مكتب عند بوابة معبر بيت حانون يشرف على مهام سفر الغزيين إلى الضفة الغربية و(إسرائيل).

تواصل لحل الأزمة

وفي ذات السياق، أكد الدكتور غازي حمد وكيل وزارة الخارجية فى حكومة غزة، أن معبر بيت حانون لا يمكن أن يكون بديلا عن معبر رفح بأي حال من الأحوال لأنه خاص و90% من الفلسطينيين محرومون من السفر عبره.

وأضاف فى مؤتمر صحفي عقده بمدينة غزة نهاية الأسبوع الماضي "إغلاق السلطات المصرية لمعبر رفح جعل نحو مليون و700 ألف مواطن فى غزة يعيشون فى سجن كبير محاصر من كافة الجوانب".

ووفق قوله؛ بيّن أن حكومته على تواصل يومي مع الجانب المصري عبر جهاز المخابرات العامة، ويطالبون بألا يدفع معبر رفح ثمن أى إشكالات أو خلافات داخل مصر، مشيرًا إلى وجود آلاف العالقين على جانبي المعبر بانتظار فتحه.

ويشار إلى أن السلطات المصرية أقدمت قبل أسبوعين على اغلاق معبر رفح البري بعد تردي الأوضاع الأمنية في منطقة سيناء، وكان المعبر يعمل بشكل مقنن منذ اندلاع موجة الخلافات والمواجهات بمصر عقب انقلاب الجيش المصري على الرئيس المنتخب محمد مرسي.

ومن الجدير ذكره أن عدد المواطنين الذين كانوا يتمكنون من السفر عبر المعبر قبل الأحداث فى مصر، يتراوح ما بين 800 إلى 1000 مواطن يوميًا، فيما تقلص بعده إلى 270 مسافرًا كحد أقصى، قبل أن يصل فى الآونة الأخيرة إلى 50 مسافرا فحسب.

اخبار ذات صلة