انطلقت في القاهرة وعدد من المدن الرئيسية بعد صلاة الجمعة مظاهرات حاشدة من معارضي الانقلاب العسكري في إطار ما أطلق عليه "جمعة الحسم" وذلك في ظل إجراءات أمنية مكثفة وتحذيرات من الجيش والشرطة بلغت حد تهديد الأخيرة باستخدام الرصاص الحي.
ومع توقع اتساع نطاق وحجم الاحتجاجات مع اقتراب المساء, شهدت أحياء مدينة نصر وشبرا الخيمة ومدينة المهندسين بالقاهرة مظاهرات حاشدة، في حين تركزت أبرز المسيرات خارج العاصمة في أسيوط بصعيد مصر, وفي الإسماعيلية بمنطقة القناة, والدقهلية بالدلتا.
وشهدت محافظة الفيوم في شمال الصعيد مظاهرات حاشدة بعدما خرجت مسيرتان من أمام مسجدي عبد الله وهبي والمعلمين عقب صلاة الجمعة، في حين خرجت مسيرة طلابية من أمام جامعة الفيوم باتجاه ميدان المسلة.
وخرجت المظاهرات تلبية لدعوة من التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب الذي تقوده جماعة الإخوان المسلمين, ويضم مختلف القوى الرافضة للانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو/تموز الماضي.
ودعا التحالف في بيان أصدره أمس الشعب للاحتشاد من أجل الدفاع عن "ثورته المسروقة وحريته المسلوبة" مؤكدا أن المصريين سيواصلون احتجاجاتهم "بكل أشكالها المتصاعدة والسلمية حتى استرداد ثورة 25 يناير المجيدة بكل مكتسباتها".
كما دعا عصام العريان نائب رئيس الحرية والعدالة (المنبثق عن الإخوان المسلمين) إلى التظاهر، في تسجيل مصور بثته الجزيرة.
وقال العريان إن الشعب المصري يخوض معركته لاسترداد حريته وكرامته بعد أن انتهى عهد الانقلابات في العالم، مؤكدا أن هذا الشعب "أثبت قدرته على قيادة ثورته بعد رؤيته لمجازر الانقلاب الدموي الفاشل".
انتفض مئات الآلاف من ثوار وأهالي محافظة الشرقية عقب صلاة الجمعة في تظاهرة حاشدة أمام مجلس مدينة الزقازيق، للمشاركة في فعاليات جمعة "الشعب يستعيد ثورته" التي دعا لها التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب العسكري.
وخرج عشرات الآلاف في مسيرات حاشدة من مساجد الزقازيق المختلفة عقب صلاة الجمعة وتجمعت المسيرات أمام مجلس المدينة، ورفعوا اللافتات المنددة بالانقلاب العسكري ورفعوا شارة رابعة الصمود في أيديهم، مرددين الهتافات الرافضة لممارسات الانقلابيين.
وأكد المشاركون أنهم ملتزمون بالسلمية في مواجهة الانقلاب العسكري، وأن الشعب المصري لم ولن يسمح بالانقضاض على مكتسبات ثورة 25 يناير، التي أنتجت أول رئيس مدني منتخب عبر انتخابات رئاسية نزيهة، ودستور يمثل طوائف الشعب المصري تم الاستفتاء عليه بأكثرية، ومجالس نيابية منتخبة شهد لها العالم.
وفي سياق متصل، انطلقت مسيرتان حاشدتان ضمتا عشرات الآلاف من أهالي شمال القاهرة الرافضين للانقلاب، من أمام مسجدي المنارتين بالزاوية الحمراء وصهيب الرومي بالشرابية، عقب صلاة جمعة "استعادة الثورة"، تنديدًا بمجازر الجيش والهجمة المسعورة من الاعتقالات للرموز السياسية المؤيدة للشرعية، والإسقاط الكامل للنظام اﻻنقلابي العسكري.
وتعالت هتافات المتظاهرين بالهتافات المناهضة للانقلاب العسكري منها: "يسقط يسقط حكم العسكر، هما معاهم ضرب النار وإحنا معنا عزيز جبار".
ورفع المتظاهرون أيديهم بإشارة رابعة العدوية، وحملوا صور شهداء مجازر الانقلاب الدموي ولافتات مكتوب عليها الشعب يقود ثورته، وصور الرئيس محمد مرسي كتب عليها نعم للشرعية.
ومن المقرر أن تلتقي المسيرتان أمام مستشفى اليوم الواحد بمنطقة لقصرين بالزاوية الحمراء.
وكالات