ألقت موسكو بكل ثقلها أمس، لعرقلة مسار الضربة العسكرية المحتملة ضد النظام السوري خارج إطار مجلس الأمن، ودخل الرئيس فلاديمير بوتين على الخط، داعياً واشنطن إلى الكشف عن الأدلة "السرية" بحوزتها، معتبراً أن "عدم الافصاح عنها يعني أنها غير موجودة".
واقترح مناقشة الموضوع في اطار قمة العشرين المقررة الخميس المقبل، في مسعى لكسب الوقت، تزامناً مع توجيه موسكو رسالة ذات دلالات من خلال الإعلان عن تجميد تنفيذ العقود العسكرية الموقعة مع دمشق لأسباب مالية.
وبدا أن تطورات الوضع داخل المعسكر الغربي فتحت شهية موسكو، لممارسة مزيد من الضغوط على حلفائها بهدف لجم التوجه القوي نحو توجيه الضربة قبل الانتهاء من التحقيقات الدولية ومناقشة نتائجها في مجلس الأمن.
وبعد الترحيب الروسي بقرار مجلس العموم البريطاني، الذي تزامن مع زيادة تحفظات أطراف غربية مثل ايطاليا وكندا والمانيا ضد التسرع في شن عملية عسكرية، دخل بوتين على الخط أمس، بعد صمت دام منذ الهجوم الكيماوي في الشهر الماضي.
ودعا واشنطن إلى تقديم ما بحوزتها من أدلة، معتبراً أن على الحلفاء الغربيين تقديم ما لديهم، إذا كانوا يقولون أن بحوزتهم أدلة تدين السلطات السورية.
وقال:"أما الحديث عن أدلة سرية لا يمكن كشفها فهذا ليس موضع انتقاد، إنه ببساطة مؤشر إلى عدم احترام الشركاء والأسرة الدولية (...) إذا كانت الأدلة موجودة يجب اعلانها وإذا لم تعلن فهي غير موجودة".
وشكّك بوتين بقوة بالفرضية الغربية، معتبراً أن "ليس للنظام السوري مصلحة في استخدام أسلحة كيماوية".
وأضاف"النظام كان يحاصر المتمردين في مناطق عدة واستخدام الكيماوي يعني تسليم دعاة التدخل الأجنبي ورقة رابحة خصوصاً يوم وصول المفتشين الدوليين... لا يبدو الأمر منطقياً".
ووصف الموقف بأنه يبدو "مفتعلاً واستفزازيا" من جانب أطراف لها مصلحة في تدخل خارجي.
وخاطب بوتين نظيره الأميركي قائلاً: "أنت حاصل على جائزة «نوبل» وادعوك للتأمل في عدد الضحايا المحتملين لأي عمل عسكري محتمل".
في المقابل، لم يرغب بوتين بتصعيد قوي في لهجته تاركاً الخيارات مفتوحة، إذ تحدث عن "معارضة روسية حازمة لاستخدام كل أشكال أسلحة الدمار الشامل ومنها الكيماوية، وإذا ثبت استخدامها سنقوم بتنسيق مواقف مشتركة لاتخاذ التدابير اللازمة في مواجهة هذا الأمر".
الحياة اللندنية