منذ سنوات انكشف بشكل واضح دور دولة الإمارات العربية المتحدة تجاه فلسطين وتجاه المقاومة الفلسطينية ورأس حربتها حركة المقاومة الإسلامية حماس، وازداد هذا الدور التآمري عقب فشل المحاولة الأولى للانقلاب على الشرعية في الأراضي الفلسطينية بعد أن دعمت وأنفقت على الانقلابيين على شرعية الشعب الفلسطيني كما تفعل اليوم من دعم وأنفاق على الحكام الجدد في مصر، بعد انقلابهم على الشرعية المنتخبة من الشعب المصري، خوفا من تصدير الثورة ونجاح التجربة الإسلامية في الحكم.
ورغم الفشل في فلسطين إلا أن مؤامرة الحكام في دولة الإمارات لا زالت مستمرة حتى هذه اللحظة في محاولة لأخذ دور سياسي في المنطقة العربية بديلا عن دور الكبار ولكن ليس خدمة للمصالح العربية؛ ولكن خدمة للمشروع الأمريكي الصهيوني، وأعتقد أن هذا الطريق لن يحقق للإمارات مكانة بل ربما تكون نهايته مؤلمة على الإمارات وشعب الإمارات العربي الذي لا ادري هل يدرك ما يقوم به حكامه ممن تربوا على أيدي خبراء أمريكان وصهاينة صنعوا منهم أدوات رخيصة بلا شرف وطني وبلا أخلاق.
الإمارات التي تحاول بكل ما تملك من أموال ومقدرات أن تلعب دورا قذرا في المنطقة العربية يذكرنا بقيادات الخيانة العربية الكبرى وقادة الجيوش العربية التي سلمت فلسطين لليهود في حرب ثمانية وأربعين، ويبدو أن حكام الإمارات بالتعاون مع بعض السماسرة الجدد من الفلسطينيين لتثبيت دعائم الكيان الصهيوني على الأرض المغتصبة من فلسطين من خلال ملاحقة المقاومة ودعم مشاريع التصفية للقضية والاعتراف الكامل بالكيان الصهيوني وقبوله في المنطقة والاعتراف الكامل بحقه في الوجود.
الإمارات دولة هشة رغم ما تملك من أموال ولو استمرت على هذا الحال اعتقد أن سهام التآمر سترتد إلى عنق حكامها وسيجني الشعب العربي الإماراتي حماقات هؤلاء الحكام الصبية الذين يتلاعبون بمقدرات الأمة ومقدرات شعب الإمارات.
الإمارات كما هو معرف دولة مكونة من اتحاد سبع إمارات في الخليج العربي وهذا يعني أنها دولة قابلة للتفكك بسهولة، ورغم تحولها إلى قاعدة أمنية أمريكية صهيونية إلا أنه يسهل اختراقها والعمل على تقويضها أو الإضرار بها داخليا والتعامل معها بنفس الطريقة التي تتعامل بها مع الآخرين وهذا سينعكس على الشعب الإماراتي لأنه سيؤدي إلى عدم استقرار وقد يؤدي إلى خسران مالي واقتصادي وقد يفضي في نهاية المطاف إلى تفكك هذا الاتحاد ويدفع في كل أمارة إلى البحث عن مصالحها بعيدا مراهقة حكام أمارة دبي التي تريد أن تأخذ الإمارات إلى منزلق خطير قد يعصف بها.
على الإمارات أن تحذر من الدور المشين الذي تمارسه سواء في مصر أو فلسطين أو أي مكان من عالمنا العربي والإسلامي، وألا تلعب بالنار كثيرا فليس باستطاعتها أن تدفع عن نفسها لو تم وضعها في بؤرة اهتمام المظلومين والمضطهدين ردا على ما يمارسه حكام أمارة أبو ظبي ومن يساندهم من بعض الإمارات القريبة منهم، وألا يغتر كثيرا هؤلاء الحكام بقاعدة المخابرات الأمريكية والصهيونية العاملة لديهم أو بحجم الأموال التي يمتلكونها، فهي ليست عنصر قوة لوحدها، ثم نؤكد مرة أخرى أن بنيان الإمارات هش يمكن التأثير فيه بشكل كبير وبقدرة عالية لا طاقة للإمارات به.
مطلوب من الإمارات أن تراجع كل مواقفها، وان ترتجع قبل فوات الأوان حتى لا تصيبها سهام حكامها مرتدة إليها ولن ينفعها التعاون الأمني مع الأمريكان والصهاينة والذين طردتهم شعوبهم، وعلى الشعب الإماراتي أن ينتبه إلى تصرفات حكامه الضارة بمصالحه التي قد تجر بلادهم إلى الهاوية وضرورة كبح جماح هذه المراهقة من هؤلاء الحكام الذي فقدوا الرشد والحكمة وأصيبوا بالعمى نتيجة غسيل الدماغ الذي مارسته عليهم المخابرات الأمريكية والصهيونية.