قائمة الموقع

مقال: التحديات في مستقبل حماس القريب

2013-09-05T07:26:48+03:00
ابراهيم المدهون
بقلم: إبراهيم المدهون

منذ الانقلاب في مصر ومحاولات خنق قطاع غزة مستمرة، بهدف إعادة الأوضاع لما كانت عليه في حرب الفرقان، فالجيش المصري يعمل ليل نهار على ردم الأنفاق ومصادرة البضائع واحتجازها وإتلافها، ويصر على إغلاق معبر رفح المنفذ الوحيد لأهالي غزة، وهناك تفكير جدي بزيادة أزمة الكهرباء عبر قطع خط العريش، ومنع ايصال الوقود، فكل يوم يمر هناك ابتكار لأساليب جديدة للتنغيص على أهالي القطاع وزيادة حصاره وخنقه.

فالانقلاب أعلن عن هدفه بوضوح متمثلا في الإطاحة بحكم حماس. وإنهاء سيطرتها على قطاع غزة، في تحد سافر للأعراف الدولية والسياسية، فلم يتم الاكتفاء بالتحريض الإعلامي على مدار الساعة بالإعلام المصري وإنما الخطوات على الأرض أصبحت مباشرة وتصيب عصب الفلسطينيين.

تخطئ الإدارة المصرية الجديدة اليوم حيث تتنازل عن دورها كراعٍ ووسيط في المصالحة الفلسطينية، وتنحاز لطرف على حساب طرف آخر، بل تعادي جزءاً مهماً من الشعب الفلسطيني، وهو الجزء الأكبر والأكثر شرعية الذي فاز بالانتخابات ولديه حاضنة شعبية كبيرة ويمتلك تجربة نضالية مشرفة، كما انه يتسم بالصلابة ومواجهة التحديات، هذا الخطأ قد يكلف مصر أن تخسر ورقتها الفلسطينية حينما تتعامل بشكل شاذ عن المألوف، دون مراعاة للمآلات.

للأسف الشديد سلطة فتح بغباء سياسي شديد سعيدة لحالة التشابك بيننا وبين المصريين، وتمهد الطريق للحصار وتوتير الأجواء، فيقوم الرئيس محمود عباس نفسه بترويج إشاعات ضد شعبه ليس لها اساسٌ من الصحة، والأدهى والأمر يلوح بعصا غليظة هي بالتأكيد عصا الحصار الخانق والاستقواء بالاحتلال، ومبعوثه للمصالحة عزام الأحمد يتمنى ويرجو القدوم لغزة عبر فوهة دبابة الجيش المصري.

لا يعلم السيد عباس أننا أمام مرحلة خطرة ودقيقة لا تهدد فصيلاً أو مجموعة فلسطينية محددة، بل هناك خطر حقيقي على القضية الفلسطينية برمتها، فنحن أمام حالة تشويه لسمعة الفلسطينيين في الوجدان العربي والمصري ليسهل التخلص منهم بعد ذلك، وتركهم وحدهم وإنهاء وتصفية قضيتهم العادلة دون إرجاع الحقوق.

ما يدبر اليوم ضد غزة من أطراف مختلفة يحمل حساً انتقامياً واضحاً، ويهدف لمحاولة كسر صلابتها أمام الغول الصهيوني الهش، فهي من اكتَشفت هشاشته ولم تعد تهابه، وأذلت جنده وأسرت احد ضباطه وابتلعته في بطنها ستين شهرا، وضربت عاصمته بالصواريخ واصطادت دباباته على حدودها فأوقعتهم صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية، وأمطرت مدنه بآلاف القذائف النارية اللاهبة، وترنحت الحشود العسكرية الإسرائيلية على تخومها فلا استطاعت الدخول أو الرجوع، ولهذا أي إيذاء لغزة وشعبها ومقاومتها وحكومتها هو يصب أولا وأخيرا في صالح العدو الإسرائيلي ويخدم رؤيته وأجندته بترتيب المنطقة وتصفية القضية.

يخطئ من يظن أنه يمكن تجاوز حركة حماس في أي مرحلة قادمة أو تغيير واقع غزة، فحماس تتمتع بمد شعبي قوي والتفاف جماهير حاضن، وتمتلك سلاحا تدافع به عن نفسها، وتستطيع مواجهة الاحتلال مرة أخرى في أي لحظة، وأي محاولة لإشعال النار في غزة لن تحرق إلا مشعليها واللاعبين بها فقط.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00