قائمة الموقع

مقال: العين بالعين

2013-09-23T07:39:52+03:00
أ. وسام عفيفة
بقلم/ أ. وسام عفيفة

رفعت العرب البائدة شعار العين بالعين والسن بالسن، وجاء الاسلام ليتممها بمبدأ القصاص، الا ان العرب الحاضرة أصبحت عينها مكسورة وأسنانها مخلوعة وأظافرها مقلمة.

لكن نماذج التحدي على طريقة العين بالعين، تظهر اليوم في الشوارع الغزية، وشعار المقاومة فيها: "اللي يبحلق لنا بعين بنقلع عينيه الاثنين" رغم قلة العدة والعتاد.

استعراض القوة الذي تنفذه كتائب القسام "جناح العين والسن" لحماس يشير إلى إعلان حالة من الاستنفار ورفع درجة الجهوزية، وفي الخلفية تعود أغاني وأناشيد الشهادة والانتفاضة وصورة الملثم أحد رموز المقاومة الفلسطينية:

ع اللالا ولالا و لالا و آه .. طلع ملثّـم في بلادي

هـاج ملثـم لترابـه .. لحـق الثــوار

عندما تتلثم حماس وتربط عصابتها الخضراء، وترفع سلاحها، يجتمع حولها الناس، وتشيع أجواء من الطمأنينة في شوارعنا وحوارينا، هكذا هو مزاجنا الشعبي، نطمأن عندنا نشعر باستنفار المقاومة ونشاهد البنادق، بينما نضع أيدينا على قلوبنا عندما يخيم هدوء مزيف، وتحت أسقف الفنادق، وتتوتر أعصابنا عندما يزحف الرجال نحو المناصب والدرجات والرتب، أكثر من توترنا جراء تحليق طائرة زنانة فوق رؤوسنا ليل نهار.

في مجتمعنا إطلاق الرصاص يجمع الناس لا يفرقهم، وعندما تقصف طائرة للاحتلال بيتا أو مقرا، يفزع الأهالي لمكان الصاروخ قبل سيارات الإسعاف والدفاع المدني، وعليه فإن نظريات علماء النفس وعلماء الاجتماع السياسي قد لا تنطبق على سكان غزة، لأن المفتاح السحري للوصول إلى قلوب وعقول هؤلاء فقط لدى المقاومة.

وإذا كانت هناك شعوب وأنظمة عربية تقدس جيوشها وفي رصيدها من الهزائم ما يفوق انتصاراتها، عدا عن تلك: "من أول غزواتها انكسرت عصاتها"، فإن مقاومتنا درة تاج العسكرية، لأنها تخوض معارك عبور وتحرير وتحد كل عام، ورغم ذلك لم تحمّلنا نحن والعرب "جميلة"، ولم تذل "أبونا" لأنها انتصرت في معركة هنا أو هناك.

استعراض القوة والجهوزية، جزء من تاريخنا وتراثنا الفلسطيني لهذا قالوا زمان: "العرق في التدريب يوفر الدم في المعركة"، وحتى نتجاوز معركة المزايدة و"المعايرة" داخليا، حول مدى الالتزام بالمقاومة والاستعداد للمواجهة المقبلة قالوا في الامثال: "عند الطعان يبان الفارس من الجبان".

 وعلى أية حال نعلم أن العروض العسكرية واستعراض السلاح المتواضع لا يحسم معركة مع المحتل لكن: "الضرب بالطوب ولا الهروب".

اخبار ذات صلة