قائمة الموقع

مقال: جدلية العلاقة بين حماس والجهاد الإسلامي

2013-09-23T07:48:39+03:00
ابراهيم المدهون
بقلم: إبراهيم المدهون

مع تعدد الحركات الإسلامية في فلسطين، على شرط خلق بيئة تنافسية سليمة لا تؤدي لتنمية الأحقاد والتصارع ومحاولة الإقصاء المتبادل، لهذا لست مع دمج حركتي حماس والجهاد الإسلامي في إطار واحد، خوفاً من تضييق وحصر دائرة العمل الإسلامي الفلسطيني، في حال حاجة البيئة لتعددٍ وتوسِعة.

 لهذا من المفيد جداً أن يبقيا في الساحة بإطارات تنافسية، لخدمة المشروع الوطني والأفكار الإسلامية الإصلاحية، على أن يجمعهما تنسيق عالي المستوى يتغلغل في الاستراتيجيات ويقل في التفصيل.

 وأعتقد أن استلام حركة حماس للحكومة في غزة أفاد حركة الجهاد بشكل كبير، فتشهد الآن طفرة في العمل السياسي والعسكري والبنيوي لحركة الجهاد في قطاع غزة، بعكس ما هو حادث في الضفة الغربية حيث تم استئصال جهدها العسكري ومحو نشاطها السياسي بملاحقة رموزها القيادية، والتضييق على عملها الخيري.

 تجربة حزب الوسط في مصر ودعمه الملحوظ للإخوان رغم الاختلافات البنيوية والتنظيمية والفكرية نموذجاً يُحتذي به من قبل حماس الجهاد، لهذا من المنتظر من حركة الجهاد أن ترفد حماس بقوة الموقف في لحظة التباينات الكبرى، فأي خسارة لحماس لن تصب في جيب الجهاد والعكس هو الصحيح ونموذج الضفة حاضر، والمنتظر من حماس إطلاع الجهاد وإشراكهم بفاعلية أكثر حول المفاصل الكبرى وتوضيح تعقيدات الحكم والمبادرات الجديدة.

 كما أن المطلوب من الجهاد الإسلامي مواقف أوضح في كثير من القضايا الوطنية الداخلية، الخاصة بالمقاومة والحصار والحرب النفسية ومحاولة تغيير الخريطة السياسية في قطاع غزة، وعدم التهرب من تحمل المسؤولية في اللحظات الدقيقة والحاسمة، فمن يحارب حماس ويريد إضعافها وإنهاء وجودها لن يترك الجهاد في حاله ويسمح له بالتواجد والعمل الإسلامي والوطني.

 حركة الجهاد ستستفيد أكثر من تقاربها مع حركة حماس في ظل الحفاظ على تنظيمها وبنيتها، فحماس صاحبة التجربة الأعمق والأكبر، وتمتلك قوة جماهيرية واسعة، ولها تجربة في الحكومة وامتداد شعبي عربي وإسلامي، كما أن حركة حماس ستتقوى بالجهاد في المسار السياسي والمقاوم بما تمتلكه الجهاد من حضور ثوري قوي، ولهذا من الضروري التنسيق بشكل أكبر في عمليتي المصالحة والمقاومة.

 حركة الجهاد أحسنت صنعاً حيث قررت عدم الدخول في انتخابات السلطة، وأقترح أن تدعم حماس وتحرض عناصرها على انتخاب قائمتها، وفي الوقت نفسه إن دخول الجهاد للمجلس الوطني سيشكل قوة لمنظومة المقاومة، ورؤيتها الاستراتيجية.

 الملاحِظ والمدقق يجد تفاهماً كبيراً بين قيادة الحركتين، وتنسيق استراتيجي عالي المستوى، إلا أن هذه الروح لم تصل للقواعد الشبابية المندفعة من كلا الاتجاهين، ما يحتاج لرؤية أعمق في عمليات تقارب نحو التكامل لا الدمج، والتنافس لا التصارع.

اخبار ذات صلة