قائمة الموقع

احذروا.. "التفحيط" وصل غزة

2010-02-25T08:29:00+02:00
الدراجات النارية

غزة/ أمينة زيارة     

ظاهرة جديدة .. احتشاد جموع غفيرة من الشباب الغزي من مختلف مناطق القطاع كل يوم جمعة في المحررات الشرقية لممارسة ألعابهم البهلوانية بالدراجات النارية والتي تعرف بـ"التفحيط" وهي التلاعب بالمركبة والدوران أو المناورة بها بعد الانطلاق بسرعة جنونية والتي تجد لها مشاهدين من مختلف الأعمار ينتظرون هذه العروض بفارغ الصبر، ومن المؤلم في هذه اللعبة الجنونية أن ينتهي هذا التجمهر غالباً بوقوع ضحايا سواء بين المشاهدين أو المفحطين. "الرسالة" ناقشت أخطار هذه اللعبة على ممارسيها ومعرفة إجراءات الجهات الأمنية.

 مفحطون..!

ينتظر المراهق محمود لا يزيد سنه عن السابعة عشر يوم الجمعة بفارغ الصبر ليمارس رياضته الجنونية في منطقة المحررات باستخدام دراجة نارية ينافس فيها أصحابه و يقول "للرسالة": أمارس هذه الرياضة منذ كنت في الرابعة عشر في المملكة العربية السعودية واعتدت عليها كثيراً.

ويضيف: هي رياضة جنونية لكنني أجد فيها متعة كبيرة في منافسة أصدقائي والفوز عليهم، مؤكدا ان الشرطة منعتهم من ممارسة هذه الرياضة التي يرى أنها فرصة لتفريغ طاقته خاصة في ظل الحصار والإغلاق.

فيما قال المراهق "محمد" الذي يتواعد مع أصدقائه يوم الجمعة لممارسة اللعبة في المحررات مخالفاً أن ما يمارسه هو رياضة التفحيط بالدراجات النارية عن طريق التلاعب بالدراجة يميناً ويساراً بسرعة جنونية ، معترفاً بأنها رياضة خطرة جداً ونهايتها الإصابة أو الموت معترفا بأنه لا ينتهي أي سباق إلا ويكون هناك ضحايا سواء بالممارسين أو المشاهدين.

فيما ألقى الشاب "إياد" 18 عاما اللوم على الشرطة في أنها تقوم بسحب الدراجات النارية من ممارسي هذه اللعبة الخطرة ويقول: لا يحق لأي جهة مهما كانت أن تصادر حق الشباب في ممارسة رياضتهم أيا كانت خطورتها بل يجب توجيههم.

ويضيف: كنا في كل "يوم جمعة" نجمع بعضنا البعض في محررة عتصمونا بصحبة دراجاتنا النارية ونتسابق في عروض بهلوانية على الدراجة يستمتع بها المشاهد والممارس، ويدعو الجهات المعنية بالشباب الفلسطيني أن تجد الأماكن المناسبة لهؤلاء الشباب لممارسة ألعابهم، وأن يكون هناك فريق متخصص في تدريب الشباب على التمكن من هذه الدراجة ومعرفة قيادتها.

 أين المسئولين؟

بينا يرى البقال أبو أدهم والذي يستخدم الدراجة النارية في نقل بضائعه أن هذه الظاهرة خطيرة ووافدة على أبناء شعبنا حيث يعتبر هؤلاء الشباب أرواحهم رخيصة عليهم فيلهون بأساليب جنونية باستخدام الدراجة النارية، متسائلاً: أين المسئولين ليمنعوا مثل هذه الألعاب الخطرة.

ووصف أبو أدهم ما حدث أثناء حضوره لإحدى هذه السابقات في محررة عتصمونا بالجنونية لأن من يقوم بها مراهقون، مضيفا أنه رغم مهارتهم في هذه اللعبة إلا أنهم يعرضون أنفسهم للخطر الذي يطال المشاهدين أيضاً، داعياً وزارة الشباب والرياضة للوقوف على مسؤولياتها لاحتضان هؤلاء الشباب وصقل مواهبهم في هذه اللعبة بحيث تحفظ عليهم أرواحهم وتقدم لهم أساليب الوقاية الكاملة.

 زيادة الحوادث

ويبين الرائد إسماعيل النجار المتحدث الرسمي باسم الإدارة العامة للمرور والنجدة أن الدراجات النارية مشكلة كبيرة واجهت المجتمع الغزي بصورة عامة وشرطة المرور والنجدة على وجه الخصوص منذ أكثر من عامين حيث دخلت الآلاف منها عبر الأنفاق وانتشرت في مختلف مناطق القطاع.

وحول إجراءات الشرطة لمواجهة أخطار الدراجات النارية قال النجار أن الحوادث بين صفوف الشباب تزداد بسبب عدم معرفتهم بأساليب قيادة الدراجة والسيطرة عليها، وهذا ما ألزم القيادة العامة في المرور للتعامل مع هذه الظاهرة بكل جدية وحصرها بالتنسيق مع المؤسسات المعنية منها وزارة النقل والمواصلات وأمن الأنفاق للحد من دخول هذه الدراجات وإلزام أصحابها بالإجراءات القانونية حيث تشمل ترخيص الدراجة وحصول السائق على رخصة وأدوات وقائية.

وأضاف أن الشرطة قامت بحملات مكثفة في جميع المحافظات وحجزت أكثر من 15 ألف دراجة وتسهيل كافة الإجراءات من الإدارة العامة وحصول أكثر من 6 آلاف سائق على رخصة قيادة.

وعن استخدام المحررات كمناطق للسباقات البهلوانية يقول الرائد النجار: نحن تابعنا الأمور بجدية منذ اللحظة الأولى وراقبنا هذه الأماكن للسيطرة على الدراجات التي تستخدم للقيام بحركات بهلوانية خاصة في محررات محافظة خانيونس والزهراء وتم حجز مئات الدراجات خلال فترة وجيرة وعمل حواجز طيارة وطارئة لمراقبة أي دراجة تقوم بالسباقات في الشوارع وإلزامهم بالإجراءات القانونية للحفاظ على حياتهم.

وعن البديل يقول: نحن لا نمانع أن يمارس كل شخص رياضته المحببة ولكن في مؤسسات رياضية تقدم له الحماية، لذا يجب توفير أماكن خاصة وعقد ورش عمل لمنع حوادث الطرق واضاف أنهم خاطبوا وزارة الشباب والرياضة لتوفير أماكن متخصصة لإجراء سباقات الدراجات تحت إشرافها، وتوفير مدربين ذوي كفاءة عالية لتدريب سائقي الدراجات في أماكن محدودة بعيداً عن تجمع المواطنين حتى يتسنى أن يقوموا بألعابهم الرياضية ويمارسوا ما يحبون من رياضات ليشعر الشاب بالحرية والاستقلالية.

إجراءات وقائية

وطالب الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للمرور من يقوم بهذه الحركات البهلوانية أن يمارسها عن طريق مؤسسات رسمية ونواد مرخصة لأن هذه الأندية تستطيع أن توفر الإجراءات الوقائية لهؤلاء الأشخاص.

ويضيف أن من واجبهم الحافظ على حياة ممارسي هذه الرياضات الخطرة، محذرا من لا يلتزم بأنه سيعرض نفسه للمساءلة القانونية والاعتقال وحجز دراجته وكتابة تعهد إذا كان حاصل على الرخصة بألا يقوم بهذه الحركات الخطيرة.

وعن الإجراءات الوقائية لمنع حوادث الدراجات والتقليل منها يقول: يجب تكثيف الحملات على الدراجات وإلزامها بالإجراءات القانونية، وتوفير السلامة على الطريق من خلال الخوذ والجاكيت والأحذية المتينة، وتوزيع نشرات توعية وإرشادات لأصحاب الدرجات النارية في كيفية المحافظة على سلامتهم والالتزام بقواعد المرور، وعقد دورات لسائقي الدراجات بالتنسيق مع المؤسسات الأهلية والوزارات المعنية.

 

اخبار ذات صلة