قائد الطوفان قائد الطوفان

في ظل شح الوقود والكهرباء

الطاقة الشمسية تعيد الحياة إلى مصانع غزة

الواح الطاقة الشمسية(ارشيف)
الواح الطاقة الشمسية(ارشيف)

غزة - أحمد أبو قمر

"الحاجة أم الاختراع".. مقوله ما تزال تطبق في قطاع غزة بفعل تواصل الحصار (الإسرائيلي) وهدم السلطات المصرية للأنفاق الحدودية التي يستخدمها الغزيون لإدخال السلع الضرورية التي يحتاجها القطاع.

اخر اختراعات الغزيين كانت استخدام الطاقة الشمسية بديلا عن الوقود الشحيح وقطع الكهرباء يوميًا.

مختصون في الشأن الاقتصادي أكدوا أن استخدام الطاقة الشمسية سيُعيد مئات المصانع التي توقفت بسبب قطع الكهرباء وشح الوقود الى العمل، الأمر الذي سيُنعش عجلة الاقتصاد المحلي.

وتعتمد فكرة استخدام الطاقة الشمسية على تحويل الطاقة النظيفة لكهرباء بعد تخزينها عن طريق جهاز خاص يسمى (Inverter) واستخدامها بواسطة البطارية.

كسرت الحصار

وفي هذا السياق برر أبو شادي ظاهر وهو صاحب مصنع خياطة عودة مصنعه الى العمل في ظل شح الوقود الى اعتماده على الطاقة الشمسية، منوها الى انه توقف عن العمل لمدة عام ونصف.

وأكد ظاهر في تصريح لـ"الرسالة نت" أن استخدام الطاقة النظيفة في توليد الكهرباء رغم ارتفاع تكلفتها سيُنهي معاناة القطاع الذي يشكى دوما من انقطاع التيار الكهربائي. وأوضح ان مصنعه يحقق ارباحا بعد زيادة كميات الانتاج.

من جهته عزا محمد الصوالحي -صاحب شركة شمس النهار لبيع الألواح الشمسية- اقتناء بعض أصحاب المصانع للوحات الشمسية الى رخص اسعارها مقارنة بالسابق، واشتداد أزمة انقطاع الكهرباء والوقود بعد إغلاق الأنفاق.

وتوقع الصوالحي أن يزداد الطلب على استخدام الطاقة النظيفة خلال الأشهر المقبلة، مرجعًا السبب إلى إدراك الغزيين مدى ضرورتها وفوائدها.

وأفاد بأن اللوحة تكلف قرابة ألف شيكل وأن كل منزل يحتاج إلى ما بين (3-6) لوحات، منوها الى أن الألواح الشمسية كانت في الماضي تُهرّب عبر الأنفاق.

ومن الجدير ذكره أن قطاع غزة يعاني أزمة كهرباء شديدة، بدأت مع قصف الاحتلال لمحطة الكهرباء الواقعة وسط القطاع، اثر اختطاف المقاومة للجندي (الإسرائيلي) جلعاد شاليط في عملية "الوهم المتبدد" منتصف عام 2006م.

بديل للكهرباء

المدير العام للطاقة المتجددة في سلطة الطاقة المهندس عوني نعيم أشاد بفكرة استخدام الطاقة الشمسية، قائلا: "رغم ارتفاع تكلفتها الانتاجية فإنها تعد من افضل الطرق للاستغناء عن الوقود والكهرباء".

وأوضح نعيم في تصريح لـ"الرسالة نت" ان استخدام اللوحات الشمسية لا يزال مقتصرا على بعض المصانع والمؤسسات، متوقعا زيادة أعداد اللوحات خلال السنوات المقبلة".

واكد أن المعيقات التي تواجههم في استخدام الطاقة الشمسية تتمثل في صعوبة الحصول على قطع الغيار نظرا لاستيرادها من الخارج، مشيرًا إلى توفّر الكوادر الفنية والتقنية.

وعن أماكن استخدام اللوحات الشمسية في غزة بين نعيم أن مدرسة إحسان الأغا الثانوية للبنات شرق خانيونس تستفيد منها وتولّد 20 كيلو واط، كما تزود أخرى مستشفى النصر للأطفال بمدينة غزة بقدرة 20 كيلو واط، ومجمع دار الشفاء بقدرة أربعة كيلو واط.

وكشف عن نية سلطته تركيب الواح شمسية في قسم الولادة بمستشفى الشفاء بقدرة 30 كيلو واط، بحيث تساعد الأطفال الخدّج الذين لا يمكنهم الاستغناء عن الكهرباء.

ووفق نعيم؛ فإن سلطة الطاقة تعزم إطلاق سبعة مشاريع ألواح شمسية بتمويل من الـ "UNDP"، تتمثل في أربعة مدارس وعيادتين ومضخة مياه.

وفي حديثه عن نوعيات الألواح الشمسية المستوردة أوضح المدير العام للطاقة المتجددة وجود "الألماني والكندي والصيني المصنوع بكود أوروبي".

ودعا المؤسسات المانحة والخاصة إلى تبني استراتيجية توليد الكهرباء عبر الطاقة الشمسية كنوع من تخفيف العجز الذي يعاني منه القطاع.

وتشير الإحصاءات إلى أن أعلى نسبة لاستهلاك الطاقة يوجد في القطاع المنزلي يليه قطاع المواصلات؛ أما القطاع الصناعي فنسبة الاستهلاك فيه قليلة.

وتعاني غزة من أزمة كهرباء تفاقمت منذ يوليو العام الجاري؛ حين أقدم الجيش المصري على هدم الانفاق التي تستخدم في تهريب السلع والوقود إلى قطاع غزة.

موفّرة اقتصاديًا

من جهته ذكر أستاذ الاقتصاد في جامعة الأزهر الدكتور معين رجب أن التكلفة الإنتاجية العالية للوحات الشمسية تقف حاجزًا دون تمكن جميع المواطنين من شرائها في الوقت الحالي، مطالبًا بضرورة استغلال الطاقة الشمسية في خدمة الاقتصاد الوطني وانتشاله من التدهور.

وأكد رجب لـ"الرسالة نت" أن تقنية اللوحات الشمسية أعادت عددًا من المصانع للعمل وساعدت في تحسين نوعية الاقتصاد الذي تضرر كثيرًا بفعل الحصار.

ودعا سلطة الطاقة الى تخزين الطاقة الشمسية واستخدامها في إنارة الشوارع ليلًا، لتوفير كمية كبيرة من الوقود الشحيح في غزة.

البث المباشر