حذر معتصمون في جنوب قطاع غزة اليوم الأحد، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" من أن سياساتها المتبعة بشأن وقف وتقليص مساعداتها قد تحدث ثورة شعبية في صفوف اللاجئين الفلسطينيين.
وكان العشرات من اللاجئين قد لبوا دعوة وجهتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين للاعتصام أمام أحد مقرات أونروا في مدينة رفح.
وحمل المعتصمون لافتات تندد بوقف وتقليص المساعدات المقدمة لهم وأخرى تحذر من ثورة شعبية ضد الوكالة الدولية إذا استمرت في تلك السياسة.
وقال الناشط في الجبهة الشعبية خالد منصور في بيان للجبهة: "إن الأونروا أوقفت المساعدات عن قرابة 9500 حالة إنسانية فقيرة دون وجه حق".
وأضاف منصور أن الشعبية تطالب أونروا بالعودة عن هذه القرارات الظالمة فورا، والعمل على استحداث برنامج جديد لقياس خط الفقر يتناسب والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للاجئين في قطاع غزة.
ودعا إلى ضرورة إعادة العمل ببرنامج الوجبات الغذائية في مدارس الوكالة في ظل ما يعانيه اللاجئون من فقر وحرمان وتفشي أمراض فقر الدم وسوء التغذية.
وشدد منصور على أن الخدمات الأساسية للاجئين خصوصاً المتعلقة بقطاعي الصحة والتعليم "خط أحمر لن نقبل بتجاوزه, وهي واجبات لن نسمح بالتهرب منها أو المساس بها بذريعة الأزمات المالية".
وتابع: "إن ما يُروّج له من أزمات مالية تعانيه وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين كمبرر لتقليص الخدمات مرفوض جملة وتفصيلا, وإن كان لا بد من تقليصات فلتكن على حساب الرواتب المتضخمة للموظفين الأجانب والنفقات الإدارية الباهظة".
وأضاف مخاطباً المعتصمين: "لقد أصبحت مقار الخدمات الإغاثية توزع القهر والذل على جموع اللاجئين بأسرهم وأطفالهم وشيوخهم ونسائهم", مشيرا إلى أن العالم الظالم يحاول التهرب من مسئولياته المترتبة على قراراته الأممية.
واستنكر الناشط في الشعبية تحويل "الأونروا" مسئولية الكثير من الخدمات للبلديات وتقليص مجال الرعاية الصحية في ظل ما يعانيه القطاع الصامد من حصار على المعابر.
وكانت سلسلة تظاهرات نظمها اللاجئون في قطاع غزة نهاية الخريف الماضي احتجاجاً على سياسة وقف وتقليص برامج المساعدات الغذائية المقدمة لهم.
وتتبنى فصائل اليسار الفلسطيني الفعاليات المناهضة لسياسات وكالة الغوث بشأن وقف وتقليص المساعدات.
في المقابل، قال متحدث باسم "الأونروا" في غزة إن قطاع غزة ينال "حصة الأسد" من موازنة الأونروا العامة.
وأوضح عدنان أبو حسنة في تصريح لـ"الرسالة نت" أن الأونروا لديها برنامج مسح شامل، وتبين لها حديثًا أن 9500 أسرة تجاوزت خط الفقر، في حين تفاجأت بـ4000 أسرة تراجع وضعها الاقتصادي إلى ما دون خط الفقر"، وهو الأمر الذي يستوجب منها مساعدة الفئة الأخيرة لاستنهاض واقعها.
وشدد أبو حسنة على أن "ما تقوم به الوكالة هو عبارة عن "توزيع للأموال والمشاريع لا وقف أو تقليص وفق ما يقول البعض" على حد تعبيره.
وشطبت الوكالة مؤخراً (9500) حالة فقيرة في قطاع غزة كانت تستفيد من برنامج المساعدات الغذائية، ويأتي التقليص الأخير في خدمات الوكالة ضمن رزمة من التقليصات التي نفذتها الوكالة تدريجياً منذ ثلاث سنوات طالت الخدمات الصحية والبطالة والتعليم والإغاثة والمساعدات وكذلك آبار المياه والتي حولت إلى مصلحة البلديات.