تتهيأ المدن السورية لاستقبال العيد بأية حال، رغم أن الحزن يطْبق على أرجاء البلاد بعد دمار البيوت وتشتت الأقارب في مخيمات اللجوء بدول الجوار.
وفي مدينة حماة -التي تشهد هدوءا حذراً تخلله عمليات عسكرية- تبدو فرحة العيد ناقصة بالنظر إلى أن الحرب هجرت الكثير من العائلات، بينما يقبع الكثير من أبنائها في السجون.
وتأسف أم حاتم -وهي والدة أحد ضحايا الثورة- لغياب ألعاب الأطفال، وعدم وجود مرافق ترفيهية في المدينة، مما يحجّم مساحة الفرحة في العيد.
ويقول مركز حماة الإعلامي إن الأهالي يستقبلون العيد في ظل الخوف من المداهمات وخصوصا بالنسبة للعائلات التي يلاحق النظام السوري أبناءها.
ووفق المركز، فإن النظام السوري يكثف عادة حملات الدهم والاعتقال هذه الأيام، بحثا عن مطلوبين يعتقد أنهم قدموا لقضاء العيد مع عائلاتهم، كما أنه يتعمّد تعكير أجواء فرحة الناس لحقده على المدينة.
ومنذ اقتراب العيد بدأت أسواق حماة تشهد حركة تبدو شبه طبيعية وأفضل من الحال في الأعياد الماضية.
أسعار مرتفعة
ويقول مروان -وهو أحد الناشطين بحماة- إن أسواق المدينة تشهد ازدحاماً ملحوظاً وطلبا متناميا على مستلزمات الحلوى من قبيل السمن والطحين، مضيفا أن الأسعار تضاعفت أربع مرات مع اقتراب العيد.
ويلاحظ مروان أن ارتياد محلات الألبسة وخاصة التي تبيع منها ثياب الأطفال ارتفع بشكل كبير في هذا العيد مقارنة مع المواسم السابقة.
ووفق تعبيره، ارتفعت أسعار الألبسة الرجالية إلى ثلاثة أضعاف حيث وصل سعر البنطلون الرجالي المحلي 3500 ليرة سورية (18 دولارا ) ما يعادل 22% من راتب المواطن.
ويقول التاجر زيد إن الطلب على السلع ارتفع بنسبة 60% عن الأعياد السابقة بسبب ازدياد عدد النازحين بالمدينة والذين يقدرون بمليون نسمة، مضيفا أن ثلثي المتسوقين من حمص وريف دمشق وحلب.