بدت علامات الاعياء جلية على ملاح الحاج أكرم ريان وزوجته عند وصولهم إلى قطاع غزة بعد رحلة سفر امتدت ليوم ونصف. فيما سرد حجاج وصلوا إلى القطاع تفاصيل ليلة أمضوها في العراء بفعل الإهمال من سفارة فلسطين في القاهرة تجاه عودتهم، وفق ما يرونه.
ووصف ريان وقد بدت عليه معالم الغضب لـ"الرسالة نت"، بالقول " لقد كانت ليلة موحشة..".
وكان ريان من شمال قطاع غزة برفقة أكثر من سبعمائة حاج وحاجة قد تم احتجازهم في مدينة الشيخ زويد لساعتين مساء الأربعاء ثم إرجاعهم إلى مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء.
وأوضح أن حاجزا للجيش أوقف حافلات الحجاج قرب مدينة الشيخ زويد عند الساعة الثامنة مساء وأبلغهم بضرورة عودتهم إلى مدينة العريش نظراً لإغلاق معبر رفح وحدوث اشتباكات مع مسلحين قرب رفح المصرية.
ويشير إلى أن الحجاج تم احتجازهم داخل الحافلات على جانب الطريق لساعتين ثم تم إعادتهم إلى موقف مدينة العريش دون تقديم أي مساعدة لهم، وقال إن الرجال باتوا ليلتهم على الأسفلت فيما أضطرت السيدات للمبيت داخل الحافلات.
ولم تختلف رواية الحاجة حميدة المصري (75 عامًا) عن نظيرها ريان سوى أنها تعرضت للأغماء نظراً لاصابتها بأمراض مزمنة.
وتساءلت الحاجة عن دور السفارة الفلسطينية في تقديم وتأمين الحجاج، متسائلة عن غياب السفارة في تأمين سفر الحجاج وتوفير الرعاية لهم؟
وتبيّن المصري ترك الحجاج في صالة المطار بعيد وصولهم بقليل، دونما العناية بذوى الاحتياجات الخاصة والمرضى أو حتى الانتباه إلى معاناتهم.
واستعرضت المصري فصول المعاناة التي واجهها الحجاج منذ وصولهم إلى المطار وعمليات التفتيش المستمرة أثناء مرورهم بالمحافظات المصرية، وهو ما تسبب بزيادة عدد ساعات الرحلة.
وكان مسؤول هيئة المعابر في قطاع غزة ماهر أبو صبحة حمل السفارة الفلسطينية في القاهرة مسؤولية معاناة سفر الحجاج من مطار القاهرة غلى معبر رفح البري.
وأكد أبو صبحة خلال استقبال الحجاج في المعبر لـ"الرسالة نت": " أن السفارة الفلسطينية بالقاهرة لم تنسق لسفر الحجاج من مطار القاهرة إلى معبر رفح، مما تسبب بتفاهم معاناتهم".
وحذر من خطورة أن يواجه حجاج الدفعة الثانية معاناة قاسية وشاقة كنظرائهم في الدفعة الأولى، بفعل غياب التنسيق وعدم الاهتمام.
ونبه إلى أن شركة الباصات التي اختارتها وزارة أوقاف رام الله وسفارة فلسطين بالقاهرة تأخرت أربع ساعات عن نقل الحجاج وبالتالي حدثت هذه المعاناة لحجاج بيت الله الحرام.
وفي سياق متصل، تفاعل عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" إزاء أزمة الحجاج ، فيما كتب أحدهم " حجاج غزة .. عذاب في التسجيل. وعذاب في السفر. وعذاب في العودة. أين سفارة فلسطين في القاهرة الممثل الاعلى والاسمى والوحيد".