ينتظر صيادو الأسماك في جنوب قطاع غزة تسلم حجراتهم في مرفأ رفح الجديد، لكن بعضهم يخشى النيران المصرية و"الإسرائيلية" لقرب المرفأ من الحدود المائية مع شبة جزيرة سيناء.
ومن المقرر أن تتسلم الثروة السمكية بوزارة الزراعة المرفأ الجديد الذي سشيد بدعم من "قطر الخيرية" مطلع الشهر المقبل ويسلم للصيادين فيما بعد.
ويقع المرفأ الجديد المكون من حوالي ثلاثة قاعات مزودة بحمامات على بعد أربعمائة متر من الحدود مع جمهورية مصر العربية.
وبينما عبر صيادون عن خشيتهم من تعرضهم لاعتداءات مصرية و"إسرائيلية" عند العمل انطلاقاً من المرفأ الجديد، قال آخرون "إن التهديدات بحقهم لا تتوقف ..".
الصياد عمر البردويل الذي تعرض للاعتداء من خفر السواحل المصرية في عرض بحر غزة منتصف الشهر الماضي يقول: "لقد تعرضت للاعتداء وأنا في عرض بحر غزة فكيف سيكون الحال عندما أنزل البحر من المرفأ المشيد مقابل المنطقة العازلة.. ".
وعاد البردويل بذاكرته لثلاثة عقود مضت عندما أصدرت سلطات الاحتلال قراراً بنقل المرفأ لمسافة تزيد عن ثلاثة كيلو متر من الحدود المصرية.
ويضيف البردويل (50 عاماً) لـ"الرسالة نت": "لقد أجبرونا (الاحتلال) على هدم المرفأ القديم الذي كان مشيد من الأخشاب دون أن يوفروا لنا أي إمكانات لبناء مرفأ آخر".
وكان قرار سلطات الاحتلال يهدف إلى إبعاد الصيادين عن الحدود المائية مع مصر من أجل عزل القطاع الساحلي عن العالم وتوفير الأمن لمئات المستوطنين الذي استولوا على معظم ساحل قطاع غزة آنذاك.
وفي ذلك الوقت تم تشييد الحدود البرية بين قطاع غزة ومصر والبالغة ثلاثة عشر كيلو متر وفق ما قال كثير من الصيادين المسنين.
ويوضح البردويل أن مساحة المنطقة العازلة كانت حوالي ميل واحد (1862 متراً) لكن عقب الانقلاب العسكري على الرئيس مرسي زادت المساحة لحوالي ثلاث كيلو متر من خلال العلامات التي وضعتها قوات خفر السواحل المصرية في عرض بحر غزة الشهر الماضي.
ونبه البردويل إلى أن الصيادين ظلوا يتمردون على المنطقة العازلة ويحاولون الإبحار في داخلها لكسب قوت عائلاتهم.
لكن الصياد جمال بصلة قلل من المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الصيادون عند انتقالهم إلى المرفأ الجديد، وقال لـ"الرسالة نت": "لقد تراجعت المطاردات المصرية في الآونة الأخيرة ونأمل أن تنتهي بلا رجعة".
ويؤكد بصلة الذي حكم على اثنين من أبنائه ممن اعتقلوا في عرض البحر نهاية أب/أغسطس على يد قوات البحرية المصرية لمدة عام على أن الصياد الفلسطيني اعتاد على المخاطر منذ عقود طويلة.
وتجنب رشاد الندى وهو عضو في نقابة الصيادين مناقشة المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الصياديون خلال عملهم في المرفأ الجديد، واكتفى بالقول "لكل حادثة حديث هذا ما تعلمته من مهنة الصيد".
وقال الندى متحفظاً لـ"الرسالة نت": "الصياد الفلسطيني اعتاد على الاعتداء لكنه يسلم أمره لله في أغلب الأحيان".
وبلغت تكلفة تشيد المرفأ الجديد الذي شيد على مدار عام من خلال مواد البناء القادمة عبر الأنفاق مع مصر حوالي مليون دولار أمريكي.
ورفض مدير الثروة السمكية عادل عطا الله الاعتراف بالمنطقة المائية العازلة، وقال: "إن ساحل بحر غزة ملك للفلسطينيين رغم الاحتلال وممارساته العدوانية بحق الصيادين وأبناء شعبنا".
واضاف عطا الله لـ"الرسالة نت": المنطقة العازلة جاءت بقوة الاحتلال وليس وفق اتفاق دولي يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني وفق ما يروج "الاحتلال وأذنابه".
بدوره، دافع رئيس بلدية رفح صبحي أبو رضوان عن مكان "المرفأ الجديد"، موضحاً أنه عندما تم اختيار مكانه تم مشاورة الصيادين وموافقة الجهات المختصة.
ونفى أبو رضوان لـ"الرسالة نت"علمه بوجود منطقة بحرية عازلة بين الحدود المائية الفلسطينية والمصرية.
الجدير بالذكر أن بداية تشيد المرفأ الجديد كانت في عهد الرئيس محمد مرسي حيث كان الصيادون الفلسطينيون يبحرون لعشرات الأميال في المياه الإقليمية المصرية لجلب الرزق الوفير.