قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: دعوة لإنجاب التوائم

مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

مصطفى الصواف

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم تشجيعا للزواج (تناكحوا تناسلوا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة) وهي دعوة وحض على الزواج وعلى زيادة الإنجاب، واليوم الحكومة في قطاع غزة برئاسة الأستاذ إسماعيل هنية وعبر وزارة الشئون الاجتماعية تدعو وتشجع الشباب على إنجاب التوائم من خلال مشروعها الداعم للأسر التي تنجب من ثلاثة توائم فما فوق والهادف إلى رعاية هذه الأسر وتقديم الدعم المالي والرعاية المنزلية للأم والأطفال حسب حجم التوائم التي تنجبها الأسرة.

نحن مجتمع مقاوم ونتعرض لاعتداءات كثيرة من قبل الاحتلال ويستشهد منا الكثير من المواطنين وخاصة شريحة المجاهدين والتي غالبيتها من الشباب ومشوار التحرير يحتاج إلى النسل وهذا النسل بحاجة الرعاية والحماية لذلك علينا أن لا نتوقف عن الإنجاب لأن الرازق هو الله، والله كفل الرزق للعباد، وقدم الله رزق الأبناء على رزق الآباء في قوله تعالى:{وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءاً كَبِيراً }الإسراء31، وقدم رزق الآباء على رزق الأبناء في قولة تعالى: {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }الأنعام151.

خطوة متقدمة للحكومة ووزارة الشئون الاجتماعية وفيها دعوة غير مباشرة تشجع على إنجاب التوائم والتخفيف من الأعباء والأحمال في ظل الظروف الصعبة، ورغم أن الحكومة تمر في ظروف صعبة نتيجة الحصار إلا أنها تضع نصب عينيها تشجيع إنجاب التوائم دون أن تتركهم بل تقف إلى جوارهم وتقدم لهم الدعم المالي واللوجستي.

صحيح أن وقفة الحكومة ووزارة الشئون الاجتماعية تتعلق بشريحة ليست واسعة داخل المجتمع ولكن هي البداية باتجاه مساعدة شرائح واسعة وكبيرة داخل المجتمع في قطاع غزة بحاجة إلى الوقوف إلى جوارها وخاصة الفئات التي هي بحاجة إلى مساعدة. وعلى سبيل المثال لا الحصر تسعى الوزارة من خلال برنامج التشغيل المؤقت لعام 2014 والتي قررت فيها الحكومة تشغيل 10 آلاف خريج وعاطل عن العمل أن تستقطع الوزارة نحو 25% من العدد الكلي للأسرة الأكثر حاجة والتي تتلقى الحماية الاجتماعية من برامج الوزارة إضافة إلى نسبة الـ 5% المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة -المعاقين- في هذا البرنامج الذي سيبدأ العمل به مطلع العام القادم.

حقيقة لو أردتنا تسليط الضوء على ما تقدمه الحكومة والوزارة سنجد الكثير والذي بحاجة إلى زيادة مستمرة خاصة وأن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطن في ظل تشديد الحصار بحاجة إلى مزيد من الدعم، وهذا يحتاج إلى تضافر الجهود من كل فئات المجتمع وخاصة فئة أصحاب رؤوس الأموال لمساعدة هذه الشرائح الضعيفة في المجتمع من خلال تفعيل مفهوم التكافل الاجتماعية وفق قول الله تعالى في الآية الكريمة: "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" التوبة 103، نحن لا نريد أن نأخذ ولكن ندعو هذه الطبقة القادرة والتي فيها الخير الكثير كي تقوم من طلقاء ذاتها بكفالة اسر هي بحاجة الى من يكفلها ويرعاها، وإذا أرادت هذه الطبقة الميسورة المساعدة فوزارة الشئون الاجتماعية لديها الاستعداد التام لتقديم هذه المساعدة وتوجيه من له رغبة في ذلك خاصة أن لدى الوزارة قاعدة بيانات محترمة وطواقم من الباحثين الاجتماعيين المهنيين .

 

البث المباشر