قال عصام الدعاليس مستشار رئيس الوزراء إن قطاع غزة يمر بأزمة خانقة على مستوى الوقود ومواد البناء جراء إغلاق الأنفاق، مبينا أن منع إدخال تلك المواد عبر معابر الاحتلال فاقم الأزمة وزاد صعوبتها، وذلك في محاولة لإعادة تشديد الحصار على القطاع.
وبين الدعاليس في تصريح خاص لـ"الرسالة نت" أن الحكومة في غزة تتأثر بالأزمات شأنها كشأن المواطن، موضحا أن تشديد الحصار وإغلاق الأنفاق انعكسا سلبيا على الحكومة ما أدى إلى بروز أزمة مالية لديها.
وذكر أن حكومته تعمل دائما على تخطي تلك الأزمات، "واستطاعت فعل ذلك على مدار الأشهر الماضية وصرفت رواتب موظفيها"، مشيرا إلى أنها ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها الحكومة لضائقة مالية وحصار "لكنها تغلبت عليها في كل المرات".
ويرى الدعاليس أن حكومة رام الله تزيد أزمات القطاع خاصة على صعيد الكهرباء، مبينا أن قطاع غزة استطاع مؤخرا الاستغناء عن السولار الصناعي (الإسرائيلي) وتخفيض فاتورة المدفوعات للاحتلال بالاستعانة بالمصري بتكلفة لا تزيد عن 2 شيكل للتر.
ووفق قوله فإن منع إدخال السولار المصري أجبر سلطة الطاقة في غزة على شراء السولار من الاحتلال بضعف الثمن وهو 4.2 شيكل للتر، "لكن سلطة رام الله وضعت ما قيمته 2 شيكل ضريبة إضافية ليبلغ ثمنه 6.5 وهو طائل ولا تستطيع سلطة الطاقة دفعه"، وفق تعبيره.
وبين أن إصرار رام الله على إعادة الضريبة على السولار الصناعي الذي يستخدم في خدمة المواطن الغزي ساهم في مفاقمة الأزمة، مشيرا إلى أن قرار رئيس السلطة محمود عباس بإلغاء الضريبة لم يسرِ إلا مرة واحدة أدخل خلالها 450 ألف لتر فقط، "ثم عاد الضريبة من جديد".
وقال مستشار رئيس الوزراء إن سلطة الطاقة أوقفت استيراد الوقود بفعل ارتفاع ثمنه، "ما سبب توقف المحطة كليا منذ أسبوع ليعيش القطاع على 150 ميجاوات فقط واصلة بمقدار 120 من دولة الاحتلال، و30 من جمهورية مصر، أي بواقع ست ساعات يوميا".
ونوه إلى وجود اتصالات دائمة مع أطراف عربية ودولية لوضعهم أمام مسؤولياتهم من أجل توفير الوقود والاحتياجات الطارئة للقطاع.
وذكر الدعاليس أن الأزمة المصرية تركت ظلالها على قطاع غزة "لأن مصر هي الرئة التي تتنفس منها غزة".
وحول تقييمه عمل معبر رفح بعد إعادة فتحه مطلع الأسبوع الجاري، أكد الدعاليس أن الأزمة لا تزال على أشدها في المعبر لكثرة المسافرين الذين يصل عددهم إلى 7 آلاف مواطن عالقين، "في حين أن معدل ما تسمح به السلطات المصرية هو عبور 300 مواطن يوميا فقط".
واعتبر أن فتح معبر رفح بصورة متقطعة في ساعات معدودة لا يحل الأزمة لمئات المواطنين الذين فقدوا مقاعدهم الدراسية وإقاماتهم، متمنيا أن تنظر مصر إلى البعد الإنساني للقضية وتكف عن التذرع بالحجج الأمنية وعطل الشبكات التي يمكنها التغلب عليها.
أما عن فريق المفاوضات وتوقع الحكومة نتائج ذلك المسار، فعقب الدعاليس: "المفاوضات لن تجني سوى المزيد من التنازلات وذلك يظهر خلال تجربتها لعشرات السنين".
ووصف إصرار رئيس سلطة رام الله على مسار المفاوضات بأنه مجرد أمنيات لن تعود عليه سوى بالذل، مبينا أنهم عقدوا عدة مؤتمرات والتقوا الفصائل لترسيخ رفض "الكل" لذلك الطريق، "لكن عباس ضرب بذلك عرض الحائط وما زال يمضي في طريقه".
وفي حال أي اتفاق فإن الدعاليس شدد على أن عباس لا يورط بذلك سوى نفسه، "لأن الشعب الفلسطيني صاحب الكلمة.. والحكومة في غزة ليست ملزمة بنتائج أي اتفاق بين الطرفين".
أما عن التسريبات الإعلامية التي تتحدث عن نية الحكومة إجراء تعديلات وزارية جديدة، فنفى الدعاليس علمه بتلك التعديلات، لكنه أكد أنهم يرتبون أوراقهم بين فينة وأخرى لما فيه مصلحة المواطنين وخدمتهم.