دمشق- غسان أبو حبل-الرسالة نت
بدا عليها الحزن الكبير، لكنها أيضاً عبرت مثل كل زوجات الشهداء العظام عن رضى تام بقضاء الله وقدره، وعن الارتياح بأن الله اصطفى زوجها ليكون بين الشهداء والصديقين..
إنها سميرة أبو رية، زوجة الشهيد القائد محمود المبحوح، من قرية كوكبة المحتلة عام 48، اقترنت به منذ عام 1983، وأنجبت منه ثلاثة بنات وولد.
"الرسالة نت" التقت بها لتكشف الجانب الإنساني في حياة زوجها، الذي كان محورا لقضية متدحرجة ككرة الثلج، وباتت الشغل الشاغل للعالم، واللعنة التي تلاحق الموساد وعملاءه.
نبأ الاستشهاد
وتصف زوجة الشهيد المبحوح زوجها بالمرح، يداعب أولاده، ولا يمل من مجالستهم رغم ساعات عمله الطويلة، ولم يعاقب أحداً من أطفاله بالضرب، وهذا يدلل على مدى الحنو الذي يتمتع به في بيته، كان ذو خلق رفيع، طيب المعشر، متفائل، ملتزم، ضحوك.
وعن موقفها عند سماعها لخبر استشهاده قالت أنها لم تصدق الخبر لأول وهلة عندما أخبرها بذلك الدكتور موسى أبو مرزوق، قائلاً أن محمود درجة حرارته مرتفعة وطلب منها أن تدعو له، فردت عليه قائلة: "أبو العبد استشهد من اللحظة الأولى، حتى ابنته الصغيرة قالت بابا شهيد، بابا لم يمت فهو ليس مريضا ولم يكن يعاني من أي مشكلة صحية، والحمد الله الذي شرفنا باستشهاده".
وعندما أكدت شرطة دبي نبأ اغتيال زوجها توجهت أم محمود بالشكر لله عز وجل على نعمة الاستشهاد، ووزعت الحلوى، وقالت: لقد أثلج صدري تأكيد نبأ استشهاده، فلا يليق بالمبحوح إلا أن يموت شهيداً.
وعما إذا كانت ترى أن استشهاد زوجها كان طبيعياً أم اغتيالا ردت بأنها متأكدة من استشهاده اغتيالا من اللحظة الأولى، وقالت " كان كخلية النحل لا يكل ولا يمل من العمل أبداً، وكان اغتياله نتيجة طبيعية، للأرق الذي كان يسببه للعدو".
محاولات الاغتيال
وذكرت أن عملية اغتيال المبحوح هذه لم تكن المحاولة الوحيدة فقد سبق أن تعرض لعدة محاولات اغتيال كانت آخرها بالسم ، وكانت في دبي أيضاً، بتاريخ 6/ 5 /2009.
وعن طبيعة عمله قالت أنها لم تكن تسأله عن مثل هذه القضايا مطلقاً، وأضافت: ما كنت أعرفه أنه رجل عسكري ومجاهد فقط"، وهو من ناحيته كان كتوما ولا يحدثها عن طبيعة المهمات التي يقوم بها.
وفيما يختص بعمليات التحقيق التي تجريها شرطة دبي حول جريمة اغتيال المبحوح وعما إذا كانت الشرطة قد اتصلت بها لطلب معلومات حول الشهيد ، قالت: "لم تتصل بنا كأسرة، ولا أعرف إن كانوا اتصلوا بحركة حماس، ولكني أعتقد أن هناك اتصالات بين الحركة وشرطة دبي في هذا الإطار.
وأوضحت أن شرطة دبي لم تطلعهم على أية معلومات سواء كانت خاصة لم تنشر في الإعلام أو غيرها, مؤكدة أن مصدر معلوماتها عن عملية التحقيق كانت من الإعلام شأنها شأن باقي الناس.
مطالبة بالقصاص
ونوهت إلى أنها بصدد تكليف محامين من منظمات دولية، وإنها أجرت اتصالات لهذا الغرض، حتى يتم متابعة القضية والحفاظ على حق أهل الشهيد بالقصاص.
وتقدمت أم العبد المبحوح بشكرها لشرطة دبي على جهودها في التحقيق في هذه الجريمة, مطالبة إياها بالكشف عن المزيد من الحقائق، والوصول إلى الفاعلين، وإلقاء القبض عليهم.
وأعربت عن أملها في أن تكون يد العدالة قادرة على القصاص من القتلة، وإذا لم يتحقق ذلك فإن دم زوجها أمانة في أعناق الشعب الفلسطيني، وسواء استطاعت شرطة دبي القصاص من القتلة أم لا.