قائد الطوفان قائد الطوفان

رياحها تهب من الشمال

"مجلس حرب" في دمشق و"إسرائيل" تقرع طبولها

باسم عبد الله أبو عطايا

 

صراع الدبلوماسية والسياسية والحرب سباق، سباق التحالفات والتهديد ، معركة يحشد فيها كل طرف قواه وحلفائه وكأنها الفاصلة ، ما بين إيران وإسرائيل اكبر من كونه تهديد ، أو سباق تسلح يتمثل في امتلاك إيران النووية التي تهدد سلم دولة الاحتلال على حد زعمه  ، انه صراع يحاول كل طرف فيه أن يثبت عدالة قضيته ويحاول كل طرف فيها إثبات أن الحرب هي حرب عقيدة " فإسرائيل " تحاول أن تقنع العالم بأنها تتعرض إلى حرب إبادة ، وإيران تتحرك من منطلق المعركة بين حق وباطل وبين الإسلام والكفر بغض عن النظر عن لون وشكل المذهب ،

 

وما كان "مجلس دمشق " إلا تأكيدا وتثبيتا لهذه الحقيقة ، ففي الوقت الذي تجوب فيه السياسة الإسرائيلية كل بقاع الأرض من شرقها لغربها من روسيا التي زارها نتنياهو لإقناع قادتها بوقف الدعم لإيران إلى الصين التي طلب منها عدم الوقف في وجه عقوبات إيران إلى أمريكا الجنوبية مرورا بواشنطن ودول أوربا والمعركة الدبلوماسية مستمرة ولا تتوقف .

 

الرد الإيراني جاء واضحا ومباشرا إذا كانت إسرائيل تطير إلى ما وراء البحار والمحيطات لجمع التأيد للضغط على إيران أو حصارها أو ضربها فان طهران تهبط في اقرب مكان يمكن أن يهدد امن إسرائيل ، سوريا لبنان فلسطين ، تركيا دول كلها تحيط بدولة الكيان وخطر تحالفها مع إيران اكبر بكثير من كل ما تجمع إسرائيل من تهديد

 

رياح الحرب ..شمالية

 

 

لقاء احمدي نجاد الرئيس الإيراني بكل من الأسد ونصرا لله وقادة فصائل المقاومة إربك حسابات "إسرائيل" والولايات المتحدة الأمريكية التي رأت في هذا اللقاء وتصريحات الرئيس السوري في المؤتمر الصحفي صفعة قوية لكل محاولات سحب سوريا من تحالف إيران حزب الله وفصائل المقاومة .

 

صحيفة ’معاريف’ العبرية في عنوانها الرئيسي الجمعة، رأت" إنّ رياح الحرب تهب من الشمال، وانّ الرئيس الإيراني نجاد استقبل في دمشق استقبال الملوك، وأن الولايات المتحدة تتهم إسرائيل بالاستفزاز، وأن نتنياهو لا يستطيع السيطرة على عاصفة الحرم الإبراهيمي التي تشعل الخليل.

 

وأضافت الصحيفة ’إنّه لو كان هناك مفاوضات مع سورية الآن، لما وصل نجاد إلى دمشق، وزال خطر الحرب، ولو بشكل مؤقت، وأنه لو كان هناك نوع من المفاوضات مع الفلسطينيين لما وقعت المواجهات في الخليل، ولكانت صورة إسرائيل أفضل في العالم، وكان بالإمكان عزل إيران، وتحييد الخطر الماثل من حزب الله وحماس’.

 

وحملت الصحيفة الحكومة الإسرائيلية مسؤولية التدهور الحاصل و  نتنياهو وباراك  بأنها يجعلان من إسرائيل غير مسئولة، وغير قادرة على التحدث مع أحد من أعدائها، ولا تستطيع الحفاظ على علاقات معقولة مع جيرانها.

 

وأوضحت الصحيفة أنّه بينما تستضيف دمشق الرئيس الإيراني وتعزز العلاقات بين البلدين، فإن رياح الحرب تهب من الشمال مرة أخرى، مقابل قرار متسرع من نتنياهو (ضم الحرم الإبراهيمي) يشعل الخليل، وينجح في إثارة غضب واشنطن.

 

وأبرزت الصحيفة أن نتنياهو لم يتعلم شيئا من مواجهات النفق التي وقعت في العام 1996 وأدت إلى استشهاد وجرح عشرات المواطنين الفلسطينيين برصاص جنود الاحتلال، وأنه يحاول تقليص الأضرار الناجمة عن ضم الحرم الإبراهيمي من خلال الادعاء بأنه لا يحاول تغيير الوضع الراهن.

 

  إيران تثبت جاهزيتها

 

إسرائيل تعيش أزمة خانقة داخليا ودوليا وباتت مكروهة حتى في أوساط حلفائها الغربيين الذين ضاقوا ذرعا بغرورها وصلفها وعدوانها المتكرر على الضعفاء في غزة وغيرها، ورفضها الاستفزازي لكل أطروحات السلام ومشاريعه، ولذلك تعيش حالة من التخبط إضافة إلى حالة الرعب التي تسيطر عليها من إحساسها بعدم القدرة على تتعايش مع قوة نووية في المنطقة تلغي تفوقها الاستراتيجي، كما أنها لا يمكن أن تقبل بكتلة إسلامية على حدودها تضم إيران وسورية وتركيا ولبنان والأردن تلغي التأشيرات، وتسمح لمواطنيها بالتنقل بالبطاقة الشخصية، وبما يؤدي إلى توسيع دائرة التبادل التجاري والمشاريع المشتركة.

 

كل التوقعات تشير إلى أن "إسرائيل" تستعد للحرب وأنها متوقعه قريبا فقد  كشف المحلل العسكري في صحيفة " معاريف "، أمير بوحبوط النقاب عن أنّ الجيش الإسرائيلي يستعد لمواجهة أخرى مع حزب الله، وذلك من خلال المناورة التي أنهاها الجيش يوم الخميس الماضي، والتي حاكت حربا على عدد من الجبهات في ظل سقوط الصواريخ على الجبهة الداخلية.

 

وقالت الصحيفة إنّ الجيش الإسرائيلي واصل نقل رسائل تهدئة إلى قوات الأمم المتحدة خلال المناورة الواسعة النطاق، وذلك لمنع اندلاع حرب حقيقية.

 

وأشارت إلى أنّ المناورة أجريت بقيادة رئيس هيئة الأركان، الجنرال غابي أشكنازي، وجرت دراسة إدارة القتال على كافة الجبهات، الجوية والبرية والبحرية، بناء على دروس الحرب العدوانية على لبنان وقطاع غزة. ونقل عن اشكنازى قوله إنّه يجب إبقاء الجيش جاهزاً وعلى أهبة الاستعداد.

 

وفي السياق ذاته، أشارت الصحيفة إلى أن وزير الحرب الإسرائيلي، إيهود باراك، قد اجتمع مع نظيره الأمريكي، روبرت غيتس، وأكد على أنه يجب لجم سباق التسلح الذي يقوم به حزب الله بدعم من سورية وإيران. وادعى باراك أن إيران تحاول تسخين الجبهة الشمالية من أجل تحويل الأنظار عن القضية المركزية، وهي العقوبات التي سيتم فرضها من أجل وقف البرنامج النووي الإيراني، عن طريق تحريك منظمة حزب الله اللبنانية، كما أكدت المصادر الأمنية في تل أبيب

 

أمريكا تخشى الحرب

 

"الإسرائيليون" يقرعون طبول الحرب، وإدارة أوباما تبدو غير قادرة على كبح جماحهم، وربما باتت أكثر اقتناعا بوجهة نظرهم في حتمية شن عدوان على إيران وسورية، وهذا ما يفسر تخليها عن عملية السلام، وإقرارها بحق "إسرائيل" في الاستيطان في القدس المحتلة، والتعاطي بطريقة لا مبالية مع حلفائها في السلطة الفلسطينية.

 

هجمة المسئولين العسكريين الأمريكيين على المنطقة ابتداء من مايكل مولن رئيس هيئة اركان الجيوش الأمريكية، وجوزيف بايدين نائب الرئيس، واللقاء الذي جمع روبرت غيتس وزير الدفاع الأمريكي ايهود باراك في واشنطن، وزيارة نتنياهو المتوقعة الأسبوع المقبل للعاصمة لواشنطن، كلها مؤشرات على اقتراب الحرب وليس ابتعادها.

 

لكن الحرب هذه المرة لن وتحت لواء هذه التحالفات لن تكون ضربة توجه إلى إيران وتنهى على غرار ضرب المفاعل النووي العراقي أو السوري إنما هي الحرب التي تخشاه " إسرائيل " ولا تستطيع دفع ثمنها حرب طويلة الأمد وعلى كل الجبهات حرب تطال قلب دولة الكيان وهذا ما لا تستطيع "إسرائيل" المغامرة فيه وما يجعلها تفكر ألف مرة قبل أن تأخذ قرار بإعلان الحرب

 

البث المباشر