قائمة الموقع

مقال: تساؤلات في ملف اغتيال عرفات

2013-11-13T09:24:18+02:00
م. أحمد أبو العمرين
م. أحمد أبو العمرين

قضية اغتيال عرفات وتسميمه شغلت الواقع الفلسطيني والعالمي منذ سنوات، وبعيداً عن الاهتمامات التقليدية في هذا الملف الشائك من قبيل من قتل ومن نفّذ ومن هو المسؤول..  فإنني أطرح -كفلسطيني- تساؤلاً آخر لا يقل أهمية عن كل هذه التساؤلات!  وهو إدارة ملف موت عرفات (أقصد حين وفاته) ثم إدارة ملف الاغتيال ومحاولة الكشف عن الجناة. 

فمنذ نقل عرفات من رام الله إلى فرنسا انحصرت كل معلومات حالة الرجل وتدهورها إلى إعلان خبر الوفاة، ثم حقوق وجود العينات ومقتنياته الشخصية التي ترتّب عليها بعد ذلك نتائج وحيثيات خطيرة، انحصر كل ذلك في شخصين اثنين وهما (زوجته وابنته) ! بل في شخصٍ واحد وهو زوجته باعتبار ابنته قاصراً.

وحتى عند التحقيق من قبل الجزيرة ثم من مؤسسات متخصصة في ظروف الوفاة الآن بعد 9 سنوات .. انحصرت أيضاً كل حقوق وأذونات الفحوصات في نفس الشخصين بحجة أنهما عائلته !

فكيف يتم حصر كل معلومات اغتياله وحقوق المطالبة بالتحقيق واستخراج العينات ورفع القضايا .. فقط في شخصين اثنين ؟؟ أليس عرفات شخصيةًً وطنية وزعيمَ أمة ؟؟ أليس رمزاً وطنياً لفلسطين والعرب وكل الأحرار في العالم ؟؟ ألم يقل يوماً ما بأنه "تزوج فلسطين" ؟ هل يُختزل كل هذا التاريخ في شخصين اثنين يتحكموا بهذا الملف الوطني والخطير وهما لا علاقة لهما أصلاً بفلسطين ولا بالوطن ولا بالثورة ولا حتى باللغة العربية ؟؟

وحتى باعتبارهم عائلته .. فهما لم  يقيموا معه أصلاً في وطنه وأرضه .. بل في فرنسا وأوروبا ؟؟  وكل ما يُساق من تبرير في هذا الشأن من أن هذا هو القانون الغربي بحكم سكن عائلته في فرنسا .. فلماذا يقبل النضال الفلسطيني بالبصمة الغربية في إخراج قضيتنا وحقوقنا الوطنية بهذا الشكل المُهين ؟!!

هل يقبل الشعب الفلسطيني الأصيل بهذه المهزلة التي يُهان فيها التاريخ الفلسطيني والثورة الفلسطينية المجسّدة في شخص أبو عمار ؟؟!!

وماذا لو تنازلت أرملة عرفات عن حقوق المطالبة برفع القضايا واتهام جهات بعينها كما فعلت قبل ذلك السلطة الفلسطينية بتنازلها عن تقرير جولدستون المُدين لإسرائيل ؟!!  هل تنتهي بذلك القضية ويُغلق هذا الملف الوطني الخطير؟؟ هل هذه هي قيمة القضية الفلسطينية في أذهان عرّابي النضال الفلسطيني المعاصر المجسّد في شخص عرفات ؟؟!!!

إن هذه القضية بهذا الإخراج البالي .. ما هي إلا ملخص لمشهد النضال الوطني الفلسطيني منذ عقود، هذا التاريخ الطويل الذي ينتهي بهذه المهزلة وذلك الضعف بحيث تتلاعب ب÷ أيدي أجنبية وأصابع خبيثة .. بعد أن فقد قادة  هذا النضال ورموزه الحاليين أي شرعيةٍ أو مبرر لوجودهم.

قد نختلف مع  دعاة الرمزية المطلقة لأبي عمار في القضية الفلسطينية .. لكنني أتحدث على الأقل بلسان من يعتبروه رمزاً للقضية الفلسطينية المعاصرة والنضال الفلسطيني والثورة الفلسطينية،، بل إنني أخشى أن كل ذلك ما هو إلا مهزلة تُستخدم فيه هاتان السيدتان بقصدٍ أو بدون قصد لشطب كل هذا التاريخ الطويل بجرّة قلم ، تستلزم من كل وطني غيور أن ينتزع هذا الملف الوطني والشعبي من يد سيدتين فقط مهما كانت لهما حقوق القرابة من أبو عمار ،، فهو شخصية تجاوزت هذه الاعتبارات التقليدية إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير على مستقبل قضية والتتسر على جناة ومجرمين في حقّ وطنٍ وشعبٍ وقضية.

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00