"المرافق الخفِيّ" رافق الجعبري بالدنيا والآخرة

مرافق الجعبري الشهيد محمد الهمص (أرشيف)
مرافق الجعبري الشهيد محمد الهمص (أرشيف)

غزة – الرسالة نت

في الحادي العشرين من شهر آب لعا1984م، كانت مدينة رفح مخرّجة الرجال على موعد مع ميلاد فارس تقدم صفوف القتال والدفاع عن حياضها.

محمد حامد صبحي الهمص المرافق الخفي لقائد كتائب القسام جناح حماس العسكرية أحمد سعيد الجعبري، ذلك الشاب الذي فاحت سيرته العطرة في أرجاء غزة وتمنى الجميع قربه وحبه.

نشأة مجاهد

نشأ محمد في أحضان عائلة ملتزمة تقطن حالياً منطقة الزيتون شرق غزة، تنحدر من قرية يبنا التي هُجّر أهلها عام 1948 كما باقي الفلسطينيين في نكبة التهجير، وانتقلت عائلته إلى مخيّم سُمّي باسم البلدة (مخيم يبنا) في محافظة رفح جنوب القطاع.

مسيرة تعليمية

تنقل الهمص في رحلته الدراسية بين مدارس المخيم يبنا التابعة لوكالة الغوث "الانروا" ليدرس الابتدائية والإعدادية في مدرسة ذكور رفح للاجئين، وانتقل بعدها إلى المدارس الثانوية وانخرط في صفوف الكتلة الإسلامية.

 ورغم انشغالاته الحقيقية إلا أن هذا لم يكن ليثنيه عن إكمال مشواره التعليمي بمثابرة وتميز، إذ التحق بعد تفوقه في الثانوية العامة بالجامعة الإسلامية ليتخرج من كلية التمريض عام 2004م، مما أهّله بعد ذلك ليدير جمعية النور للجرحى والأسرى.

يسعى في رضاهما

امتاز محمد بعلاقة طيبة وحميمة مع والديه يرتبط بينهم بالمحبة والعطف دائماً يسعى جاهداً لإرضائهما ومما شهدوا له به أنه كان إذا اشترى شيئاً جعل لوالديه نصيب وذلك يدل على حضور والديه دائما في الذاكرة من كثرة الحب والعشق الذي هو بينهما، وتمتع كذالك بعلاقة طيبة مع إخوته وأخواته.

تزوج الهمص من امرأة أنجب منها خمسة أولاد، ثلاثة صبية هم: حامد ووحيد ومشعل والأخير زرق به قبل سنة من استشهاده وجاءت تسميته تيمننًا بخالد مشغل، وله أيضاً ابنتان هما: جمانة وجنى.

التزامه الدعوي

أتاحت التربية الإسلامية الطيبة للشهيد أن تحدد له المعالم العامّة في الحياة ليختار طريقه الذي يحجم عنه الكثير، فانخرط منذ أيامه الأولى في صفوف حركة حماس وكان من أنشط الأشبال وشديد الغيرة على دينه وحركته.

منذ صغره .. عرفت قدماه الطريق إلى المساجد التي صبغت فكره بآيات الله، فترعرع ملتزما قل نظيره حتى شهد  له مسجدا الهدى بمدينة رفح والبراء ابن عازب بمدينة غزة حضوره صلاة الجماعة.

وحافظ الهمص على صيام النوافل وقراءة القرآن وفعل الخيرات، وكان من الملتزمين في جلساته الدعوية وجميع الأنشطة بل ومشاركاً في جميع  لجان المسجد بالعمل غير العلاقة الطيبة التي ربطت بينه وأصحابه في المسجد.

اتصاله بالجعبري

تأثر محمد باستشهاد أخيه الأكبر وحيد، الذي استشهد مع أربعة آخرين في غارة (إسرائيلية) على شاطئ غزة في ذات الوقت الذي قيل إنهم كانوا يخططون لعملية استشهادية.

ونظرًا لالتحاق محمّد المبكّر في صفوف كتائب القسّام، فقد كان استشهاد أخيه سببًا بأن يكون أكثر عزمًا ومضيًّا في ذات الطريق، وأتاح له فرصة بالتواصل المباشر مع الجعبري.

وأصيب الهمص في محاولة اغتيال للجعبري في بيته أدّت إلى استشهاد نجله محمّد والشهيد علاء الشريف.

وارتقى الهمص إلى العلا شهيدًا في عملية الاغتيال التي استهدفت السيارة التي كان فيها مع الجعبري في غزة عصر يوم الأربعاء الرابع عشر من شهر نوفمبر لعام 2012م.

البث المباشر