الرمحي: السلطة اعجز من ان تنتفض ضد الاحتلال
خريشة يدعو لثلاث انتفاضات ضد الانقسام والمفاوضات والاحتلال
شهاب: تجدد الانتفاضة سيشكل لطمة في وجه دعاة التسوية
الغول: انهاء الانقسام يُعجل انطلاق الانتفاضة
الرسالة نت - فايز أيوب الشيخ
رغم المحاولات المستميتة من أجهزة سلطة فتح لمنع خروج المسيرات الشعبية والتظاهر والاحتجاج ضد الإجراءات الصهيونية بالضم والتعدي على المقدسات الإسلامية، إلا أن مدينة الخليل انتفضت ومعها مدن الضفة الغربية، ما أنذر بالانتفاضة الثالثة التي دعت لها حركة حماس وفصائل المقاومة الحرة.
حماس القائدة
"الرسالة" استطلعت المشهد المتوقع لدى الفصائل الفلسطينية من اندلاع انتفاضة ثالثة ، فقال د. محمود الرمحي، أمين سر المجلس التشريعي الفلسطيني، "إن الشعب الفلسطيني شعب أصيل أثبت على مدى التاريخ أنه مرتبط بأرضه وبمقدساته بحقوقة وبثوابته(..) فكان في كل مرة يفاجئ العالم بانتفاضات رائعة كان أكبرها انتفاضة الـ87 ثم انتفاضة الأقصى، وما سبقهما في السبعينات من هبات شعبية عارمة في مناسبات مختلفة، إضافة إلى الهبة الشعبية لفلسطيني الـ48 في يوم الأرض وغيرها من المواقف البطولية لشعبنا".
واعتبر الرمحي أن تراكم الظلم الذي يُجر على الشعب الفلسطيني وخاصة التهويد المزعوم لمدينة القدس ثم بعد ذلك ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال إلى ما يسمى زيفاً بالتراث اليهودي ، "لاشك أن هذه عوامل تؤدي بالنهاية إلى الانفجار".
وعبر الرمحي عن أسفه لما قال عنها العوامل التي ربما تؤخر انطلاق الإنتفاضة الثالثة وهي " تضافر جهود الاحتلال وسلطة فتح عبر التنسيق الأمني ومنعها للمقاومة"، لافتاً أن الضفة عانت سنتين عجاف من حرب السلطة على المقاومة عوضاً عن حرب الاحتلال للمقاومين منذ العام 67 وحتى اليوم.
وأكد الرمحي أن الانتفاضة الثالثة قادمة لامحالة وإن كان تاريخها غير معروف بالضبط، لافتاً إلى أن تراكم الظلم المفروض على أهل الضفة من جهة ومن جهة ثانية إفلاس السلطة ونهجها التفاوضي والخروقات الصهيوينة التي ترافقها " سيؤدي حتماً إلى اندلاع انتفاضة ثالثة" .
المال السياسي والامتيازات
وعبر الرمحي عن اعتقاده بأن الشعب الفلسطيني "حينما ينتفض من أجل مقدساته وحقوقه وثوابته لن يطلب إذناً لا من سلام فياض ولا غيره"، مشيراً إلى أن السلطة تعتقد أنها بالمال السياسي الذي تجنيه قد صادرت قرار الشعب الفلسطيني.
وقال:"الانتفاضة ستفاجئ فياض وغيره ، فنحن بحاجة إلى انتفاضة حقيقية أولاً في وجه التنسيق الأمني وما آل إليه من قمع للمقاومة ومحاولة تصفية سلاح المقاومة، ثم في وجه هذا المحتل الذي يريد أن يستولي على أغلى ما لدينا في الوجود وهي مقدساتنا الإسلامية".
وبين الرمحي أن ما يُزعج قادة السلطة من اندلاع انتفاضة ثالثة" هو سلب الامتيازات الشخصية وبالتالي فهم يتمسكون بالمفاوضات والتنسيق الأمني مقابل هذه الامتيازات و على حساب القرار الفلسطيني والحقوق والثوابت "، مؤكداً أن السلطة بتركيبتها الحالية اعجز ما تكون عن ممارسة عمل انتفاضي ضد الاحتلال .
وعقب الرمحي على بعض التصريحات الخجولة من قبل بعض رجالات السلطة حينما يتحدثون فيها عن انتفاضة ثالثة قائلاً:" إن من يريد تدمير المقاومة ويعتقل رجالاتها ويجلس وينسق مع الاحتلال سيكون اعجز ما يكون عن أن يطلق انتفاضة ثالثة"، مضيفاً:"إن إسرائيل تعلم ماهي اليد التي توجع هؤلاء، وبالتالي سنرى بعد وقت قليل تراجع هذه الشخصيات عما كانت تقول في وقت سيعودون فيه للحديث عن المفاوضات المباشرة وغير المباشرة".
شعبية في ازدياد
وشدد الرمحي على أن شعبية حركته تزاد في الضفة الغربية ، وقال: "جاهل ومخطئ من يظن أنه بقمع المقاومة وملاحقة المقاومين وبالاعتقالات اليومية سيغيب حماس من صدور الناس، فهذه حركة لها جذورها وامتدادها ومقوماتها ولم تنطلق من فراغ".
وأكد أن شعبية حماس في الضفة لم تظهر على مستوى الهبة للحرم الإبراهيمي وما جرى من رفع لرايات حماس فحسب، بل هناك المسيرة الأسبوعية التي تخرج في بلدة نعلين التي يقام فيها الجدار، حيث لا نرى الإعلام يركز عليها وانما يركز بشكل موجه على بلدة بلعين فقط، لافتاً إلى أن من يسيرون المسيرات والانتفاضة ضد الجدار هم أبناء حماس، فقد قدمت الأخيرة حتى الآن ثلاثة شهداء من أصل أربعة شهداء ارتقوا خلال المواجهات .
وقال الرمحي:"الرايات الخضراء ستنطلق في كل مكان ، فالقضية بعد هذه السنوات تثبت أن هذا الشعب أصيل وينتمي لحركة حماس بأصالة".
وأشار إلى أن أبناء حماس اثبتوا على مدار التاريخ أنهم الأقدر على رفع رايتها خفاقة برغم من تنازلوا وتخاذلوا ، وقال "هناك في الضفة جمر يغلي في وجه الاحتلال وأذنابه".
ثلاث انتفاضات
أما النائب المستقل الدكتور حسن خريشة، فقد اعتبر أن ما يحدث من هبة جماهيرية في الضفة الغربية "رد فعل طبيعي وعفوي وحقيقي على ما يجري من اعتداءات على الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح وانتهاك يومي للمقدسات الإسلامية والقدس".
واعتبر أن كل هذه العوامل استفزازية للشعب الفلسطيني "تجعله بحاجة إلى ثلاث انتفاضات.. الأولى ضد حالة الانقسام ..والثانية ضد طلاق المفاوضات مرة واحدة.. والثالثة لكنس الاحتلال"، مشدداً على أن هذه الانتفاضات أصبحت مطلوبة عند المواطن العادي.
وأشار خريشة إلى أن هناك محاولات لمنع الشعب الفلسطيني من الانتفاض في وجله محتليه، مستشهداً بتصريحات سلام فياض حينما صرح خلال تضامنه الشكلي في الحرم الإبراهيمي قائلاً:"لن يجرونا إلى العنف"، في إشارة واضحة إلى عدم السماح للمد الشعبي بأن يتحول إلى انتفاضة"، مضيفاً "إن الشعب الفلسطيني لن يستأذن أحد حينما يريد أن ينتفض ضد الاعتداء على المقدسات الفلسطينية" .
ونوه إلى ما اسماها "مهزلة التهديد الصهيوني برفض منح بطاقات الامتيازات الشخصية للتسعة أعضاء من مركزية فتح "، فقال: "هذا مجرد تلميع، حيث أنه لا يمتلك هذا الإمتياز الشخصي إلا من يراه الاحتلال قادرا على القيام بمهام التعاون معه"، متمنياً على هؤلاء أن يرموا في وجه الإحتلال هذا الإمتياز الشخصي إذا كانوا يريدون أن يكونوا كغيرهم من أبناء شعبهم!.
وشدد على أن قسما كبيرا من الذين ذهبوا للصلاة في الحرم الإبراهيمي الجمعة الماضية "ذهبوا من أجل الدعاية التلفزيونية والإعلام"، مؤكداً أن من ينسق مع الإحتلال ويتخذ مواقف مساندة للإحتلال لا يمكن أن يصدقه شعبه، وقال:"الشعب الفلسطيني بطبيعته قادر على التفريق بين الغث والسمين".
لطمة في وجه دعاة التسوية
أما داوود شهاب القيادي بحركة الجهاد الإسلامي، فقد اعتبر أن الحديث عن انتفاضة ثالثة لا يعني أن انتفاضة الأقصى توقفت، وأضاف: "الحقيقة التي يجب أن ندركها جميعاً أن الشعب الفلسطيني كله في حالة صراع واشتباك مع العدو الصهيوني، وما حدث في الضفة الغربية ليس أكثر من تجدد وتصعيد للمواجهات في ظل الممارسات الصهيونية بحق المقدسات".
واعتبر أن ما يجري في الضفة هو انقلاب الصورة ، حيث أن العدو الصهيوني ظن أن الشعب الفلسطيني وهنت عزائمه وأن السلطة نجحت في طمس المقاومة بعمليات التنسيق الأمني والاتفاقات الأمنية التي تنفذها مع الإحتلال .
وشدد على أن انتفاضة الضفة " لطمة في وجه دعاة التسوية والكيان الصهيوني"، لافتاً إلى أن الأمور ستكون مرشحة لمزيد من التصعيد، قائلاً: "القادم سيكون أصعب".
ورفض شهاب باستخفاف التعقيب على رفض الإحتلال تجديد بطاقات الـ"vip" من بعض قيادات فتح، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني مصمم على انتزاع حقوقه وما زال قادراً على انتاج أشكال متعددة من النضال الذي يؤلم الكيان الصهيوني لإستعادة الحقوق الفلسطينية.
انهاء الانقسام
من جهته اعتبر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية كايد الغول، ما يجري في الضفة "يعكس حالة الانتفاض الشعبي الذي يجب على الجميع أن يدعمه" ، مؤكداً أن هذا يؤسس إلى انتفاضة ثالثة، خاصة أن الشعب الفلسطيني قد أدرك أن حكومة الكيان الصهيوني تصر على الانتهاك المتكرر للأراضي الفلسطينية والمقدسات وتريد تكريس سيطرتها على الأماكن المقدسة بما يقطع الطريق كليةً عن الحديث عن الدولة الفلسطينية .
ولفت الغول أن ما يمكن أن ينجح التحركات الشعبية للقيام بانتفاضة جديدة "هو انهاء الانقسام وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي ، ما يمكن أن يُعجل في إنطلاق الإنتفاضة الثالثة ويوفر لها فرص النجاح" ، مؤكداً تأييد حزبه لأي شكل من أشكال المقاومة الإحتلال، قائلاً: "يجب أن لا يتوقف الشعب الفلسطيني وقواه السياسية عن ممارسة أشكال المقاومة " .
وحول ممارسات سلطة فتح في منع قيام انتفاضة ثالثة بالضفة الغربية ، عقب الغول:" إن حركة فتح يفترض أنها تنظيم فلسطيني له أهدافه ومصلحتها في الوقت الحالي تقتضي دعم وإسناد أي تحركات شعبية من أجل التعبير عن رفضها لإجراءات الكيان الصهيوني ومقاومة هذه الإجراءات، وذلك لا يتأتي إلا بالتخلي عن الامتيازات الشخصية والتخندق مع الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال".
الجدير ذكره أن السلطة لم تفلح في تغييب رايات حماس الخضراء من أيادي الأشبال الذين يقودون المظاهرات، وحاول قادة السلطة الظهور بالتضامن الشكلي على وسائل الإعلام والتركيز في تغطية مباشرة لزيارة رئيس حكومة فتح سلام فياض للحرم الإبراهيمي الذي قال: " لن نسمح بجرنا إلى العنف".