قائمة الموقع

مقال: يالله نحكي بصراحة

2013-11-28T06:32:48+02:00
أ. وسام عفيفة
بقلم / أ. وسام عفيفة

هذا العنوان دعا إليه دولة رئيس الوزراء اسماعيل هنية خلال لقائه مع مجموعة من الكتاب والمحللين والاكاديميين -حضره صاحب هذا العمود- ولسان حال أبو العبد يقول: "أذن الحكومة معاكم.. تفضلوا، قدموا لنا اعتراضاتكم، ونصائحكم، وحلولكم، بصراحة ومباشرة، ليس فقط عبر الصحف والمواقع الإلكترونية".

ولأن الصراحة راحة، فلا شك أن لقاء من هذا النوع يوفر علينا الكثير من الصراخ واللطم، على رأي الزميل د. عبد الله السعافين الذي انتقد حفلات اللطم التي يعلن عنها جوقة ممن يكتبون في صحف ومواقع الضفة، وبعضهم من غزة، بين الفينة والأخرى تحت شعار غزة على وشك الانهيار.

رئيس الوزراء تحدث عن فلسطين المصالحة والشراكة والبيت، واستعرض ما طالنا بسبب ما يحدث في سوريا ومصر والإقليم بعد اتفاق جنيف بين إيران والستة.

كان يأمل ابو العبد ان يخرج من بين الحضور، من يحل لنا المعادلة الصعبة التي اصبحنا طرفا فيها عنوة وهي: "كيف يمكن الاستفادة مما يحدث في المنطقة ودرء المخاطر قدر المستطاع؟".

 لكن حديث ابو العبد خلص الى اننا مع المنطقة كلها نعيش أوضاعا غير مستقرة. يعني كلنا الان في "المرجيحة" إجباريا، وليس بالضرورة ان نستمتع "بالهز"، بل ربما "نتشقلب" على وقع كلمات أغنية مغن شعبي مصري: "الدنيا زي المرجيحة يوم تحت وفوق".

جيد ان ابو العبد عندما تحدث عن المصالحة نوه الى اننا جميعا مللنا هذا الحديث، وانا أضيف أن ذكر كلمة "المصالحة" أمام النساء الحوامل في فترة الوحام باتت تسبب لهن الغثيان والتقيؤ، ورغم ذلك أشار هنية الى حصيلة ما عرضته حماس على الرئيس محمود عباس بموافقتها على ان يكون رئيسا للحكومة- وفي نفس الوقت رئيسا للسلطة، ورئيسا لمنظمة التحرير، ورغم ذلك لازالت بعض النخب تطالب: "لحلحها كمان شوي يا ابو العبد".

وبعد كل الخوازيق المصرية التي تدق يوميا في قفا غزة وحكومتها، بسبب علاقة الفكر والنهج مع الاخوان المسلمين، الا ان هنية شدد على ان المصالحة لن تتم دون الرعاية المصرية، واتضح ان تصريحه حول العتاب بينهم وبين السلطات المصرية كلام خارج الصراحة، لصالح لغة المصالحة مع الشقيقة التي انقلبت علينا "ومع ذلك لا تزال حماس "حمالة الأسية"، حالها يصلح معه اهداء أغنية فايزة أحمد : " حمال الأسية، ظالمينك حبايبي، وبتنسى الأسية، حمال الأسية يا قلبي".

وفي سياق مداخلات وردود الأفاضل الحضور من الكتاب والنخب، وما دمنا نتحدث بصراحة، فبدل أن تقدم حلول وبدائل، تم تعقيد المفكك، وربطوا المحلول.

ومن يحملون حماس وحكومتها وزر علاقتها مع الإخوان نسوا المقولة الشهيرة: "عندما تمطر في موسكو يرفع شيوعيو العرب مظلاتهم".

الجميع يجيد التشخيص والتوصيف، لكن دون تقديم حلول جريئة، وكأن النخب، بحاجة لنخب اخرى كي تحصل منها على علاج لتشخيصهم.

البعض أغلقها في وجهنا، واخرون ينطبق عليهم المثل: ‫اسمـع كلامك اصدقك، اشـوف مقالاتك استعجب".

أخيرا، إن جاز لي ان أدلي بدلوي وبصراحة لرئيس الوزراء أقول: "ان العالم يحترم الأقوياء، ويحسب حساب من يمتلك أوراق ضغط، اما الطيبون وأصحاب النوايا الحسنة، فليس لهم مكان في عالم يحكمه قانون الغاب.

"عظم الله أجركم وأحسن الله عزاءكم في حفيدتكم."

اخبار ذات صلة