قال "مسيّر أعمال المفاوضات" صائب عريقات "إن حل جميع قضايا الحل النهائي، أمر ممكن خلال فترة الخمسة أشهر المتبقية من المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية".
وذكر عريقات، في لقاء مع دبلوماسيين أجانب في القدس الشرقية مساء أمس الجمعة، أنه "من أجل تحقيق ذلك، مطلوب من المجتمع الدولي توفير الحماية لهذه العملية التفاوضية".
وأضاف: "إعطاء فترة الأشهر الخمس المتبقية من المفاوضات الفرصة التي تستحق.. الأمر ممكن، إن حل قضايا الحل النهائي وهي القدس والحدود واللاجئين والمستوطنات والمياه والإفراج عن الأسرى، ممكن.. يمكننا التوصل إلى اتفاق إذا ما كان لدينا شريك في دولة إسرائيل يقول صراحة أنه يقبل بحل الدولتين على أساس حدود 1967.. إنه ليس مستحيلا وإنما ممكن ويمكن تحقيقه".
وتوجه عريقات إلى الدبلوماسيين قائلا: "ساعدونا على وقف الإملاءات وآلة القتل الإسرائيلية وأوقفوا المستوطنات واعملوا معنا".
وكشف عن وجود 16 لجنة تم تحضيرها بشكل جيد للمفاوضات. وتابع: "إنهم (الإسرائيليين) يعملون عمدا من أجل منعنا من التفاوض ومن ثم إلقاء اللوم علينا".
ومضى يقول: "خلال فترة 120 يوما تفاوضنا فيها، دمرت الحكومة الإسرائيلية الحالية 159 منزلا وقتلت بدم بارد 23 فلسطينيا وأعلنت الشروع في بناء 5992 وحدة استيطانية، وهو ما يعادل 3 أضعاف النمو الطبيعي في مدينة نيويورك الامريكية، وتقدمت بقوانين لتقسيم المسجد الأقصى وغيرها من الإجراءات والممارسات".
وخاطب عريقات الدبلوماسيين الأجانب بالقول: "لقد قلت لكم جميعا أن هذا التصميم من جانب الحكومة الإسرائيلية سيمنعني يوما ما وزملائي من الذهاب إلى طاولة المفاوضات"، مستدركًا: "لا أحد يستفيد من نجاح هذه المفاوضات أكثر منا كفلسطينيين، ولا أحد يخسر أكثر منا من فشلها، لقد التزمنا بالتفاوض لمدة 9 أشهر، ولكن يجب حماية هذه المفاوضات من حكومة تعمل من أجل المستوطنين وبأيدي المستوطنين، وأقول لكم إذا ما كان عدم الذهاب إلى المفاوضات سيحمي أرواح الفلسطينيين وأراضيهم فإننا لن نذهب إلى المفاوضات".
ولكنه أشار إلى أن "رئيس وزراء إسرائيل (بنيامين نتنياهو)، سمعته مؤخرا يقول إن الإفراج عن الأسرى مقابل الاستيطان، وهذا غير صحيح، وإذا ما كان الأمر كما يقول فنحن إذا أحرار في الانضمام إلى 63 مؤسسة دولية وبروتوكول ومعاهدة هذه الليلة".
وكان مسؤولون في السلطة الفلسطينية قالوا إن اتمام صفقة الأسرى التي أفرجت إسرائيل بمقتضاها مؤخرا عن العشرات من قدامى الأسرى جاء مقابل وقف توجه السلطة للانضمام في المؤسسات الدولية وليس مقابل الاستيطان.
وجدد عريقات رفض طلب إسرائيل الاعتراف بها دولة يهودية، وقال "هذا الاعتراف يعني تغيير حضارتنا وتاريخنا وهذا مستحيل أن يحدث"، مضيفا "نعترف بدولة إسرائيل فقط والاعتراف المتبادل يجب أن يكون بين دولة إسرائيل ودولة فلسطين".
واعتبر أن "نتنياهو يتحدث عن الدولتين، وفعليا فإنه يؤسس لدولة واحدة بنظامين".
واستأنف الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي، الثلاثاء الماضي، جلسات التفاوض بينهما بعد انقطاع لأكثر من أسبوعين على خلفية إعلان إسرائيل نيتها بناء 20 ألف وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية والقدس الشرقية، حسبما ذكر موقع اخباري إسرائيلي.
وأعلنت وزارة الإسكان الإسرائيلية، في الثاني عشر من الشهر الجاري، عن نيتها بناء 20 ألف وحدة استيطانية في الضفة، وذلك قبل أن يوقفها نتنياهو في وقت لاحق، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وكان الجانبان، الفلسطيني والإسرائيلي، استأنفا أواخر يوليو/ تموز الماضي، مفاوضات السلام، برعاية أمريكية في واشنطن، بعد انقطاع دام ثلاثة أعوام؛ جراء تمسك الحكومة الإسرائيلية بالاستيطان.
وتخلل المفاوضات منذ انطلاقها، إعلان إسرائيلي متواصل عن طرح عطاءات بناء في مستوطنات الضفة والقدس الشرقية، إضافة إلى حملة من الدهم والاعتقالات في أرجاء مختلفة من الضفة، وهو ما يراه مراقبون فلسطينيون بمنزلة "ضربة" للجهود الرامية لدفع عملية السلام، و"دليل على أن إسرائيل لا تريد أي نجاح لهذه المفاوضات".
القدس العربي