قائمة الموقع

قائد شرطة دبي: سنطلب أمرا بالقبض على نتنياهو

2010-03-03T08:08:00+02:00

دبي – الرسالة نت ووكالات

 

قالت قناة "الجزيرة" ان قائد شرطة دبي ضاحي خلفان تميم يعتزم السعي لاستصدار أمر للقبض على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتيناهو ورئيس جهاز المخابرات الاسرائيلي (موساد) فيما يتصل بقتل قيادي بحركة "حماس" الفلسطينية في الامارة. وكشف تميم لصحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية بأن 10 الآف كاميرا مكنت شرطة دبي من الكشف عن المتهمين بعد 20 ساعة من عملية الاغتيال.

 

وصرح تميم انه "سيطلب من النائب العام في دبي إصدار مذكرات ملاحقة بحق نتنياهو ورئيس الموساد." ولم يذكر تفاصيل. وفي وقت سابق قال خلفان انه "شبه متأكد" من أن عملاء اسرائيليين تورطوا في قتل محمود المبحوح القيادي بحركة المقاومة الاسلامية (حماس) في فندق في دبي في يناير كانون الثاني ودعا إلي القبض على مئير داجان رئيس الموساد إذا ثبت انه مسؤول.

 

وقال قائد شرطة دبي يوم الاثنين ان "موساد" "اساء" الى دبي والدول الغربية التي استخدم المشتبه بهم في إغتيال المبحوح جوازات سفرها المزورة. وفي وقت سابق من امس قالت صحيفة "ذا ناشونال" الاماراتية ان دبي طلبت من مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي تحري بطاقات ائتمان مدفوعة مسبقا صادرة في الولايات المتحدة استخدمها المشتبه بهم في قضية اغتيال المبحوح.

 

ونقلت الصحيفة عن مصدر في مكتب التحقيقات الاتحادي قوله إن التحقيق سيتحرى أيضا أي تورط اسرائيلي في قتل المبحوح. ونقلت الصحيفة عن شرطة دبي قولها "13 من 27 مشتبها بهم استخدموا بطاقات "ماستر كارد" المدفوعة مسبقا الصادرة عن بنك "ميتا بنك" الأميركي لشراء تذاكر الطائرة والحجز في الفندق".

 

وقال "ميتا بنك" انه اتبع الاجراءات المرعية عندما أصدر البطاقات. واضاف في بيان امس ان السلطات أبلغت البنك بأن المشتبه بهم استخدموا فيما يبدو جوازات سفر مسروقة للتوظف في شركات اميركية. ودفعت الشركات للموظفين بواسطة بطاقات مدفوعة مسبقا أصدرها "ميتا بنك" وبنوك اخرى.

 

وقال "ميتا بنك" انه اجرى مراجعة من جانبه للموضوع ووجد أنه إتبع جميع الاجراءات المصرفية والتنظيمية المطلوبة. واضاف ان المشتبه بهم الذي حددتهم السلطات لم يكونوا في أي قائمة قد تشير إلي تزوير في بطاقات هوياتهم.

 

واستخدم اعضاء فريق الاغتيال جوازات سفر بريطانية وايرلندية والمانية وفرنسية واسترالية مزورة. وقال سكان في اسرائيل يحملون نفس اسماء المشتبه بهم ولديهم جنسية مزدوجة إن بطاقات هويتهم سرقت فيما يبدو.

 

وقوبل استخدام جوازات سفر مزورة بانتقادات من الاتحاد الاوروبي واستدعت بعض الحكومات المعنية السفراء الاسرائيليين في دولها للاحتجاج.

 

وفي حديث هاتفي لـصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية كشف الفريق تميم تفاصيل كيفية تمكن شرطة الإمارة من جمع هذه الأدلة بصورة دقيقة وقاطعة، كما يقول، موضحا أن هناك أكثر من 10 آلاف كاميرا منتشرة في ضواحي دبي، بل لدينا أيضا سيارات مدنية تجوب الشوارع فيها كاميرات للمراقبة (...) لم نكن نتابع أحدا، ولم نكن ندري بأن هناك من يريد أن يقوم بعملية الاغتيال هذه، لكن عندما حدثت تمكنا من الوصول إلى التفاصيل الدقيقة وجمعنا خيوط العملية بالكامل".

 

وبحسب الفريق خلفان، فإن عملية الكشف عن المعلومات المتعلقة بالمتهمين الـ27 باغتيال المبحوح "تضمنت تحليل مئات الساعات من الأشرطة المسجلة، وكذلك متابعة نحو 300 سائق أجرة لمعرفة ما هي السيارات التي استخدمها المتهمون، ناهيك عن مراجعة سجلات نحو 15 ألف أوروبي يزورون دبي يوميا، من ضمن 48 مليون مسافر يزورون دبي سنويا".

 

واغتيل القيادي في حركة "حماس" محمود المبحوح في 19 كانون الثاني (يناير) بغرفته في فندق "البستان روتانا"، حيث تقول شرطة دبي إنها شبه متأكدة أنها عملية اغتيال نفذتها المخابرات الإسرائيلية (الموساد)، في الوقت الذي تنفي السلطات الإسرائيلية هذه التهمة.

 

وعلى الرغم من القلق الذي ساد أوساط المواطنين والمقيمين في أعقاب نشر تفاصيل عملية الاغتيال (27 فردا يأتون لدبي ويقتلون شخصا ويغادرون سريعا)، خاصة أن المدينة اشتهرت بأنها ملاذا آمنا للجميع، مما حدا بالبعض إلى ترديد أن شرطة المدينة لم تقم بعملها كالمعتاد، هذه المرة على الأقل، فإن الثقة عادت إلى مستوياتها الطبيعية في جهاز الأمن بعد التفاصيل المثيرة، ونوعية الأدلة التي أفصحت عنها السلطات المحلية، والتي ربما كانت الأولى من نوعها، كعملية استخباراتية، يتم الكشف عن أدلتها وعرضها على الجمهور بهذه الصورة.

 

ولكن كيف استطاعت شرطة دبي تجميع هذه الخيوط المتناثرة وجمعها في الأدلة التي قدمتها؟ يرد خلفان "البدوي ينظر للناقة في الصحراء ويعرف من أثرها أنها تابعة لمن، وعلى هذا الأساس، تمكنا من الوصول إلى تفاصيل العملية بعد 20 ساعة فقط من حدوث العملية"، مضيفا أن 20 من أفراد الشرطة "عملوا على تحليل تلك الأشرطة والأدلة للوصول إلى الحقيقة". سألنا الفريق خلفان: كم عدد الساعات التي تملكها شرطة دبي من تسجيلات للمتهمين؟ فرد قائلا: "لدينا 648 ساعة كاملة من الأشرطة المصورة لجميع المتهمين البالغ عددهم 27 متهما".

 

ووفقا لخلفان، فإن الشرطة بصدد الطلب من الفنادق وضع كاميرات مراقبة ذكية ومتطورة «حتى يتم تلافي أن يبقى أي مِن مَن تصورهم الكاميرات في مكانه ثابتا لفترة طويلة، عندها ستطلق الكاميرات إنذارا يتم من خلاله تنبيه من يقوم بعملية المراقبة (...) لن نتوقف عن متابعة التقنية المتطورة للوصول إلى حقنا في عدم السماح بمثل هذه التجاوزات".

 

ويبقى هناك سؤال آخر مهم، في ظل الكشف عن أكثر من 10 آلاف كاميرا منتشرة في الإمارة، كيف يأمن مقيمو وزوار المدينة على خصوصيتهم في ظل هذا الكشف الواضح لكل شاردة وواردة في دبي؟ "انتهاك الخصوصية في دبي محرم شرعا وقانونا". هكذا يرد الفريق خلفان، ويضيف "لا يوجد لدينا ما يمكن أن يقال عنه انتهاك لخصوصية الإنسان، حتى هذه الكاميرات وأدوات المراقبة لا تستخدم إلا في الحالات القصوى مثل عملية الاغتيال هذه، أما في الحالات الأخرى فلا أحد يطلع عليها أصلا، إلا أشخاصا محدودين جدا، لديهم خاصية الدخول على الأشرطة التي تسجلها الكاميرات على مدار الساعة، وما نسجله أصلا هو متاح للعين المجردة ومتاح لجميع الناس ما دام أنه يحدث في الأماكن العامة".

 

ويقول خبراء استخباراتيون إن منفذي عملية المبحوح، لا بد أن يكونوا قد أخذوا في اعتبارهم أن هناك كاميرات مراقبة ستقوم بتصويرهم، على الأقل عند قدومهم في المطار، وهو الأمر الذي يؤكده تنكر المتهمين في هيئات مختلفة، لكن ربما كان قرار نشر الأشرطة المسجلة على الملأ قد أثار دهشة الجميع.

 

وهنا يعود الفريق خلفان للتأكيد على أن ما قام به المتهمون من تنكر "كان أمرا متوقعا ولا جدال فيه"، لكن المسؤول الإماراتي يسخر من الطريقة التي تنكر بها "عملاء "موساد"، كما يقول خلفان.

 

ويضيف "أعتقد أن "موساد" يعيش خارج الزمن، بل إنه يعمل بطريقة تعود للوراء 20 عاما، فأسلوب وطريقة التنكر الذي قام به فريق الاغتيالات، أسلوب غبي وساذج، فلا يزالون يتنكرون بطريقة لبس الباروكة، وهناك من المتهمين مَن تنكر بلبس ملابس تنس بينما جسمه لا يساعد على مزاولة الرياضة أصلا، فكان واضحا أنه يقوم بعمل مريب، خاصة أنه كان يجلس في الملعب طويلا دون أن يبدأ في ممارسة اللعبة، كما أنه لا يجيد مسك مضرب التنس أساسا".

 

ويمضي خلفان بالقول ساخرا: "إذا أراد "موساد" أن يتعلم كيف التنكر وتغيير الأشكال، نستطيع أن نرسل لهم مدربا من شرطة دبي ليعلمهم الطريقة الصحيحة في استخدام أساليب أفضل في التنكر".

 

ويؤكد الفريق خلفان أن المبحوح عندما سافر إلى دبي في الـ19 من الشهر الماضي "اشترى تذكرته قبلها بيوم واحد (في الـ18)، فيما وصل فريق الاغتيال في نفس اليوم، وهو ما يؤكد أن هناك من سرب سرّ سفر المبحوح إلى دبي إلى تلك الفرقة، وهذا السر بالتأكيد لا يعرفه إلا أقرب المحيطين بالمبحوح".

 

ويواصل الفريق خلفان سخريته من طريقة عمل "موساد" الإسرائيلي بالقول: "يتفاخر المقربون منهم بأن فرقة الاغتيال استطاعت أن تقفل الباب على المبحوح من الداخل، وهذه طريقة ليست بالمعقدة ويستطيع الكثيرون عملها، بل إننا أحضرنا أحد ضباط شرطة دبي وقام بنفس العملية من إغلاق الباب من الداخل، فهل هذا الأمر يستحق أن تتفاخر به بعض الأطراف عن عمل الموساد؟".

 

واستطاعت دبي الكشف بسرعة عن أسماء وصور من تقول إنهم متورطون باغتيال المبحوح، في حين استمرت شرطة دبي في الكشف عن تفاصيل أخرى من وقت لآخر، وبدا أنها اعتمدت بصورة كبيرة في عرض هذه التفاصيل، على منظومة الكاميرات التي تغطي كافة مواقع دبي، من المطار مرورا بالشوارع الرئيسية وصولا إلى مجمعات التسوق والفنادق والشقق السكنية، وحتى مواقف السيارات، وهو ما حدا بالبعض إلى تسمية الشريط الذي بثته شرطة دبي، بأنه جزء من تلفزيون الواقع، وسط متابعة عالمية أرادت أن ترى على أرض الواقع قصة تروي باختصار: اغتيال جهاز مخابرات لشخص واحد من قبل فرقة يبلغ عددها 27 شخصا.

 

المصدر : الجزيرة نت

اخبار ذات صلة