قائمة الموقع

سوق فراس الشعبي.. أصالة تجارية تعاني الركود

2010-03-03T08:33:00+02:00

 

غزة _ رائد أبو جراد   

سوق فراس الشعبي وسط مدينة غزة، حيث تجد للأصالة التجارية مكاناً وللبحث عن لقمة العيش متسعاً في ظل الواقع الاقتصادي الصعب لدي 90% من سكان قطاع غزة يعانون الفقر والبطالة، ويضطر العديد من الغزيين للعمل في سوق فراس عبر فرش بضائع قليلة والاسترزاق من بيعها للمواطنين.

وأصبح المواطن الغزي المنهك بمتطلبات الحياة المتزايدة يعاني ملاحقة شرطة البلديات وتضييق بلدية غزة على الباحثين عن لقمة العيش التي باتت صعبةً للغاية في ظل الحصار الخانق، دون النظر إلى حالة المواطنين المأساوية.

بينما كان المواطن الخمسيني عصام سليم يفتتح محله التجاري الواقع وسط سوق فراس ليبدأ يوماً جديداً في البحث عن لقمة العيش التي باتت صعبةً في ظل الحصار المفروض على القطاع، قائلاً: "منذ عام وحتى الآن ووضع السوق صعب للغاية، صحيح أن البضاعة متوفرة لكن الحصار والوضع العام غير مستقر".

ويؤكد سليم وهو بائع مواد غذائية أن الإقبال على التسوق قليلاً بعد الانتقال إلى سوق اليرموك، مبيناً أن الطلب والعرض على المنتجات في السوق تزيد يوم الجمعة بسبب إجازة الموظفين أما في الأيام العادية فإن حركة البيع تضعف كثيراً.

 تعديات

وأضاف البائع الغزي للرسالة:"للأسف رغم قلة البيع تأتي بلدية غزة لتضيق علينا في رزقتنا ويطالبوننا بإزالة بضائعنا باعتبارها تعديات على الشارع الرئيسي للسوق، في ظل عدم توفر رواتب إلا في بداية كل شهر وتكدس بضائع الأنفاق في الأسواق بشكل كبير رغم ضعف الإقبال".

أما الشاب عيسى أبو عاصي 26عاماً وهو تاجر أدوات  ولوازم بناء قال: "منذ إغلاق المعابر كثير من البضائع غير متوفرة ولو توفرت عبر الأنفاق مرتفعة الثمن، بعكس البضائع القادمة عبر المعابر".

ويوضح أن العرض والطلب على السوق انخفض تدريجياً نتيجة لاستمرار الحصار وإغلاق المعابر، مبيناً أن السوق ينهض وتحدث فيه حركة مشهودة لمدة 3 أيام فقط، وبعد انتهاء عملية صرف هذه الرواتب للموظفين ينخفض إقبال المستهلكين على السوق .

وأضاف الشاب أبو عاصي الذي انهمك في ترتيب بضائعه استعداداً لبدء يوم عمل جديد: " البلدية هي الأخرى تضيق علينا مرة بإزالة البضائع وسحبها ومرةً أخرى بمطالبتنا بدفع ضرائب ومخالفات لم نكن ندفعها سابقاً، وأن قيامها بنقل يومي الجمعة والسبت إلى سوق اليرموك أثر كثيراً على نسبة الإقبال على سوق فراس".

ولم يختلف حال العامل نبيل نصار خمسون ربيعاً عن سابقيه، حيث جلس أمام محل الملابس المستعملة الذي يعمل فيه منتظراً إقبال المواطنين ليبدأ مشواره التجاري المتواصل باحثاً خلاله عن لقمة عيش أسرته.

وقال نصار وعلامات اليأس من الحالة الاقتصادية الصعبة بدأت تتسم على وجهه:"لا يوجد مقارنة بين سوق فراس في السابق والوقت الحالي بسبب الحصار وعدم توفر بضائع، حيث كنا نجلب البضائع عبر المدن المحتلة عام 48 بأسعار قليلة واليوم نضطر لشرائها من غزة وعبر الأنفاق بأسعار مرتفعة بنفس سعر الملابس الجديدة".

وأشار إلى أن معظم تجار السوق كانوا يعتمدون سابقاً على يومي الجمعة والسبت في عمليات بيعهم نتيجة للازدحام الشديد وإقبال المواطنين الكبير، مستطرداً: "لكن اليوم لا يوجد إقبال بسبب نقل هذين اليومين من قبل البلدية لسوق اليرموك وأصبح هناك ركوداً اقتصادياً كبيراً في فراس".

الحالة الاقتصادية الصعبة

وذكر أنه يقوم كل يوم ببيع ملابس جديدة لكن الناس يضطرون لإرجاعها بسبب ارتفاع أسعارها والحالة المادية الصعبة التي يعانون منها، لافتاً إلى أن الحالة الاقتصادية صعبة في كافة أسواق القطاع وليس على قدر سوق فراس لوحده.

أما الثلاثيني ماهر الشوبكي وهو تاجر خضار فقد وضع بسطة وسط أرضية السوق، رغم اعتبار البلدية للأرض التي يقف فيها البائع تعدياً على الشارع.

ويقول الشوبكي:" وضع السوق صعب للغاية على المواطنين في ظل استمرار الحصار، ونحن كتجار نتعاطف مع المواطنين ونخفف الأسعار عليهم ونراعي ظروفهم الصعبة".

ويرى بدوره أن الإقبال ضعيف عموما ما عدا يوم الجمعة نتيجة إجازة الموظفين وغالبية المواطنين.

ويشاركه الرأي زميله أبو محمد وهو الآخر بائع خضروات من بيت لاهيا شمال القطاع مشتكيا من أن أنه يدفع ما يجنيه تراخيص سنوية للبلدية، إضافة إلى الرسوم اليومية للبضائع.

وانشغل العشريني رامي شيخة في فرم اللحوم المجمدة عبر ماكينة كهربائية خاصة بذلك شغلها باستعمال مولد كهربائي في ظل الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي في محل بيع الدواجن واللحوم الذي يعمل فيه وسط سوق فراس.

وقال شيخة لـ"الرسالة" :"اعمل هنا منذ عامين وكان السوق سابقاً جيداً ونشيطاً في كل يوم، وكان إقبال المواطنين كثيفاً على الشراء(..) لكن اليوم للأسف الطلب والعرض على بضائع السوق انخفض تدريجياً ليس بسبب عدم توفر بضائع بالعكس البضائع مكدسة في سوق فراس لكن الوضع المادي للمواطن الغزي هو السبب في ذلك".

وأشار إلى أن عمل السوق لم يعد كسالف عهده، موضحاً أن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي أثر كثيراً على عملهم، واضطرهم لاستعمال المولدات الكهربية لمواصلة العمل.

اخبار ذات صلة