استبعد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، عدوانا إسرائيليا قريبا على قطاع غزة رغم التهديدات الإسرائيلية المتكررة ضد القطاع، مشيرا في الوقت ذاته إلى إمكانية اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة في ظل الظروف الراهنة في الساحة الفلسطينية، واصفا في سياق آخر علاقة حكومته بالسلطات المصرية الراهنة بأنه يشوبها "خلاف عائلي".
وقال هنية في تصريح صحفي لصحيفة فلسطين المحلية : "يجب أن نتوقع الأسوأ من الاحتلال الإسرائيلي، ولكني أستبعد عدوانا قريبا على غزة"، معتبرا أن اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة "أمر غير مستبعد" في ظل تواصل الاعتداءات الإسرائيلية والاستيطان في الضفة الغربية والتهويد في مدينة القدس المحتلة وكذلك الحصار الخانق على قطاع غزة.
وتابع قائلا: "الوقائع الراهنة تشبه ظروف اندلاع انتفاضة الحجارة، فهناك تراجع في القضية الفلسطينية على المستوى العربي والدولي، وهناك حصار وغليان في الضفة الغربية، وهناك في الداخل المحتل عام 48 قانون برافر، لذلك ليس مستبعدا أن تنطلق انتفاضة ثالثة ربما بشكل آخر أو من نوع آخر، لكن هذا الشعب لن يستسلم".
وعلق رئيس الوزراء على إطلاق السلطة الفلسطينية حملة أمنية في مدينة نابلس تزامنا مع زيارة مقررة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري للمنطقة قائلاً: لسنا مرتاحين للإجراءات الأمنية ضد شعبنا في الضفة الغربية، وخاصة حينما يكون الهدف منها هو ضرب عناصر الصمود وملاحقة المقاومة".
وأضاف: لسنا ضد أن يكون هناك سياسة أمنية تحمي المواطن وتحمي الوطن وتحافظ على سيادة القانون ولكن حينما تنتقل إلى أن تصبح سياسة لحماية الاحتلال ولضرب المقاومة تحت عناوين مختلفة فنحن ضدها"، واصفاً تزامن الحملة مع زيارة كيري بأنه "غير محمود"، ومضى يقول: "نحن ندعو إلى حماية الإنسان الفلسطيني من تغول الاجهزة الامنية وحماية الأرض من الغول الاستيطاني وإلى حماية البرنامج السياسي بالوحدة الوطنية".
وعبر هنية عن ارتياحه للقاءاته الأخيرة مع قادة فصائل العمل الوطني والإسلامي والكتاب، ومضى يقول: "اتسمت اللقاءات بالجدية والمسؤولية والانفتاح والحرص وتبادل الرأي وعززت الثقة وفتحت الباب أمام الشراكة، وإن كان من بوابة الرأي الآن، لكننا نسعى لتطوير الشراكة لنحولها من الرأي إلى المساهمة في تحمل المسؤولية الوطنية".
وفي سياق آخر، أكد هنية استمرار مساعي الحكومة لحل أزمة الكهرباء في قطاع غزة.
وقال: "هناك حراك جدي على هذا الصعيد، وآمل أن يكون له نتائج، ولكن لست من الذين ينثرون الوعود دون أن أملك شيئا في يدي".
واكتفى رئيس الوزراء بوصف علاقة حركة حماس والحكومة الفلسطينية بالسلطات المصرية في الوقت الراهن بأنه يشوبها "خلاف عائلي".