بطيئة هي الدقائق التي مرّت على الطفلة رانيا في انتظار لحظة وصول والدها عادل صادق، والافراج عنه بعد قضاء (10 أعوام) -عدد سنين عمرها- في سجون الاحتلال.
واعتقلت قوات الاحتلال صادق عام 2003م على حاجز أبو هولي بعد 26 يوما من زفافه بتهمة الانتماء لسرايا القدس –الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- وحملت زوجته برانيا قبل اعتقاله وأنجبتها وهو داخل السجن.
لحظات اللقاء كانت حارة بين الوالد وطفلته ولم تشأ رانيا أن تفارق والدها حتى في سرداق استقبال المهنئين فتقف إلى جواره تحدق النظر في القادمين إلى ما وصفته بعرس الحرية لوالدها.
ولا تكترث الطفلة بطول الوقت الذي تقضيه وقوفا بجوار والدها, فالموقف أعظم وفوق كل اعتبار للبحث عن الراحة في هذا اليوم.
تقول رانيا "أنا فرحت كثير لما طلع والدي من السجن وأخذته بالحضن، وسأبقى إلى جواره طول الوقت".
"هاليوم أحلى من يوم ميلادي" بهذه العبارة بدأ المحرر عادل صادق حديثه عن شعوره بإطلاق سراحه، ووقوفه بين يدي عائلته وأقرانه.
ويصف المحرر لحظات اللقاء مع عائلته بالرائعة, ويقول لـ"الرسالة نت"، "هذا ما كنت أنتظره منذ 10 سنوات، أن اجتمع مع عائلتي لأطفئ نيران الاشتياق في قلبي التي أشعلها فراق السنوات خاصة لطفلتي رانيا".
والدا المحرر صادق لم يسعفهما تقدمهما في السن وما ألمَّ بهما من آلام للخروج إلى معبر بيت حانون واستقبال ولدهما في المعبر, وبقيا ينتظران وصوله إلى المنزل.
ومع دخول صادق لمنزله خرّ الوالدان ساجدين شكرا لله على الافراج عنه, وسبقت دموع الوالدين أيديهما التي امتدت لاحتضانه.
ورغم فرحة الوالد بالإفراج عن ابنه إلا أنها منقوصة حسب وصفه نظرًا لبقاء الآلاف من الأسرى والأسيرات والمرضى داخل سجون الاحتلال.
وبدا السبعيني صادق متحسسا لوجود أسيرات فلسطينيات داخل سجون الاحتلال "الاسرائيلي", مطالبًا المخلصين والوطنيين بالعمل من أجل الافراج عن الأسيرات والأسرى المرضى.
ودعا المقاومة بأن تجعل قضية الأسرى على سلم أولوياتهم للتخفيف من معاناتهم ومعاناة ذويهم.
ويصف المحرر صادق أوضاع الأسرى داخل السجون بالمأساوي, مشددا على أنه سيعمل على توصيل رسالتهم بأمانة عبر وسائل الاعلام والحديث مع كل الفصائل الفلسطينية عن أولوية هذه القضية.
وثمّن على جهد رئيس السلطة محمود عباس وأي جهد يفضي إلى إطلاق سراح الأسرى من السجون, مستدركا بالقول "لكن ما مصير أصحاب المحكوميات العالية والمؤبدات ولا يفل الحديد إلا الحديد".
ورجح المحرر بأن يلجأ في الفترة المقبلة للعمل في مجال شؤون وحقوق الأسرى, مبينا بأنه كان جزءا من المعاناة وهذه الشريحة، وواجب عليه أن يبقى معها يحمل همها ويدافع عنها –وفق قوله-.