في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 1987 دهست شاحنة يقودها (إسرائيلي) من "أشدود" سيارة يركبها عمال فلسطينيون من جباليا-البلد متوقفة في محطة وقود، أدى ذلك إلى استشهاد أربعة أشخاص وجرح آخرين.
واكتفت الإذاعة العامة العبرية آنذاك بإعلان الخبر دون أن تركز عليه، لأنه كان عبارة عن حادث يشبه العديد من الحوادث المماثلة. وفق رأيها.
وخلال جنازة الشهداء في اليوم التالي اندلعت مواجهات، ألقى الفلسطينيون خلالها الحجارة على موقع للجيش (الإسرائيلي) في جباليا، ورد الجنود بإطلاق النار دون أن يؤثر ذلك على الحشود.
وأمام ما تعرض له من الحجارة وزجاجات "المولوتوف" طلب الجيش الدعم، وهو ما شكل أول شرارة للانتفاضة.
ومع تصاعد وتيرة الأحداث، أعلن إسحق رابين خلال كلمة في الكنيست (الإسرائيلي) فرض القانون والنظام في الأراضي المحتلة، وأضاف قائلاً "سنكسر أيديهم وأرجلهم لو توجب ذلك".
ووصلت الانتفاضة أعلى مستوى لها في شهر فبراير/شباط عندما نشر مصور (إسرائيلي) صور جنود يكسرون أذرع فلسطينيين باستحدام الحجارة في نابلس عملاً بما هدد به رابين.
وأطلق عليها الفلسطينيون اسم "انتفاضة الحجارة" لتعبر عن مدى التفاوت الواضح في قوة الجيش (الإسرائيلي) بسلاحه الآلي ومدافعه المتعددة أمام طفل أو شاب فلسطيني يحمل حجرًا.
واستشهد خلال الانتفاضة حوالي 1300 فلسطيني على يد الجيش، كما قتل 160 (إسرائيليّا) على يد المقاومة الفلسطينية.
ويصادف اليوم الذكرى السادسة والعشرين للإنتفاضة الفلسطينية الأولى التي أطلق عليها "انتفاضة الحجارة".