يبدو أن تداعيات الخلاف بين ياسر عباس نجل الرئيس الفلسطيني ووزير الخارجية الاماراتي عبد الله بن زايد لن تقف عند غضب الأخير وحسب، فقد أخذت منحى متمثلا بتجميد اهتمام الإمارات بعقد مصالحة بين القائد الفتحاوي المقيم في أبو ظبي محمد دحلان ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
ويقرأ مراقبون التسريبات عن دحلان بأنه بات يدعو لـ"مصالحة وطنية" على أسس تقبلها حركة فتح، ويقبلها القيادي سمير مشهراوي، حليف دحلان الاستراتيجي ومفوضه بإدارة المصالحة، بأنه "قوة في موقف دحلان مقابل هشاشة موقف ندّه عباس".
ويظهر ضعف موقف عباس، حسب المراقبين، عبر الحجج التي بات يستخدمها الرئيس في حديثه لوسيط المصالحة الذي أعلن انسحابه منها غسان الشكعة، إذ رفض عباس المضيّ بمصالحته مع دحلان متذرعا بتهديد الأخير لعائلته وأولاده.
وكان الشكعة قد أعلن توقفه عن اتخاذ أي خطوة في إطار مصالحة عباس ودحلان لما اعتبره عدم رغبة الطرفين في إتمام المصالحة.
ويظهر أن عباس فوت على نفسه والسلطة فرصة المصالحة بإرساله نجله للحوار مع وزير خارجية دولة الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد، الأمر الذي ستدفع السلطة تبعاته بخسارتها للدعم الإماراتي المقدّر بـ (70 مليون دولار سنويا)، حيث تصر دولة الإمارات على تجاهل عباس.