قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: القاعدة في الضفة .. خلايا وهمية أم نائمة

 عماد زقوت
عماد زقوت

بقلم/ عماد زقوت

هل لتنظيم القاعدة موطئ قدم في الضفة الغربية؟! تساؤل أثير في الفترة الأخيرة، خاصة بعد تحدث وسائل الإعلام الصهيونية أن الشهداء الثلاثة الذين تم اغتيالهم في الخليل جنوب الضفة يتبعون للسلفية الجهادية التي تتبنى فكر تنظيم القاعدة، وما زاد التساؤل إلحاحا أمران اثنان، أولهما قيام أجهزة أمن السلطة بعد عملية الاغتيال بقليل باعتقال قرابه 20 فلسطينياً قالت إنهم يتبعون للسلفية، والثاني صدور بيان قيل إنه عن جماعة بيت المقدس قالت فيه: "أنه أصبح للسلفية الجهادية موطئ قدم في الضفة المحتلة وإنها ستتصدى للاحتلال والسلطة على حد سواء"، والغريب في الأمرين الذينِ ذكرت أن أجهزة أمن السلطة سربت خبر الاعتقالات لقناة فرانس 24 وهي قناة فرنسية وبذلك أرادت السلطة طمأنة الأوروبيين بأنها تقف سداً منيعاً ضد تسرب فكر القاعدة للضفة الغربية القريبة جغرافياً من الكيان الصهيوني.. وأن تتحدث جماعة بيت المقدس عن جود رجال لها في الضفة بهذه السرعة ففي ذلك علامات استفهام.. وليس مستغرباً أن يُضخم الاحتلال الصهيوني الحادثة إعلامياً لتحقيق مكاسب سياسية وميدانية على الأرض وفي ذلك أشار موقع والا العبري واسع الانتشار في الكيان أن تمكن السلفية الجهادية في الضفة مسألة وقت وذلك مرتبط بالأحداث الجارية في مصر وسوريا والعراق وقال أن آلاف الفلسطينيين في الضفة ينتمون للفكر السلفي ولكنهم لا يعملون ضد اسرائيل وزعمت وسائل الإعلام الصهيونية أن مجموعات سلفية تعمل في الضفة على حساب حركتي حماس والجهاد الاسلامي بعد الحملات الأمنية التي تشن ضدها، واهتم الإعلام الصهيوني إلى تصدير الحديث عن تلك الجماعات أنه ليس لها قائد معروف أو حتى مسئولون من أصحاب متخذي القرارات في الضفة الغربية، وبحسب خبراء أمنيين يستغل العدو تلك الثغرة للدخول إلى عناصر الجماعات السلفية والتحكم فيها. وهنالك رأي راجح أن الاحتلال الصهيوني يريد من وراء ذلك إقناع الدول الغربية وعلى وجه التحديد الاتحاد الأوروبي بضرورة السيطرة على كامل أراضي الضفة المحتلة وعلى أقل تقدير الأراضي الأكثر حيوية ومنفعة للصهيونية، ويأتي ذلك متزامناً مع الترتيبات الأمنية المشتركة بين السلطة والاحتلال برعاية أمريكية والتي ينتج عنها سيطرة كاملة للاحتلال على غور الأردن والإحكام على مدينة القدس وفي ذلك تفرح السلطة بـ40% أو يزيد قليلاً من أراضي الضفة الغربية المحتلة.. وبذلك نتنبه إلى أن السلطة برئاسة أبو مازن تعمل مع قوات الاحتلال على أعلى المستويات لتضخيم فكرة السلفية الجهادية حتى يتسنى لهما تحقيق ما يتفاوضان عليه، و هذا ما أكده بعض الأهالي في مدينة الخليل أن السلطة استدرجت الشباب الفلسطينيين الثلاثة الذين قيل أنهم يتبعون للسلفية الجهادية حتى يتحقق اغتيالهم على يد القوات الصهيونية. يبقى لنا أن نقول أنه لا يهمنا كثيرا هل تنظيم القاعدة في الضفة هو عبارة عن خلايا وهمية أم نائمة ولكن علينا الوقاية بأنفسنا من الخبث المخابراتي الصهيوني، ولنا ضرورة المعرفة والفطنة من أن هناك أمراً ما يحاك في الغرف المظلمة التي تريد لشعبنا الفلسطيني أن يبقى يدور في دائرة التساؤلات بعيداً عن دائرة الفعل والعمل، وفي ذلك مسئولية تقع على عاتق فصائل العمل الإسلامي والوطني التي آن لها أن تعلن بشكل واضح وصريح وليس بالقول وإنما بالفعل أنه على رجالات السلطة وتحديداً أزلام الأجهزة الأمنية هناك بأن ترفع يدها عن المقاومة لأنها أصبحت مقصورة على المخلصين من أبناء شعبنا ولن تتجاوز إلى هؤلاء والمفاوضات لهم ولن تتجاوزهم إلينا..

البث المباشر