يجري السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد لقاء مع المعارضة السورية في إسطنبول اليوم، وذلك في وقت قالت فيه مصادر من المعارضة إنها تلقت رسالة من الدول الغربية تفيد بأن مؤتمر جنيف2 قد لا يفضي إلى خروج الرئيس بشار الأسد من السلطة، في حين تعهدت السعودية بدعم المعارضة ماليا وعسكريا.
ومن المرتقب أن يلتقي فورد وفدا من أعضاء من المجلس الوطني الذي يعد أكثر هيئة معارضة في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، لدخول مفاوضات مؤتمر السلام الدولي بشأن سوريا المعروف باسم ’جنيف2’ والمقرر عقده في الثاني والعشرين من الشهر المقبل في بلدة مونترو السويسرية بسبب عدم وجود فنادق شاغرة في جنيف.
وقال رئيس المكتب الإعلامي في ائتلاف المعارضة السورية خالد الصالح للجزيرة من إسطنبول إن عنوان اللقاء هو الوضع الميداني المتدهور في سوريا وخاصة تصعيد قوات النظام حملته بالبراميل المتفجرة على حلب وفي أماكن أخرى.
وأكد الصالح أن المعارضة تعيد تقييم الوضع بشأن جنيف2، موضحا أنه إذا فشل الغرب في إيقاف القتال قبل المؤتمر فكيف للآخرين أن يعولوا عليه، وأشار إلى أن جنيف2 سيكون مجرد إعطاء مزيد من الوقت للنظام السوري.
وشدد الصالح على أن مشاركة المعارضة في المؤتمر مرهونة بضمان عدم وجود أي مكان للأسد في المرحلة الانتقالية.
وكانت دمشق قد أعلنت رسميا مشاركتها بمؤتمر جنيف2 مؤكدة أنها لا تفعل ذلك من أجل تسليم السلطة، في موقف متناقض تماما مع مطلب المعارضة من المؤتمر وهو استبعاد الرئيس الأسد من العملية الانتقالية.
غير أن مصادر في المعارضة قالت لوكالة رويترز إن الدول الغربية نقلت لها رسالة مفادها إن محادثات السلام قد لا تؤدي إلى خروج الأسد من السلطة، وإن الأقلية العلوية التي ينتمي إليها ستظل طرفا أساسيا في أي حكومة انتقالية.
وقالت المصادر إن الرسالة نقلت إلى أعضاء قياديين في الائتلاف الوطني السوري أثناء اجتماع لمجموعة أصدقاء سوريا الأسبوع الماضي في لندن، وأضافت أن سببها هو اتساع نفوذ تنظيم القاعدة وغيرها من الجماعات ’المتشددة’ واستيلاؤها على معبر حدودي ومستودعات أسلحة تابعة للجيش السوري الحر ’المعتدل’ قرب حدود تركيا.
من جانبه، قال عضو كبير بالائتلاف على صلة وثيقة بمسؤولين من السعودية ’أوضح أصدقاؤنا الغربيون في لندن أنه لا يمكن السماح بإبعاد الأسد الآن لاعتقادهم بأن ذلك سيؤدي إلى حدوث فوضى وسيطرة الإسلاميين المتشددين على البلاد’.
وقال دبلوماسي من الشرق الأوسط إن التوصل إلى اتفاق مقبول في مؤتمر جنيف2 لدى أميركا وروسيا يتطلب من المعارضة الموافقة على المشاركة في إدارة انتقالية فيها وجود قوي للعلويين، مشيرا إلى أن ’الأسد قد يبقى رئيسا أو لا يبقى، لكن سلطاته ستتقلص على الأقل’.
وتابع أنه إذا رفضت المعارضة مثل هذا الاتفاق فستفقد معظم الدول الغربية ولن يبقى في صفها سوى السعودية وتركيا وليبيا.
وقال مسؤول غربي رفيع إن روسيا والولايات المتحدة تناقشتا بشأن المسؤولين الحكوميين الذين يمكن الابقاء عليهم في المرحلة الانتقالية لكنهما لم تتفقا على أي برنامج عمل ثابت.
ولكن دبلوماسيين وأعضاء كبارا في الائتلاف السوري حذروا من أن التحول في أولويات الغرب وخصوصا الولايات المتحدة وبريطانيا من إبعاد الأسد إلى محاربة الإسلاميين ’المتشددين’ يسبب انقسامات بين القوى الدولية الداعمة للثورة السورية.
وتقول رويترز إن هذه التسوية الدبلوماسية بخصوص المرحلة الانتقالية من شأنها أن تضيق خلافات الغرب مع روسيا الداعمة للنظام السوري، ولكنها قد توسع اختلاف الرؤى مع حلفاء المعارضة في الشرق الأوسط فيما يخص طريقة التصدي للأزمة.
لكن السعودية وتركيا تعتقدان أن التصدي للمتشددين لا يأتي في مقدمة الأولويات وتشعر السعودية على وجه الخصوص بالغضب مما تعتبره استرضاء أميركا للأسد وإيران، ولم توفد الرياض سوى دبلوماسي من مستوى أدنى إلى مؤتمر أصدقاء سوريا في لندن.
وأشار آفاق أحمد -وهو مسؤول سابق في المخابرات السورية تحول إلى صفوف المعارضة قبل عامين- إلى أن روسيا ليست متمسكة بالأسد لكن الإبقاء على الجيش السوري خط أحمر بالنسبة لها لأنها تدرك أن العلويين بما لديهم من خبرة في الجيش والأمن على مدى خمسة عقود هم أفضل من يقاوم من وصفهم بالمتشددين الإسلاميين.
الجزيرة نت