لن تكفيه الشهور الأربع.. عباس يفاوض إلى مالا نهاية!

الرسالة نت- رامي خريس             

قرر وزراء الخارجية العرب إعطاء فرصة للمفاوضات غير المباشرة أربعة أشهر أخرى، ستمر غالباً بدون تحقيق أي تقدم حقيقي على صعيد عملية التسوية ، فنهج المفاوضات الذي تتخذه السلطة نهجاً للحياة لم يحصل من حكومات الاحتلال المتعاقبة على شيء سوى المزيد من إجراءات التهويد في القدس وقرارات مصادرة الأراضي في الضفة الغربية.

ولكن السؤال الذي يطرحه بعض المتابعين للمفاوضات وسيرها : لمن أعطيت الفرصة ؟ ، هل أعطيت لسلطة عباس لتجرب آخر إبداعاتها في عملية التفاوض التي يقودها صائب عريقات مسؤول ملف المفاوضات في منظمة التحرير ؟ أم أن الفرصة هي لحكومة الاحتلال التي لا تعبأ على ما يبدو بالطرف الفلسطيني المفاوض وبمواعيده ، فقبل ذلك قال قادة الاحتلال عن أوقات جرى تحديدها بموافقتهم أنه ليس هناك مواعيد مقدسة ! ، فكيف سيتعاملون مع مهلة أو فرصة محددة بزمن ، وما هي الأوراق في يد الآخرين التي يمكن أن تستخدم في الضغط على حكومة الاحتلال ؟

هذه كلها أسئلة تحتاج للإجابة من عريقات التي وضع مؤخراً خلاصة تجربته التفاوضية في وثيقة ، عُرفت باسم وثيقة عريقات قال فيها ان حماس هي العقبة في طريق تحقيق السلام !.

وطرح فيها خيار الدولة الواحدة "ثنائية القومية" ، مشيراً إلى أن السلطة تواجه مصيراً حرجاً في حال عدم استئناف المفاوضات يقودها إلى وقف التنسيق الأمني وإسقاط حل الدولتين وتبني حل الدولة الواحدة، وهو ما يرى فيه المراقبين تصوراً أولياً لحل السلطة في حال انسداد أفق التسوية مع الاحتلال.

ومع أن "وثيقة عريقات" هي انعكاس لانهيار عملية التسوية ، وإفلاس سلطة فتح سياسياً ، فضلاً عن اعترافها بفشل خيار التفاوض مع الإسرائيليين ، إلا أن عريقات وسلطته بدوا أكثر تمسكاً بخيار التفاوض، وهو ما دفعهم لإقناع العرب بتبني "فرصة الشهور الأربع" ، بعدما عرضوا عليهم المقترحات الأمريكية التي قالوا سابقاً عنها أنها غير كافية ،كما جاء على لسان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد دحلان.

ومع أن عباس وسلطته عادوا إلى خيار المفاوضات التي لم تتوقف عملياً بغطاء عربي هذه المرة إلا أنهم كانوا قد أبدوا موافقتهم على العودة إلى المفاوضات غير المباشرة قبل حصولهم على القرار في الاجتماع الأخير ، حيث ذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية قبل أيام أن عباس سيعطي موافقته للإدارة الأمريكية على استئناف المفاوضات الأسبوع المقبل ، وهو القرار الذي أبلغه لوزير الخارجية النمساوى ميخائيل شبيلدلجير الذي زار (إسرائيل) والضفة الغربية هذا الأسبوع ، وألمح شبيلدلجير إلى أن عباس أوضح له أن المفاوضات ستجرى بطريقة غير مباشرة بوساطة أمريكية.

وبحسب المصادر الإسرائيلية ذاتها فإنه من المقرر أن تستأنف الأسبوع القادم المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية بعد توقف دام أكثر من عام.

وأشارت إلى أن عباس في رام الله التقي قبل أيام  ديفيد هيل نائب المبعوث الأمريكي إلى المنطقة الذي نقل إليه سلسلة ضمانات أمريكية بالنسبة لاستئناف عملية التفاوض بما في ذلك الجدول الزمني للمفاوضات، ولم يتضح بعد ما إذا كانت المفاوضات ستجرى في (إسرائيل) أو في واشنطن.

 وأوضح المصدر السياسي الإسرائيلي أن حكومته تسعى إلى أن تستمر المفاوضات غير المباشرة فترة قصيرة قدر الإمكان على أن ينتقل الجانبان في غضون شهرين أو 3 أشهر إلى المفاوضات المباشرة حول القضايا الجوهرية بما في ذلك الحدود واللاجئون والقدس والترتيبات الأمنية.

 على أية حال فإن (الشهور الأربع) ستنقضي سريعاً وحينها سيظهر جلياً مدى تمسك فريق التسوية بمفاوضات ليس لها نهاية، سواءً كانت مباشرة أو من وراء حجاب.

 

البث المباشر