قائمة الموقع

العيساوي.. أسيرٌ صنع من أمعائه حرية

2013-12-25T08:10:25+02:00
لحظة الافراج عن سامر العيساوي(أرشيف)
غزة- حمزة أبو الطرابيش

"إن عشت فعش حرا أو مت كالأشجار وقوفا", كلمات رددها المطرب السوري سميح شقير, وترجمها الأسير المحرر سامر العيساوي، بعد أن دخل في مواجهة ضارية مع الاحتلال، انتهت باعلان انتصاره.

العيساوي أثبت صلابة الأسير الفلسطيني، بعدما انتزع حريته من فك السجان الإسرائيلي، بخوضه إضرابا مفتوحا عن الطعام تخطى شهورا تسعة.

سامر أسير فلسطيني محرر، صاحب أطول إضراب عن الطعام في التاريخ، من قرية العيسوية شمال شرقي القدس.

أفرج الاحتلال عنه، مساء الاثنين، بعد اتفاق مع النيابة العسكرية أُبْرِم قبل ثمانية أشهر، مقابل إطلاق سراحه.

يقول سامر لـ"الرسالة نت" بُعيد الإفراج عنه: "انتزاع حريتي بالقوة، هو بحد ذاته انتصار كبير للشعب الفلسطيني". ويشير إلى أنه يعتزم ممارسة حياته الطبيعية, وأنه "لن يترك مشروعه النضالي".

ويضيف: "لا يمكنني أن أترك واجبي النضالي الذي يرتكز عليه أساس تحرير أرضنا". تجدر الإشارة إلى أن الاحتلال كان قد اعتقل سامر مطلع عام 2003؛ بتهمة الانتماء للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين, وحكم عليه آنذاك بالسجن مدة 30 عاما.

وأعاد الاحتلال اعتقاله في السابع من تموز 2012، بعد الإفراج عنه ضمن صفقة "وفاء الأحرار". ولم يمنع انشغال سامر بالاحتفالات، أن يوجه رسال إلى أهل غزة، فخاطبهم قائلا: "إضرابي كان تضامنا معكم، وللمحافظة على دماء شهداءكم الزكية".

ويؤكد أن صموده في الاضراب استمده من صبر أهل غزة. وعن أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال، يوضح سامر أن المرضى منهم يعانون "أبشع وأقسى" الظروف هناك، "ومن المحتمل أن يسقط منهم شهداء، إن استمر الاهمال بحقهم".

وينادي الأسير المحرر –الذي دخل عقده الثالث- بهبة جماهيرية في الضفة المحتلة؛ تضامنا مع قضية الأسرى، خاصة المرضى, مطالبا وزارة الأسرى في رام الله باتخاذ وقفات جدّية؛ للضغط على (إسرائيل).

وحرصت بدورها (أم رأفت) والدة سامر، أن تنقل سعادتها عبر منابر الإعلام جميعها، فأعربت لـ"الرسالة نت" عن فرحتها الغامرة. وقالت: "عندما احتضنت سامر، شعرت كأنني أحلق في السماء".

وترى خروج ولدها بمنزلة "انتصار يضاف إلى سجل الشعب الفلسطيني". وعن حالة سامر الصحية، توضح أنه مازال يتناول الفواكه والخضار والأطعمة الخفيفة، مؤكدة أن العائلة ستعرض سامر مباشرة على الأطباء؛ لإجراء الفحوصات.

وتقول أم رأفت إنها زيّنت البيت وجهزت غرفة سامر ورتبت ملابسه, واستقبلت المهنئين بالحلوى والمشروبات، مع الإشارة هنا إلى أن سلطات الاحتلال أخطرت العائلة بحظر الاحتفالات.

وتعتزم الخمسينية الشروع في البحث عن عروس لسامر، وتضيف: "فرحتي ستكتمل عندما أجد لسامر، شريك حياة".

إلا أن سامر يقول إنه "لا يفكر بالزواج حاليا"، ويريد الرجوع مباشرة إلى نشاطه الاجتماعي، وممارسة أعماله التي تركها بعد اعتقاله. وهنأت والدة سامر ـقطاع غزة المحاصر بالإنتصار.

وأهدت النصر لشهدائها وجرحاها، الذين اعتبرتهم: "شركاء في النصر العظيم"، على حد تعبيرها.

اخبار ذات صلة