قُتل أربعة أشخاص واعتقلت الشرطة 265 متظاهرا وجرح عدد من أفراد الشرطة، في مظاهرات مناهضة للانقلاب خرجت أمس الجمعة في مختلف المحافظات المصرية، في أول يوم مما سماه تحالف دعم الشرعية "أسبوع الغضب" تنديدا بقرار السلطات إعلان الإخوان المسلمين تنظيما إهابيا.
وقد أعلنت وزارة الصحة إصابة نحو مائة شخص. وقال مدير إدارة البحث الجنائي بمحافظة دمياط بدلتا النيل إن شخصا لقي مصرعه بالمدينة، بينما أكدت المصادر الأمنية أن 16 على الأقل من المحتجين أصيبوا باختناق جراء إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على مسيرة في مدينة دمياط الجديدة.
كما توفي شخص ثان في بلدة سمالوط بمحافظة المنيا جنوب القاهرة، يدعى عمار الرمال، وأكد شقيقه محمد أنه أصيب برصاص حي أطلق من جانب أجهزة الأمن التي كان يوجد إلى جانبها "بلطجية" يشاركون في الاشتباكات.
وكانت انطلقت اليوم في عدة محافظات مصرية مظاهرات رافضة للانقلاب العسكري على الرئيس المصري محمد مرسي في 3 يوليو/تموز الماضي، ومنددة بالقرار الأخيرللحكومة المصرية. وتأتي مظاهرات اليوم -التي انطلقت بعد صلاة الجمعة- استجابة لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب للتظاهر في ما أسماه "أسبوع الغضب".
واعتقلت قوات الأمن المصرية 148 متظاهرا بينهم 28 سيدة في عدد من المحافظات، وافاد مصدر أمني أن "الأمن القى القبض على 148 متظاهرا مؤيدا للاخوان بعدما قاموا بقطع الطريق والتعدى على المواطنيين".
وخرجت مظاهرات طلابية بعد صلاة الجمعة منددة بالانقلاب، وقالت مصادر للجزيرة إن الشرطة المصرية أطلقت الغاز المدمع لتفريق مظاهرة في مدينة الأزهر الجامعية في القاهرة، وإن مدرعة تابعة للشرطة اقتحمت المدينة الجامعية.
وقد نظم طلاب ومواطنون في عدة مدن ومناطق مصرية مظاهرات ليلية رفضا للانقلاب واحتجاجا على تصنيف الحكومة جماعة الإخوان منظمة إرهابية، قُتل خلالها أحد الطلاب واعتقل آخرون، بينما هددت وزارة الداخلية بالسجن والإعدام كل من يشارك في المسيرات التي تدعو إليها الجماعة.
وخرجت سبع مسيرات ليلية في مناطق متفرقة بشرق الإسكندرية وغربها، وشهدت منطقتا البيطاش والسيوف مظاهرتين رفع المشاركون فيهما شعار رابعة العدوية ولافتات مناهضة للانقلاب.
وفي الجيزة خرجت مسيرة ليلية أيضا في الوراق احتجاجا على قرار الحكومة المصرية اعتبار الإخوان جماعة إرهابية، وجاب المشاركون فيها شوارع الوراق منددين بالقرار الذي تضمن حظر جميع أنشطة الجماعة، بما فيها التظاهر وتجميد أموال الجمعيات الخيرية، ورفع المشاركون في المسيرة شعار رابعة.
وعلى صعيد آخر، تظاهر عدد من السيدات في ميدان طلعت حرب للتنديد بالتفجيرين اللذين وقعا بمديرية أمن الدقهلية ومدينة نصر، كما أعربت المشاركات عن تأييدهن قرار الحكومة اعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، ورددت المتظاهرات هتافات مناهضة لجماعة الإخوان.
الداخلية تهدد
من جانبها، هددت وزارة الداخلية بتوقيع عقوبات تصل إلى السجن خمس سنوات لكل من يشارك في "مسيرات الإخوان"، إلى جانب عقوبات أخرى تصل إلى الإعدام استنادا إلى المادة 86 من قانون العقوبات المصري.
وشدد وزير الداخلية محمد إبراهيم على الحسم في مواجهة أي مظاهرات مخالفة للقانون يقوم بها من سماهم أعضاء "الجماعة الإرهابية"، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين.
وصعدت الأجهزة الأمنية المصرية بالفعل حملات اعتقال في صفوف المنتمين للإخوان ورافضي الانقلاب، وشملت الاعتقالات عدة محافظات لا سيما الدقهلية بعد إضافة تهمة جديدة هي الانتماء لجماعة إرهابية.
وكان أحد الطلاب بجامعة الأزهر في القاهرة قد قُتل أثناء تفريق قوات الأمن طلابا أمس محتجين داخل وخارج المدينة الجامعية بمدينة نصر شرقي القاهرة.
وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان إن قوات الأمن اعتقلت سبعة طلاب بتهمة إثارة الشغب في تلك المواجهات، وأوضحت أن الشرطة أطلقت الغاز المدمع بعد أن اشتبك طلاب من جامعة الأزهر مع سكان في الحي الواقع بشمال شرق العاصمة المصرية.
وقال البيان إنه حدث "تبادل لإطلاق الخرطوش" أثناء الاشتباكات بين الطلاب والسكان، وبعد انتهاء الاشتباكات قام الطلاب بنقل أحد المصابين ليتضح فيما بعد أنه توفي، وفق البيان.
وكانت قوات الأمن قد اقتحمت حرم جامعة الزقازيق في وقت سابق أمس الخميس، كما اعتقلت تسعة طلاب قالت أجهزة الأمن إنهم ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين.
وأظهرت صور بُثت على الإنترنت من يوصفون بالبلطجية وهم يلقون الحجارة على الطلاب الرافضين للانقلاب من سطح أحد المباني.
الجزيرة نت