بإحساس فنان وريشة رسام وصوت قارئ وذكاء طفلة وكاميرا صحافي، فإنه يمكن تلخيص عام 2013 بعيدًا عن إطار الدم والحرب الذي أحاط صورة فلسطين.
بدءًا من محبوب العرب "عساف" وموهوبهم "الديري" مرورًا بقارئ العرب الأول "زينو" وطفلة الذكاء "أريج"، وليس انتهاءً بسطوع نجم السينما الفلسطينية، ظهر الوجه الآخر لفلسطين أمام العالم.
الثاني والعشرون من يونيو/حزيران الماضي، تاريخ خرج فيه آلاف المواطنين من قطاع غزة إلى الشوارع تعبيرًا عن فرحتهم بفوز الشاب الفلسطيني محمد عساف في برنامج المواهب "عرب آيدول".
محبوب العرب فلسطيني
عساف الذي "عسف لقب البرنامج" استطاع أن يجذب اهتمام الملايين حول العالم لأنه الفلسطيني الوحيد المشارك، ويعيش في قطاع غزة الذي يعاني حصارًا (إسرائيليًا) خانقًا منذ عام 2006.
ونجح الشاب الفلسطيني في الاشتراك بالبرنامج بعد أن سافر من غزة إلى مصر عبر معبر رفح، المتنفس الوحيد للمواطنين في القطاع.
""الديري" رسم فلسطين بريشته في "موهوب العرب"
"
وأصبح عساف الشغل الشاغل لوسائل التواصل الاجتماعي خلال تقدمه في مراحل البرنامج، ولقّبه الغزّيون بـ"الصاروخ", معربين عن قدرته على إيصال صوت فلسطين إلى العالم.
وقدّم خلال مراحل البرنامج مجموعة أغانٍ وطنية أصبحت عالقة في آذان ملايين العرب حول العالم. وقال معجبوه إن "الفن أوصل صوت فلسطين الذي عجزت السياسة عن إيصاله".
فلسطين وموهوب العرب
ليس بعيدًا عن الفن، ظهرت فلسطين في برنامج المواهب "آرب جوت تالنت"، ولكن هذه المرة في الفن التشكيلي الذي أبدع فيه الفنان محمد الديري.
الشاب الفلسطيني الذي خرج من غزة أيضا آمن بموهبته كما كثيرين من معجبيه، فخرج حاملا همّ القضية وآمال نشرها في المحافل الدولية، وهو ما نجح فيه بالفعل عبر رسوماته.
""زينو" تلا القرآن وارتقى فكان قارئ العرب الأول
"
خلال المرحلة الأولى من تجارب الأداء قدّم الديري عرضًا نال إعجاب الفلسطينيين والعرب، وأبهر لجنة التحكيم والجمهور، واستحق الحصول على 4 أصوات أهلته لمرحلة التصفيات النصف النهائية، وعزف خلالها على وتر رحيل الفنان وديع الصافي.
الديري رسم الصافي خلال دقيقتين على لوح مصنوع من الجص باستخدام تقنية "الشاكوش والإزميل"، وهي الأولى من نوعها التي يستخدمها فنان تشكيلي.
وخبّأ الغزّي الموهوب المفاجأة إلى المرحلة النهائية، فرسم شخصية الرئيس الراحل ياسر عرفات باستخدام تقنية الأوكسجين والنار، وألهب بذلك مشاعر الفلسطينيين.
لحظة إعلان النتائج، لم يسعف التصويت الديري، واكتُفي بمنحه مقعدًا بين 3 متبارين حصلوا على أعلى تصويت لكنه استطاع أن يوصل صورة فلسطين، وفق رأي معجبيه.
قارئ العرب الأول
بعيدًا عن الفن هذه المرة، تألق القارئ عاهد زينو بصوته الندّي وتجويده، ما أهله للفوز بالمرتبة الأولى على الوطن العربي والإسلامي لأندى صوت في قراءة القرآن الكريم بالتلاوات العشرة.
زينو الذي شارك في المسابقة عام 2007 في المغرب بصحبة عدد من قراء العالم حصل على المرتبة الأولى على مستوى قطاع غزة في حفظ القرآن وقراءته بتلاوات مختلفة.
ولام زينو رغم فوزه الجهات المتخصصة ووسائل الإعلام، وقال: "في ظل اهتمام العالم العربي والإسلامي بالبرامج الأخرى، فإن أحدا لم يجرؤ على الاهتمام بالقرآن الكريم والحافظين له".
وكرّم الملك محمد السادس زينو وعددا من علماء الأمة في المغرب، وفور وصوله غزة استقبلته الحكومة الفلسطينية وأقامت له حفلا كبيرًا، وكرمته وأهدته زيارة إلى بيت الله الحرام.
وطالب القارئ الشباب الفلسطينيين بالاهتمام بالقرآن، وتمثيل بلدهم في المسابقات الدولية، وتقديم أنفسهم للصلاة بالمسلمين.
طفلة الذكاء الفلسطينية
رغم الحصار (الإسرائيلي) المتواصل على غزة، استطاعت الطفلة أريج المدهون أن تحفر اسمها في التاريخ بحصدها المرتبة الأولى في ذكاء الأطفال على مستوى العالم.
""أريج" طفلة فلسطينية تخترق العالم بذكاء عقلها
"
الطفلة المدهون لم تتجاوز الرابعة عشرة لكنها أصبحت الأولى عالميا في مسابقة الذكاء العقلي لفئة الأطفال التي نُظمت في ماليزيا بمشاركة 2500 طفل من أرجاء العالم.
واستطاعت أريج خلال المسابقة حل 182 مسألة حسابية معقدة في وقت لم يتجاوز ثماني دقائق، وحصلت بذلك على المركز الأول في الذكاء، لكنها تشير إلى أنها تستطيع حل 252 مسألة في هذا الوقت.
وفاز خلال المسابقة 4 أطفال فلسطينيين آخرين حصلوا على مراتب متقدمة، هم: دانيا الجعبري من الخليل، ولؤي الحمارنة وعبد الله النجار من خانيونس، ومحمد اليازوري من رفح.
كما حصدت أريج المرتبة الأولى في مسابقة نظمها مركز حساب الذكاء العقلي في غزة بمشاركة أطفال من 10 دول مختلفة بعد أن تمكنت من حل عشرات المسائل المُعقدة في وقت قصير.
سينما فلسطين الأفضل عربيًا
قبل أن يغلق عام 2013 أبوابه، وصل الفيلم الروائي الطويل "عمر" للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد إلى القائمة القصيرة لترشيحات "أوسكار" العالمية عن أفضل فيلم أجنبي.
وفاز الفيلم بجائزة مسابقة "نظرة ما" في مهرجان "كانّ السينمائي" خلال مايو/أيار 2013، كما حاز جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان "دبي السينمائي" الشهر الحالي من العام نفسه.
"السينما الفلسطينية تبهر العالم وتقتحمه بقضاياها
"
و"عمر" فيلم يجسد قصة حب لا تخلو من رموز سياسية، وهو خامس فيلم روائي طويل للمخرج أبو أسعد، ويعتقل فيه العاشق المناضل من أجل الحرية، وعند استجوابه يجد نفسه على موعد مع شكوك تتعلق بصديق عمره أمجد، وطارق شقيق حبيبته.
في مضمار سباق الأفلام السينمائية، فإن الفيلم الفلسطيني "5 كاميرات مكسورة" للمخرج الصحافي عماد برناط فاز بجائزة "إيمي" الدولية التي استضافتها أكاديمية الفنون والعلوم في نيويورك.
وتدور أحداث الفيلم الوثائقي حول قصة فلسطيني يعيش في قرية "بلعين" في الضفة المحتلة، وصوّر خلاله وحشية الاحتلال (الإسرائيلي) ضد أبناء شعبه بكاميراته الخمسة التي كُسرت كلها.
وكان الفيلم الفلسطيني قد ترشح خلال هذا العام لجائزة "الأوسكار" الدولية بعد وصوله قائمة أفضل خمسة أفلام وثائقية، كما قد فاز بجائزة السينما العالمية للإخراج في مهرجان "صندانس" السينمائي عام 2012، وجائزة الجمهور وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان الفيلم الوثائقي الدولي عام 2011.